تسود الشارع الأردني موجة من الغضب في أعقاب التقارير التي أفادت بأن الإمارات العربية المتحدة تقوم بنقل البضائع إلى إسرائيل عبر طريق بري جديد يمر بالأردن تجنباً لهجمات الحوثيين قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر.
وشارك مئات الأردنيين مساء السبت في وقفة احتجاجية قرب الجامعة الأردنية تطالب بإنهاء ما أسموه “الجسر البري الصهيوني”، حيث شكل عشرات الطلبة سلسلة بشرية ورفعوا لافتات تندد بالشاحنات التي تحمل البضائع “في عصر المجازر”، وتقاعس الدول العربية عن كسر الحصار عن غزة حيث يواجه السكان مجاعة كارثية.
وقال حمزة خضر، عضو حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) في إسرائيل: ” نقف اليوم لقطع الطريق البري الذي ينقذ العدو الصهيوني من حصار المقاومة في البحر الأحمر، والذي عاد إلى السيادة العربية بأيد عربية”.
وطالب خضر بـ ” منع التجار الأردنيين من تصدير الخضار إلى إسرائيل لإنقاذ اقتصادها الذي دمرته المقاومة وصمود الأهالي في غزة”.
كما نُظمت احتجاجات يوم الجمعة، حيث شارك مئات الأردنيين في مسيرة وسط مدينة عمان وفي مدن أخرى من بينها إربد والعقبة والكرك والزرقاء.
ودعا المتظاهرون في هتافاتهم الحكومة الأردنية بقطع العلاقات مع إسرائيل وإلغاء اتفاقيات الغاز ومنع عبور أي شاحنة قادمة من دول الخليج إلى إليها.
وأطلق أطلق الأردنيون حملة على الإنترنت تحت الوسم العربي “الجسر البري الأردني إلى غزة”، داعين الحكومة إلى إرسال مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.
وأوضح خالد الجهني مدير مكتب كتلة الإصلاح النيابية المنضوية في حزب جبهة العمل الإسلامي أن الكتلة سألت الحكومة عن الجسر البري وعدد الشاحنات التي مرت من الأردن إلى إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول / أكتوبر وقيمة صادرات البلاد إلى إسرائيل.
وأضاف الجهني أن رئيس الوزراء بشر الخصاونة لم ينكر خلال حديثه مع ممثلي كتلة الإصلاح وجود جسر بري، قائلاً أن الطريق من الدول العربية إلى إسرائيل كان موجوداً قبل السابع من أكتوبر بفترة طويلة.
لكن الجهني ذكر أن جواب رئيس وزراء البلاد يتعارض مع مطالب المتظاهرين التي تدعو إلى كسر الحصار عن غزة وليس على إسرائيل.
وفي منتصف كانون الأول / ديسمبر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوصول الدفعة الأولى من الشحنات التجارية من المنتجات الطازجة إلى إسرائيل من الإمارات عبر طريق بديل جديد يمر عبر السعودية والأردن ويستغرق يومين.
ومنذ ذلك الحين، حاولت الحكومة الأردنية مراراً وتكراراً دحض التقارير ووصفتها بالمعلومات المضللة، لكن تقريراً حديثاً بثته القناة 13 الإسرائيلية في 31 كانون الثاني/يناير، أثار غضباً واسع النطاق في الأردن حين نشرت القناة مقابلات مع سائقي عدد من الشاحنات القادمة من الإمارات إلى إسرائيل عبر الأردن ومشاهد لعشرات الشاحنات التجارية المتوقفة عند المعبر الحدودي الذي يربط الأردن بإسرائيل.
منذ 19 تشرين الثاني / نوفمبر، أطلقت جماعة الحوثي مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على السفن التجارية في البحر الأحمر فيما يقولون أنه رد على التصعيد الإسرائيلي ضد غزة.
وقال الرئيس التنفيذي للميناء الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر في إيلات أن نشاط الشحن في الميناء شهد انخفاضاً بنسبة 85% منذ بدء هجمات الحوثيين.
وكان رئيس الوزراء الأردني قد نفى بشدة خلال جلسة مجلس الوزراء ما تردد عن مرور شحنات إماراتية عبر بلاده إلى إسرائيل واصفاً التقارير عن ذلك بالكذب.
وقال بشر الخصاونة: “لقد سمعنا ونسمع الكثير من التشويه والتضليل والأكاذيب حول ما يجري في الأردن فيما نعمل جاهدين وجديين على إيقاف آلة القتل في غزة”.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بترا عن مصادر في وزارتي النقل والصناعة والتجارة نفيها للتقارير التي تحدثت عن عبور الشاحنات الإماراتية إلى إسرائيل عبر الأردن، ووصفتها بعض المصادر بــ ” العارية عن الصحة تماماً”.
من ناحية أخرى، اتهم نقيب نقابة أصحاب الشاحنات الأردني محمد الدواد إسرائيل ببث دعاية مغرضة حول القضية وشدد على الموقف الأردني “القوي” والرسمي والشعبي الداعم لغزة.
لكن الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيلية أظهرت، كما يُزعم، خضروات أردنية المنشأ في الأسواق الإسرائيلية، وعليها ملصقات لشركة أردنية مقرها في العاصمة عمان ومنطقة الأغوار الحدودية.
وقال رئيس جمعية اتحاد مصدري المنتجات الزراعية الأردنية، سليمان الحياري: ” من يقوم بالتصدير إلى المحتلين هم سماسرة لا علاقة لهم بالجمعية، التي ترفض هذا الأمر”.
من جهته، هاجم وزير الزراعة خالد الحنيفات تجار الخضار الأردنيين الذين يصدرون منتجاتهم إلى إسرائيل، قائلا: ” لا توجد آلية قانونية تمنعهم من ذلك لكننا نقول لهم في هذه الظروف عار عليكم”.
يذكر أن وزارة الزراعة الأردنية أعلنت أن إجمالي صادرات الأردن من الخضار إلى إسرائيل يبلغ 1300 طناً شهرياً من 12500 طن من صادراتها من الخضار.