قال وزير خارجية الاحتلال إسرائيل كاتس أنه لن يُسمح للقنصلية الإسبانية في القدس بتقديم الخدمات للفلسطينيين بعد الآن، ودعا الحكومة الإسبانية إلى “دراسة 700 عام من الحكم الإسلامي في الأندلس”.
جاء ذلك في معرض رد كاتس على اعتراف مدريد بالدولة الفلسطينية يوم الأربعاء مع النرويج وأيرلندا، لتنضم بذلك إلى أكثر من 140 دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة تعترف بفلسطين.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز، وهي تشرح هذه الخطوة في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أن حزبها داخل الحكومة سيناضل من أجل “الدفاع عن حقوق الإنسان ووضع حد للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”.
وأنهت دياز، وهي زعيمة أصغر أحزاب الحكومة الائتلافية الفيديو بترديد هتاف: “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر”.
وأثارت هذه التصريحات غضب المسؤولين الإسرائيليين بمن فيهم وزير الخارجية إسرائيل كاتس.
صباح الجمعة، كتب كاتس على موقع X أنه رداً على اعتراف إسبانيا بالدولة الفلسطينية وعلى تصريحات دياز، “لقد قررت قطع الاتصال بين تمثيل إسبانيا في إسرائيل والفلسطينيين، ومنع القنصلية الإسبانية في القدس من تقديم الخدمات للفلسطينيين من الضفة الغربية”.
وفي حين تزعم بعض الأصوات المؤيدة للاحتلال أن شعار “من النهر إلى البحر” يدعو إلى تدمير إسرائيل، فإن النشطاء المؤيدين للفلسطينيين يؤكدون منذ فترة طويلة أنه يشير إلى نهاية انتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلية والاحتلال في جميع أنحاء الأراضي التي جعلت من إسرائيل دولة ذات سيادة على أرض فلسطين التاريخية.
ورد وزير الطاقة الإسرائيلي، الأربعاء، على خطوة إسبانيا وإيرلندا والنرويج بالقول: “من النهر إلى البحر ستكون هناك دولة واحدة: دولة إسرائيل”.
ووجه كاتس يوم الجمعة انتقادات للحكومة الإسبانية من خلال تسليط الضوء على فترة من تاريخ العصور الوسطى عندما كانت شبه الجزيرة الأيبيرية تحت الحكم الإسلامي.
وقال “إذا كانت هذه الشخصية الجاهلة المليئة بالكراهية تريد أن تفهم ما يسعى إليه الإسلام المتطرف حقاً، فعليها أن تدرس 700 عام من الحكم الإسلامي في الأندلس، إسبانيا اليوم”.
وقد تعرضت تعليقاته لانتقادات وسخرية على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشار الكثير من الناس إلى عدم دقتها التاريخية.
ففي عام 711 م، عبر القائد الأموي طارق بن زياد مضيق جبل طارق مع 7000 جندي، ليبدأ ثمانية قرون من الحكم الإسلامي على أجزاء مختلفة من إسبانيا.
وأصبحت إسبانيا الإسلامية، المعروفة باسم الأندلس، مركزاً للهندسة المعمارية والرياضيات والتجارة والأدب، وكانت قرطبة في ذلك الوقت واحدة من أكثر المدن اكتظاظاً بالسكان في أوروبا، وموطن أمثال العالم المسلم ابن رشد والفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون. .
وعلى عكس وصف كاتس لـ “الإسلام الراديكالي”، كان يُنظر إلى المفكرين المسلمين من الأندلس مثل ابن رشد على أنهم جسر بين الفكر الإسلامي والغربي، حيث قاموا بترجمة الفلسفة اليونانية والحفاظ عليها والتأثير على عصر النهضة والتنوير الأوروبيين.
وعاش المسيحيون واليهود في إسبانيا التي حكمها المسلمون، وارتقى العديد منهم في الرتب في البلاط الملكي والدوائر الفكرية.
وكان يُنظر إلى إسبانيا في العهد الإسلامي على أنها مكان آمن نسبياً لليهود، مقارنة بأجزاء أخرى من أوروبا خلال أجزاء من تلك الفترة.
ففي إنجلترا، تم طرد اليهود من البلاد عام 1290 ولم يُسمح لهم بالعودة لمدة 366 عاماً أخرى.
وعندما سقطت آخر مدينة إسلامية في إسبانيا، غرناطة، في عام 1492، أُجبر المسلمون واليهود على التحول إلى المسيحية من قبل محاكم التفتيش الإسبانية أو الفرار من البلاد.
وانتهى الأمر بمعظم اليهود الذين فروا في المغرب وفي أجزاء من شمال أفريقيا الإسلامية والعالم العربي التي كانت آنذاك تحت حكم الإمبراطورية العثمانية.