دعا الفلسطينيون إلى إجراء تحقيق دولي في وفاة طبيب “تحت التعذيب” في المعتقلات الإسرائيلية بعد اختطافه من قطاع غزة قبل أشهر، حيث توفي الدكتور إياد الرنتيسي، الذي كان مديراً لقسم الولادة في مستشفى كمال عدوان، في نوفمبر الماضي بعد 6 أيام من احتجازه على يد القوات الإسرائيلية.
أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة “اغتياله” بشدة ودعا إلى إجراء تحقيق عاجل من قبل المنظمات الدولية ذات الصلة، معتبراً أن استشهاده يأتي ضمن الجرائم الإسرائيلية المستمرة ضد الأطباء الفلسطينيين في قطاع غزة.
وصف عدد من الفلسطينيين المفرج عنهم سوء المعاملة التي تعرضوا لها، حيث شمل ذلك الاعتداء الجنسي والصعق بالكهرباء والضرب والحرمان من الطعام والنوم والإهانة والإبقاء في أوضاع مهينة والتبول وتقييد اليدين بإحكام لفترات طويلة، مما تسبب في إصابات خطيرة أدت إلى بتر الأطراف في بعض الحالات!
وفقاً للمكتب الإعلامي، فقد قتلت القوات الإسرائيلية ما يقرب من 500 عامل طبي فلسطيني واعتقلت 310 آخرين حتى اليوم، ويعد الرنتيسي ثاني طبيب فلسطيني يتم التأكد من وفاته تحت التعذيب في السجون الإسرائيلية، في ظل تقارير عن تعمد الاعتداء والتعذيب بحق الأطباء على أيدي المحققين والحراس.
في إبريل الماضي، تم الكشف عن مقتل الجراح الفلسطيني وأستاذ طب العظام الدكتور عدنان البرش تحت التعذيب أثناء وجوده في المعتقلات الإسرائيلية، وفقاً لجمعية الأسير الفلسطيني.
من جانبها، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية بالكشف العاجل عن مصير بقية الأطباء المعتقلين، حيث جاء في بيان لها: “تطالب وزارة الصحة كافة المؤسسات الدولية والحقوقية بالكشف عن مصير العشرات من الكوادر الصحية الذين تم اختطافهم من المستشفيات أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني”.
كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أول من كشف عن مقتل الدكتور الرنتيسي في منشأة استجواب يديرها جهاز الشين بيت، وكالة المخابرات الداخلية الإسرائيلية، ولكن محكمة إسرائيلية منعت نشر تفاصيل وفاته لمدة 6 أشهر.
يذكر أن القوات الإسرائيلية احتجزت الرنتيسي عند نقطة تفتيش في قطاع غزة أثناء امتثاله لأوامر الجيش بالفرار من شمال غزة إلى الجنوب.
تعذيب الأسرى الفلسطينيين
تتهم عدة تقارير السلطات الإسرائيلية بممارسة التعذيب والإساءة على نطاق واسع وبشكل منهجي ضد المعتقلين والسجناء الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر.
وفقاً لإحصاء أجراه موقع ميدل إيست آي استناداً إلى تقارير وسائل الإعلام، فقد أدى التعذيب الإسرائيلي إلى وفاة حوالي 60 فلسطينياً في السجون الإسرائيلية، 40 منهم على الأقل من قطاع غزة ومن بينهم 36 ماتوا في معسكر قاعدة سدي تيمان العسكرية.
يذكر أن القوات الإسرائيلية قد اعتقلت ما بين 4000 و5000 شخص من قطاع غزة خلال العدوان المستمر على القطاع، ومن بينهم نساء وأطفال ومسنون ومسعفون وصحفيون وأطباء وعمال إغاثة، يعتقد أنه تم إطلاق سراح أكثر من 1500 منهم وإعادتهم إلى قطاع غزة.
وصف عدد من الفلسطينيين المفرج عنهم سوء المعاملة التي تعرضوا لها، حيث شمل ذلك الاعتداء الجنسي والصعق بالكهرباء والضرب والحرمان من الطعام والنوم والإهانة والإبقاء في أوضاع مهينة والتبول وتقييد اليدين بإحكام لفترات طويلة، مما تسبب في إصابات خطيرة أدت إلى بتر الأطراف في بعض الحالات!
وقد علقت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتعذيب، أليس جيل إدواردز، على ذلك قائلة: “إن هناك نمطاً ناشئاً من الانتهاكات مقترناً بغياب المساءلة والشفافية من قبل السلطات الإسرائيلية فيما يتعلق بالتعذيب وسوء المعاملة ضد المعتقلين الفلسطينيين، وهذا يخلق بيئة متساهلة لمزيد من المعاملة المسيئة والمهينة للفلسطينيين”.