أنهت فرق الدفاع المدني السوري عمليات البحث داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة بالقرب من دمشق بعد تفتيشه بالكامل بحثا عن مناطق غير مكتشفة أو مخفية داخل مجمعه.
وأعلن الدفاع المدني السوري، المعروف شعبيا باسم الخوذ البيضاء يوم الثلاثاء أن خمس فرق بالإضافة إلى وحدات من الكلاب البوليسية المدربة قد شاركت في عمليات البحث.
وأعرب الدفاع المدني عن “خيبة أمله العميقة” لعدم تمكنه من العثور على المزيد من الأسرى داخل صيدنايا حيث تدفقت آلاف العائلات إلى السجن بحثا عن أي أخبار عن أقاربها المشتبه في احتجازهم في المنشأة.
وقال الدفاع المدني في بيان مساء الاثنين: “أجرت فرق متخصصة من الخوذ البيضاء بحثا شاملا في جميع الأقسام والمرافق والأقبية والساحات والمناطق المحيطة بالسجن”.
وأضاف البيان: “نشارك خيبة الأمل العميقة التي تشعر بها أسر الآلاف من الذين ما زالوا في عداد المفقودين والذين لا يزال مصيرهم مجهولا، نقف متضامنين مع أسر الضحايا، ونتفهم تماما معاناتهم وتعطشهم للحصول على إجابات عن أحبائهم”.
ويمثل إعلان الخوذ البيضاء انتكاسة كبيرة لمساعي العائلات السورية التي لا تزال تبحث عن إجابات حول مصير أبنائها المختفين، في حين يواصل المقاتلون والمواطنون على حد سواء البحث في أنحاء البلاد عن أقارب اختفوا على يد قوات بشار الأسد.
وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، عثر رجال الإنقاذ على عشرات الجثث داخل مستشفى حرستا، حيث أشارت منظمات حقوق الإنسان إلى أن الجثث تعود لمعتقلين من سجن صيدنايا.
ومن بين الجثث التي تم العثور عليها جثة مازن حمادة، وهو ناشط سوري اعتقل بتهمة تهريب حليب الأطفال إلى دمشق، وتعرض للتعذيب على يد قوات الأسد.
كان حمادة قد فر من سوريا وحصل على اللجوء في هولندا حيث أصبح منتقدًا بارزًا للأسد وتحدث عن التعذيب الذي تعرض له على أيدي قواته الأمنية.
وقالت جمعية المعتقلين والمفقودين في سجن صيدنايا لوكالة فرانس برس إن مستشفى حرستا كان بمثابة “المركز الرئيسي لجمع جثث المعتقلين”.
وأوضح دياب سريا، أحد مؤسسي جمعية “دعم حقوق المعتقلين في سوريا والعراق” أن “الجثث كانت تُرسل من سجن صيدنايا أو مستشفى تشرين إلى حرستا لتُنقل إلى مقابر جماعية”.
واكتسب سجن صيدنايا، الذي كان يُستخدم في المقام الأول لإيواء الأسرى السياسيين، سمعة سيئة بسبب وحشية معاملة الأسرى فيه، حيث وصف أسرى سابقون التعذيب والاغتصاب الذي كان يحدث داخل السجن.
وفي أعقاب سقوط الأسد، هرع الآلاف إلى سجن صيدنايا مساء الأحد وأغلقوا الطرق المؤدية إلى السجن الواقع على مشارف دمشق بحثًا عن أقاربهم وأحبائهم.
وسجل مقاتلو المعارضة الذين تمكنوا من دخول السجن مقاطع فيديو أظهرت مئات الأسرى وبينهم أطفال ونساء مكدسين داخل زنازين ضيقة، بينما استخدم المقاتلون والمنقذون المطارق وأعقاب بنادق الكلاشينكوف لكسر أبواب الزنازين.
وقد بذل المقاتلون جهوداً مضنيةً لدخول “الجناح الأحمر” من السجن الواقع في طوابق تحت الأرض، حيث قال الأسرى المحررون أن الحراس يحتاجون إلى رموز خاصة للوصول إلى أجزاء معينة من هذا الجناح.
وفي حديثه للجزيرة، وصف رائد صالح، الذي يرأس الخوذ البيضاء، السجن بأنه “جحيم” المحتجزين بداخله، وقال إن رجال الإنقاذ ساعدوا في تحرير 20 ألفًا إلى 25 ألف أسير من صيدنايا يوم الاثنين.
وأضاف صالح أن رجال الإنقاذ رأوا جثثًا في أفران، مؤكداً أن عمليات إعدام يومية جرت داخل المنشأة، وأضاف أنه لم يتم العثور على “غرف مخفية” بالداخل.
وأطلق تقرير لمنظمة العفو الدولية في عام 2017 على صيدنايا لقب “المسلخ البشري”، كما أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش في عام 2014 الادعاءات الواردة في تقرير منظمة العفو الدولية.