فلسطين تكتب.. مهرجان أدبي للاحتفال بالثقافة الفلسطينية في أمريكا يحقق نجاحاً واسعاً على الرغم من تهديدات اللوبي الإسرائيلي

عُقد مهرجان “فلسطين تكتب” للأدب في فيلادلفيا يوم الجمعة بمشاركة أكثر من 1500 شخص احتفلوا بالأعمال الأدبية الفلسطينية رغم الهجمات التي شنتها الجماعات المؤيدة لإسرائيل والصهيونية على المهرجان.

وخيم التوتر على أجواء افتتاح المهرجان في جامعة بنسلفانيا، حيث قام العديد من المؤيدين لإسرائيل بالتظاهر حاملين ملصقات مناهضة للمهرجان فيما أطلقت بعض السيارات أبواقها دعماً لإسرائيل. 

وشوهدت إحدى الشاحنات وهي تتجول في محيط المكان بلوحة إعلانات رقمية تحمل صور بعض المتحدثين في المهرجان وتصفهم بالمعادين للسامية.

غير أن منظمي المهرجان اعتبروا هذه المضايقات مألوفةً، مؤكدين أن مجرد كون الشخص فلسطينياً تمثل سبباً كافياً لتعرضه لهجمات من الجماعات المؤيدة لإسرائيل.

وأضفى الحضور الكبير للمشاركين إثارةً على أجواء القاعة التي شغل الحضور مقاعدها عن بكرة أبيها انتظاراً لبدء فعاليات المهرجان الذي يعد أول حدث من نوعه في أمريكا الشمالية. 

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Roger Waters (@rogerwaters)

وكان المنظمون قد خططوا في البداية لعقد مؤتمر في مدينة نيويورك خلال عام 2020، قبل أن يتم تحويله إلى فعالية افتراضية عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد-19 الذي أغلق معظم أنحاء العالم في ذلك العام.

وبعد ثلاث سنوات، تحقق حلم جمع الأدباء الفلسطينيين من جميع أنحاء العالم في الجامعة بين يومي الجمعة والأحد.

وسمحت جامعة بنسلفانيا باستضافة المهرجان في قاعتها لكنها نأت بنفسها عن تبنيه أو العلاقة بمنظميه.  

ورغم إعلان الداعمين لإسرائيل بأن وصفها الوارد في المهرجان كدولة عنصرية هو شكل من أشكال معاداة السامية، فقد أصدرت جامعة بنسلفانيا بياناً في 12 أيلول / سبتمبر أكدت فيه أن المهرجان سينظم في موعده.  

لكن النائب في الكونغرس جوش جوتهايمر وجه خطابًا إلى الجامعة يدعو فيه إلى استبعاد اثنين من المتحدثين في المهرجان.

ووجه منظمو المهرجان رسالة مفتوحة إلى الجامعة اعتبروا فيها أن وضع الفلسطينيين والمتعاطفين معهم في نفس خانة المعادين الحقيقيين للسامية هو “أمر خطير وغير مسؤول وخطير على الإطلاق”.

ووصفت الرسالة الاتهامات لمنظمي المهرجان بمعاداة السامية بأنها “إهانة لذكاء المجتمع الجامعي”.

ورغم هذا الجدل، لم يتمكن اثنان من المتحدثين وهما ووترز والمؤلف غاري يونج من الدخول إلى حرم الجامعة مما اضطرهما إلى المشاركة في المهرجان عبر تقنية الزوم.

من ناحيتها، عبرت سوزان معادي دراج، مديرة النشر في مهرجان “فلسطين تكتب” عن اعتقادها بأن “تهمة معاداة السامية تهدف فقط إلى إسكاتنا”.

وقالت دراج :” على الرغم من تعرضنا للكثير من الهجمات غير العادلة، فقد تلقينا أيضًا تدفقًا رائعًا جدًا من الدعم من حلفائنا، بما في ذلك عدد من الأصوات اليهودية في منطقة فيلادلفيا”. 

وأتاح الحضور الكبير للمشاركين بالمهرجان للنشطاء القادمين من ولايات عديدة وبينهم غير فلسطينيين فرصاً للتعارف واللقاء الوجاهي وتشبيك العلاقات.

وأضافت دراج: “ما نحاول القيام به في هذا المهرجان هو القول بأنه لا يوجد صوت فلسطيني واحد، بل هناك تنوع في مجتمعنا”.

وتابعت:” نحاول ببساطة إنشاء مساحة آمنة وشاملة لجميع الفلسطينيين في جميع أنحاء الشتات للالتقاء والتحدث عن تنوع قصتنا وروايتنا ودراستها والاحتفال بها.

بدورها قالت إيلينا دودوم، وهي كاتبة فلسطينية أمريكية مقيمة في بروكلين بنيويورك: “باعتباري أمريكية من أصل فلسطيني لم يعد لديها عائلة في فلسطين، قد يكون من الصعب حقًا محاولة الكتابة عن القضية الفلسطينية”.

وتخلل المهرجان عرض مجموعة متنوعة من الأعمال الكتابية المتعلقة بفلسطين، من الكتب الواقعية إلى الشعر والقصص القصيرة والروايات وكتب الأطفال.

“يسهم الأدب في تذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني وقدرته على الصمود”- مصعب أبو توهة، شاعر وأديب فلسطيني

وأوضح مصعب أبو توهه، وهو شاعر وكاتب مقالات فلسطيني من غزة أن “الأدب الفلسطيني، هو وسيلة للحفاظ على هويتنا ورواية قصصنا، يُقتل العديد من الفلسطينيين بشكل يومي، والعالم يستمر في نسيان تلك القصص”.

وأدت سياسات إسرائيل الاستيطانية إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية، وحصار قطاع غزة، وبناء نظام فصل عنصري في الضفة الغربية قاد، وفقاً للمراقبين، إلى تقسيم الفلسطينيين لعقود من الزمن.

وفيما تطرقت بعض جلسات المهرجان إلى مواضيع سياسية، ظل تركيز المهرجان على ما يوحد الفلسطينيين.

وقالت سوزان أبو الهوى المديرة التنفيذية للمهرجان إن ما يوحد الفلسطينيين هو تراثهم وتاريخهم كشعب وألمهم الجماعي المتمثل في التهجير، والاحتلال، والاستعمار، والإهانة.

ويخطط منظمو المهرجان لإقامة نسخة ثانية منه، لكنهم أكدوا سعيهم في الوقت الحالي لإضفاء الطابع المؤسسي على “فلسطين تكتب”، وتحويله إلى منظمة غير ربحية والعمل على تأمين التمويل المباشر.

 وأوضحت أبو الهوى أنه كان من الصعب اختيار اللحظة المفضلة لديها، ولكن أكثر ما جعلها سعيدة هو رؤية روح الامتنان الجماعية بين جميع الحاضرين.

مقالات ذات صلة