في خطوة وُصفت بالنصر المنقوص.. مدارس مدينة سان فرانسيسكو تعيد جدولة عطلة الربيع لتشمل عطلة العيد

أرجأت المناطق التعليمية الموحدة بسان فرانسيسكو فترة إجازة الربيع نحو أسبوعين لتشمل عطلة العيد في عام 2024، بعد مطالبات من مجموعات شعبية ونشطاء بالاعتراف بالعطلة الدينية رسميًا في التقويم المدرسي.

وعلى الرغم من أن هذه الخطوة ستتيح للمسلمين فرصة للاحتفال بالعيد، إلا أنها لا تعترف رسميًا بالعيد كعطلة مدرسية.

يأتي هذا القرار الرسمي بعد أن تراجعت المناطق التعليمية الموحدة بسان فرانسيسكو عن قرار الشهر الماضي بجعل العيد إجازة مدرسية، مما اغضب المجتمع المحلي المسلم والعربي.

وكانت اللجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز ADC والمركز العربي للموارد والتنظيم AROC، قد أبلغا في 6 آذار/ مارس 2023، المناطق التعليمية الموحدة بسان فرانسيسكو بأنهما سيباشران إجراءات قانونية، إذا لم تحترم المنطقة التعليمية القرار الذي تم تمريره في أغسطس/آب عام 2022، والذي في حال تطبيقه ستُضاف إجازتا عيد الفطر وعيد الأضحى لقائمة العطلات المدرسية.

وفي خطاب رسمي إلى المناطق التعليمية الموحدة بسان فرانسيسكو، طالب ما يزيد على 30 شخصية من الجالية المسلمة مجلس التعليم بالالتزام بتنفيذ قرار إجازتي العيد في العام الدراسي 2023-2024.

و كتب مؤيدو القرار أنه مثلما يحتفل الناس بعيد الميلاد لأسباب دينية وعلمانية، فمن الضروري اعتبار العيد احتفالاً ثقافياً لكثير من الناس في سان فرانسيسكو، إذ تُشير دراسة أجراها معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم، إلى أن 250 ألف مسلم يعيشون في سان فرانسيسكو.

وفي 10 مارس/آذار 2023، اعتُمد التقويم المدرسي لعام 2024، لتصبح عطلة الربيع والتي تكون عادةً في الأسبوع الأخير من شهر مارس/آذار، في الأسبوع الثاني من شهر أبريل/نيسان.

و يرى نشطاء أن تأجيل عطلة الربيع لعام 2024 خطوة إيجابية، إلا أنها لا تعد نصراً كاملاً.

وفي هذا الشأن، قال وسيم الحاج، منسق التواصل في المركز العربي للموارد والتنظيم “AROC”: “نعتبر هذا القرار خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، ولكن علينا أن نقولها بوضوح: هذا لا يكفي”.

وأضاف “الحاج” أن “رضوخ مجلس التعليم للضغط اليميني والعنصري واستمراره في تعليق قرار العيد بمثابة رخصة لكراهية الإسلام والتعصب الأعمى”.

وأشار إلى أن حجم الضرر الذي تسبب فيه هذا للطلاب ليس ضرباً من المبالغة، مضيفاً: “لو أراد مجلس التعليم الوفاء بالتزاماته تجاه طلابه، فعليه إضافة إجازتي العيد للعطلات الرسمية”.

ومن جانبه، يرى عابد أيوب، المدير التنفيذي للجنة العربية الأمريكية لمناهضة التمييز، أن الخطوة الصحيحة هي تنفيذ قرار العيد والاعتراف بالعيد عطلة رسمية ليس في العام 2024 وحده، وإنما في السنوات التالية أيضاً.

وقال إنهم سيستمرون في “دراسة جميع الخيارات” حتى يتخذ مجلس التعليم الإجراءات الصحيحة “لإضفاء الطابع المؤسسي على القرار”.

وأضاف: “ما زال التقاضي من ضمن الخيارات المطروحة، وننتظر أيضاً الملفات التي طلبناها لنقف على حقيقة النية والدافع وراء إلغاء المناطق الموحدة لقرار العيد في المقام الأول”.

وفي كانون الثاني/ يناير، كانت المناطق التعليمية الموحدة قد اصدرت عددًا من التوصيات لإضافة عطلات جديدة إلى التقويم المدرسي، بما في ذلك الاعتراف ببعض الأعياد الدينية دون تصنيفها رسميًا على أنها عطلات رسمية، وجاءت هذه التوصيات بعد شهرين من الموافقة على قرار العيد.

وبعد فترة وجيزة من تمرير القرار، تم تهديد المناطق التعليمية الموحدة بسان فرانسيسكو بدعوى قضائية من قبل المحامي بول سكوت، الذي قال إن التحرك للاحتفال بالعيد يعد انتهاكًا للدستور لأنه يعطي الأولوية لدين دون آخر.

مقالات ذات صلة