دعا المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي المسلمين إلى الوقوف إلى جانب شعب لبنان ومساعدة حزب الله في مواجهة “النظام الإسرائيلي الشرير” وذلك بعد وقت قصير من إعلان جيش الاحتلال مقتل قائد الحزب حسن نصر الله.
وفي بيان نشر على موقعه الرسمي يوم السبت، لم يذكر خامنئي نصر الله بالاسم لكنه بدأ بإدانة قتل “الشعب اللبناني الأعزل”، قائلاً “لقد أثبت ذلك قصر نظر وسياسات زعماء إسرائيل”.
وقال خامنئي أن “المجرمين الإسرائيليين يجب أن يعلموا أنهم أصغر بكثير من أن يتسببوا في أي ضرر كبير لمعاقل حزب الله في لبنان”، مضيفاً: ” كل قوى المقاومة في المنطقة تدعم حزب الله وتقف إلى جانبه ومصير هذه المنطقة ستحدده قوى المقاومة، وفي مقدمتها حزب الله”.
وفي وقت سابق من يوم السبت، أعلن جيش الاحتلال أنه اغتال نصر الله قبل يوم عندما شن سلسلة من الغارات الجوية الضخمة على العاصمة اللبنانية بيروت.
وأطلقت مقاتلات الاحتلال نحو عشر قنابل خارقة للتحصينات على مبان سكنية في حي الضاحية الجنوبي يوم الجمعة، حيث شوهدت أعمدة كثيفة من الدخان تتصاعد من موقع الانفجار.
ونشر جيش الاحتلال رسالة على منصة X، قائلاً: “حسن نصر الله لن يكون قادراً على إرهاب العالم بعد الآن”.
وفي الوقت نفسه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أن نصر الله قُتل مع عدد من القادة الآخرين، بمن فيهم علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، وأضاف: “الرسالة واضحة: سنصل إلى كل من يهدد مواطني إسرائيل في الشمال والجنوب وعلى جبهات أبعد”.
“استشهد سماحة سيد المقاومة والعبد الصالح ليكون مع سيده الذي رضي به شهيداً عظيماً، وتتعهد قيادة حزب الله بمواصلة جهادها في مواجهة العدو ودعم غزة وفلسطين والدفاع عن لبنان وشعبه الصامد” بيان حزب الله في نعي نصر الله
ويوم الجمعة، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين إيرانيين أن خامنئي دعا إلى عقد جلسة طارئة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في منزله رداً على الضربات، في حين ذكرت وكالة رويترز يوم السبت أن خامنئي نُقل إلى مكان آمن داخل إيران مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة.
وقال مسؤولان إقليميان لرويترز إن الجمهورية الإسلامية على اتصال دائم بحزب الله ومنظمات إقليمية أخرى لتحديد خطواتها التالية.
وكان نصر الله، أحد أبرز الشخصيات في “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، قد ترأس حزب الله منذ عام 1992، بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في غارة جوية إسرائيلية.
ووفقا للمحللين، فإن الرجل الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه وريث نصر الله، هو هاشم صفي الدين، لا يزال على قيد الحياة بعد هجوم يوم الجمعة، وفي وقت لاحق، تم الإعلان رسمياً عن اختياره رئيساً للحزب خلفاً لنصر الله.
وصفي الدين، الذي يشرف على الشؤون السياسية لحزب الله ويجلس في مجلس الجهاد للجماعة، هو ابن عم نصر الله وهو مثله رجل دين وينحدر من نسل النبي محمد عليه السلام.
وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية صفي الدين إرهابياً في عام 2017، وفي يونيو/حزيران هدد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد اغتيال قائد آخر لحزب الله.
ولطالما انخرطت إسرائيل وإيران في حرب خفية، لكن التوترات تصاعدت في الأشهر الأخيرة بعد أن هاجمت إسرائيل مجمع السفارة الإيرانية في دمشق واغتالت رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، حيث قال مسؤولون إيرانيون أن طهران تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان الذي تختاره.
وعلى مدار الأسبوع، دعا زعماء العالم إلى إنهاء القتال، حيث كرر العديد منهم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعوات لوقف إطلاق النار لكن نتنياهو لم يكترث بهذه الدعوات حيث قال للأمم المتحدة إن جيشه سيواصل ضرب لبنان “بكل قوتنا”.
وأضاف: “نحن في حالة حرب مع حزب الله، وما دام حزب الله يختار طريق الحرب، فلا خيار أمام إسرائيل، وإسرائيل لها كل الحق في إزالة هذا التهديد وإعادة مواطنينا إلى ديارهم بأمان”.
هذا وواصلت إسرائيل توجيه ضرباتها الجوية للضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى من لبنان حتى يوم السبت.
وتشير التقديرات إلى أن هجماتها الجوية منذ يوم الأحد أسفرت عن استشهاد أكثر من 700 شخص، بما في ذلك عشرات النساء والأطفال.