اتهمت الصين الولايات المتحدة بـ “إساءة استخدام” مناسبة اليوم العالمي لمحاربة الإسلاموفوبيا بعد حديث السفيرة الأمريكية في نيويورك ليندا توماس جرينفيلد خلال الفعالية عن اضطهاد بكين لأقلية الإيغور.
واتهم السفير الصيني لدى الأمم المتحدة واشنطن بالسعي لبث الفتنة بين بلاده والدول الإسلامية.
وتم يوم الأربعاء الاحتفال باليوم العالمي الأول لمحاربة الإسلاموفوبيا بعدما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في العام الماضي، على الاحتفال به سنويًا في 15 مارس، في ذكرى الهجوم الذي نفذه مسلح على مسجدين في نيوزيلندا والذي خلف 51 قتيلاً في العام 2019.
“ارتكبت الحكومة الصينية إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق الإيغور ذوي الأغلبية المسلمة وغيرهم من الأقليات العرقية والدينية في شينجيانغ ” – ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة.
وفي حديثها خلال الفعالية، قالت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن بلادها اعترفت رسميًا بأن المسلمين يتعرضون بشكل متزايد لـ “التمييز والعنف”، واستشهدت بمعاملة الإيغور في الصين والروهينجا في ميانمار.
وأضافت: “إن الحكومة الصينية ارتكبت إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ضد الإيغور ذوي الأغلبية المسلمة وغيرهم من الأقليات العرقية والدينية في شينجيانغ.
وواصلت بالقول إنه “يجب على المجتمع الدولي أن يواصل إدانة هذه الفظائع، ويجب علينا أن نواصل المطالبة بالمساءلة القانونية، ويجب أن نستمر في المطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين ظلماً في الصين ولم شملهم بأسرهم “.
لكن المتحدث باسم الوفد الصيني أدان بشدة تلك التصريحات، وقال: “ترفض الصين بحزم الاتهامات التي لا أساس لها من قبل الولايات المتحدة باستغلال احتفال اليوم العالمي رفيع المستوى “.
وأضاف: إن مزاعم الإبادة الجماعية ضد أقلية الإيغور، ذات الغالبية المسلمة، كانت “كذبة ملفقة من قبل الولايات المتحدة”.
واتهم السفير الصيني الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية ضد الأمريكيين الأصليين، فضلاً عن ارتكاب جرائم حرب بما في ذلك “القتل العشوائي للمدنيين بمن فيهم النساء والأطفال” في سوريا وأفغانستان والعراق.
وقال:” ندعو أمريكا إلى الكف عن الكذب لتحقيق مصالحها السياسية عبر استخدام شينجيانغ لإدانة الصين، إن محاولة الولايات المتحدة لزرع الفتنة بين الصين والدول الإسلامية محكوم عليها بالفشل “.
اضطهاد الأويغور
ووثقت منظمات حقوقية اضطهاد الصين للإيغور بالأضافة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما أدانت عدة حكومات غربية الانتهاكات الصينية بحق الإيغور في أكثر من مناسبة.
لكن الدول ذات الأغلبية المسلمة التزمت الصمت إلى حد كبير بشأن هذه القضية، وأقامت العديد منها، بما في ذلك دول الخليج، علاقات اقتصادية ودبلوماسية أوثق مع بكين.
وفي أكتوبر الماضي، انحازت دول في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى جانب الصين في التصويت ضد اقتراح يدعو إلى مناقشة الوضع في شينجيانغ في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كما أقامت منظمة التعاون الإسلامي، وهي مجموعة من 55 دولة ذات أغلبية مسلمة، علاقات وثيقة مع الصين.
وتبنى أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي قرار الجمعية العامة، الذي اقترحته باكستان في مارس الماضي لتخصيص يوم لمحاربة الإسلاموفوبيا، ودعمت الصين أيضا القرار.
وقال داي بينغ، نائب سفير الصين لدى الأمم المتحدة، في كلمته أمام اجتماع الجمعية العامة الذي ترأسه باكستان يوم الجمعة، إنه “لشرف عظيم” للصين أن تشارك في رعاية القرار.
وأوضح أن بلاده “مستعدة للعمل مع الدول الإسلامية”، مستشهداً باتفاق الأسبوع الماضي بين السعودية وإيران لإعادة العلاقات الدبلوماسية، والذي تم الاتفاق عليه في بكين، كدليل على النفوذ الإقليمي لبلاده.
لكن عمر كانات، المدير التنفيذي لمشروع الإيغور لحقوق الإنسان، وهي منظمة مناصرة مقرها واشنطن، قال إن الصين كانت تحاول “خداع العالم” بشأن معاملتها للإيغور.
وأوضح أن “الإيغور يتعرضون للاعتداء بسبب هويتهم المسلمة والعرقية”، مضيفاً:” إذا اعتقد دبلوماسيو الصين لدى الأمم المتحدة أن بإمكانهم خداع العالم، فهم مخطئون”.
كما أدان إدوارد أحمد ميتشل، من مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، اضطهاد الصين للإيغور، ومحاولتها تحويل الانتباه إلى سجل الولايات المتحدة من السياسات التعسفية تجاه المسلمين.
وقال ميتشل: “حقيقة وجود الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة لا تبرر الجرائم المروعة التي ترتكبها الحكومة الصينية ضد مسلمي الإيغور”.