أثارت صورة التقطتها وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) تظهر السيدة الأولى في سوريا أسماء الأسد وهي تقطف الورود في ريف دمشق، موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعرضت الوكالة الفرنسية لسيل من الانتقادات بسبب التستر على انتهاكات الحكومة السورية والتي ترقى إلى جرائم حرب، حسبما يقول مراقبو حقوق الإنسان.
أثارت صورة التقطتها وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) ، وهي تصور أسماء الأسد زوجة رئيس #النظام #السوري #بشار_الأسد وهي تقطف #الورود في ريف #دمشق ، موجة #غضب على وسائل #التواصل #الاجتماعي. pic.twitter.com/786IejuGr2
— Bahia Mardiniبهية مارديني (@mardinibahia) May 27, 2023
وانتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن قامت رئيسة مكتب وكالة فرانس برس في لبنان وسوريا، أسيل طبارة، بنشرها مع التعليق: “السيدة الأولى السورية أسماء الأسد تقطف الورود الدمشقية في قرية المراح بريف دمشق، في 25 أيار/مايو 2023. “
وسرعان ما تلقى المنشور مئات التعليقات والتغريدات الساخرة والغاضبة بسبب الاعتقاد بأن المنشور يساعد في تشتيت الانتباه عن تواطؤ الأسد في انتهاكات الحكومة لحقوق الإنسان.
ووجه المستخدمون انتقاداتهم إلى كل من الوكالة والسيدة الأولى، في حين وضع العديد منهم صور الأسد وهي تشارك في موسم قطف الورود جنبًا إلى جنب مع صور تظهر انعدام الأمن الغذائي في البلد الذي مزقته الحرب.
وعلق المستخدم MouhannadMALEK قائلاً: “الناس يموتون جوعاً لأول مرة في تاريخنا، والشيء الوحيد الذي تفعله هو الاستعراض أمام الكاميرات”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعيد قبول سوريا في جامعة الدول العربية، وهي الخطوة التي نددت بها واشنطن ونشطاء حقوقيون.
وعلى الرغم من أن معظم الانتقادات موجهة إلى بشار الأسد، إلا أن النشطاء والخبراء يقولون إن السيدة الأولى “مذنبة” أيضًا في جرائم الحرب، حيث تطور صمت أسماء تجاه تصرفات زوجها إلى دعم حثيث وتحولت صورتها من “وردة الصحراء” إلى “سيدة الجحيم الأولى”.
وقارنت مونيكا ماركس، المتخصصة في سياسات الشرق الأوسط، ما نشرته وكالة فرانس برس بمقال نُشر على مجلة فوغ الشهيرة لعام 2011 بعنوان: “أسماء الأسد: وردة في الصحراء”.
وقدم المقال، الذي تم حذفه منذ ذلك الحين، صورة متوهجة للسيدة الأولى ذات الجنسية البريطانية-السورية المزدوجة، حيث تم الإشادة بأسماء وبشار باعتبارهما زوجين “ديمقراطيين إلى حد كبير” يركزان على الأسرة و يقضيان عطلة في أوروبا، و يشجعان على المسيحية و يجعلان من سوريا “الدولة الأكثر اماناً في الشرق الأوسط”.
حذفت طبارة تغريدتها في 26 أيار/ مايو، لكن لا يزال أكثر من اثنتي عشرة صورة ومقطع فيديو لأسماء في موسم قطف الورد على حساب الوكالة.
ولا يزال العديد من مستخدمي تويتر يواصلون مشاركة صور وكالة فرانس برس وانتقادها، إلا أن طبارة قالت إنه “ليس لديها تعليق”.
ويأتي انتقاد الصورة كجزء من نقاش أوسع حول تطبيع العلاقات مع حكومة الأسد.
على مر السنين، برزت أسماء كواحدة من أكثر المسؤولين الحكوميين وأصحاب الشركات نفوذاً في سوريا، حيث نشر مقال في الفايننشال تايمز الشهر الماضي تفاصيل نفوذها على قطاع الأعمال والاقتصاد في سوريا.
وفي عام 2021، قدمت شركة Guernica 37 القانونية لحقوق الإنسان ومقرها المملكة المتحدة ملفين سريين إلى دائرة شرطة العاصمة في لندن لفتح تحقيقات في دورها في الحرب السورية.
وكانت أسماء قد ألقت خطبًا تدعم القوات المسلحة السورية التي استهدفت، منذ أكثر من عقد على الحرب، مناطق مدنية بما في ذلك المستشفيات والمدارس بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة.
ويقول نشطاء إن مثل هذا الاستخدام العشوائي للقوة، والذي يشمل أيضًا استخدام الأسلحة الكيميائية، يشكل انتهاكًا للقوانين الدولية والوطنية، بما في ذلك قانون المملكة المتحدة.