غزة على شفا كارثة إنسانية كبرى بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي

حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من تفاقم كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد، وما وصفه بـ”السياسات العقابية الممنهجة”، مشيرًا إلى أن إغلاق المعابر ونقص الوقود والمساعدات بات يهدد حياة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.

وفي بيان رسمي صدر اليوم الاثنين، أكد المكتب أن القيود المفروضة أدت إلى انهيار شبه كامل في القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الصحة والمياه والغذاء، وسط غياب تام لأي استجابة دولية فعّالة.

لليوم الثالث والعشرين على التوالي، تواصل السلطات الإسرائيلية إغلاق المعابر الحدودية، ما حال دون دخول نحو 600 شاحنة مساعدات إنسانية وغذائية يوميًا، بالإضافة إلى 50 شاحنة وقود كانت تشغّل المخابز والمستشفيات والمرافق الحيوية.

هذا الانقطاع تسبب بتوقف جزئي وكلي في خدمات الصحة، المياه، البلديات، وقطاع النقل، ما أدى إلى شلل شبه تام في البنية التحتية والخدمات الأساسية.

أشار البيان إلى أن سياسة التجويع القسري التي تُمارس ضد سكان القطاع تسببت في انتشار سوء التغذية بين الأطفال، وأجبرت العشرات من المخابز على الإغلاق بسبب نفاد الوقود وغاز الطهي.

كما أوضح أن أكثر من 700 بئر مياه قد دُمّرت أو تعطلت، ما أدى إلى تفاقم أزمة المياه وارتفاع معدلات الأمراض الناتجة عن التلوث وسوء الصرف الصحي.

و أكّد المكتب أن منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، إلى جانب تعطل الأجهزة الحيوية بسبب انقطاع الكهرباء، يشكّل خطرًا مباشرًا على حياة المرضى، خاصة الحالات الحرجة.

كما أشار إلى منع دخول مئات الجراحين والوفود الطبية التي كانت تستعد لتقديم خدمات إنسانية، مما زاد الضغط على نظام صحي متهالك أساسًا.

تسببت أزمة الوقود في توقف سيارات الإسعاف والدفاع المدني، وتعطّل العديد من البلديات والمصانع الصغيرة، فيما حذّر البيان من توقف كامل وشيك في المستشفيات.

وفي تطور خطير، توقفت محطة تحلية المياه في دير البلح عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء، ما حرم محافظتي الوسطى وخان يونس من 20,000 كوب ماء يوميًا، مما يُنذر بانتشار الأمراض الجلدية والمعدية في ظل تدهور الأوضاع البيئية.

وجّه المكتب الإعلامي نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية، مطالبًا بـ”تدخل فوري وفعّال” للضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات والوقود.

وأكد البيان أن استمرار هذه السياسات يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويرقى إلى جرائم حرب تتطلب محاسبة عاجلة.

واختتم المكتب بيانه محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه المأساة الإنسانية، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة