في رسالة مسربة: قيادة حزب العمال في بريطانيا تقصي الأعضاء المتضامنين مع فلسطين

في رسالة مسربة- قيادة حزب العمال في بريطانيا تقصي الأعضاء المتضامنين مع فلسطين

قدم تعديل على أحد قوانين حزب العمال البريطاني، دليلاً جديداً على تهميش الحزب تحت قيادة كير ستارمر للمنظمات المتضامنة مع فلسطين وللمجموعات الاشتراكية.

وردا على دائرة انتخابية مقرها لندن، أكد مسؤول حزب العمال أليكس ميتشل أنه لا يُسمح للفروع المحلية بالانتساب إلى المنظمات التي لم يوافق عليها المسؤول التنفيذي للحزب.

وسرد ميتشل في رسالة عبر البريد الإلكتروني قائمة بأسماء تلك المنظمات تضم “حملة التضامن مع فلسطين” و”ائتلاف أوقفوا الحرب”، و”الصوت اليهودي من أجل العمل”، وكذلك “مشروع السلام والعدالة” الذي وضعه جريمي كوربين و”حملة العمل لنزع السلاح النووي”.

ورغم أن التعديل على القانون أصبح ساريا منذ 18 شهرًا، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يُفرد فيها حزب العمال منظمات معينة في رسالة رسمية.

ولم يتم حظر المنظمات المشار لها في القائمة، لكن الرسالة التي ورد أنها سربت من قبل عضو في الحزب سلطت الضوء على الانقسامات بين العماليين حول عدد من القضايا، بما في ذلك التضامن مع الفلسطينيين، حيث اشتملت القائمة على 15 نقابة عمالية رئيسية تابعة لــ”حملة التضامن مع فلسطين”.

ويقارن البعض السيطرة المركزية غير المحبذة على حزب العمال تحت حكم ستارمر بعهد الزعيم السابق توني بلير، الذي سمح للنواب بالتظاهر ضد سياساته والظهور على منصات مناهضة لحكومته.

وشهد هذا الشهر مرور الذكرى العشرين للمظاهرات الحاشدة ضد الحرب في العراق، والتي نظمتها مجموعة “أوقفوا الحرب”، وكان عدد من نواب حزب العمال، بمن فيهم جريمي كوربين، الذي أصبح زعيم الحزب، حاضرين في ذلك اليوم.

وفي رده على مزاعم معاداة السامية في الحزب، أكد ستارمر مؤخرًا أن كوربين لن يترشح لعضوية البرلمان عن حزب العمال في الانتخابات المقبلة، ومن المتوقع أن يترشح كيساري مستقل.

وقالت تيرينا هاين، المتحدثة باسم “أوقفوا الحرب” أن ستارمر عمل على إسكات كافة أصوات المعارضة داخل الحزب، مضيفة “إنه أكثر تقييدًا بكثير مما كان عليه توني بلير”.

وأوضحت هاين أن الجميع يعلم أن حزب العمال لم يحظر منظمة “أوقفوا الحرب” وأن هناك من لا يزالون أعضاء في الحزب والمنظمة، وأن العديد من أعضاء المنظمة كانوا أعضاء كذلك في حزب العمال.

وقالت هاين إن التعديل على القانون “لن يكون له تأثير كبير علينا، لقد كان ستارمر معاديًا جدًا لمنظمتنا”.

ومن جانبه، أكد بن جمال، مدير “حملة التضامن مع فلسطين”، أن رسالة البريد الإلكتروني كانت مجرد مؤشر على تغيير في القانون تم إجراؤه في عام 2021 ولم يمثل تعليمات لفروع الحزب المحلية بعدم إمكانية الانتساب إلى الحملة.

لكنه أوضح أن حملة التضامن لا تزال تشعر بالقلق إزاء “الديناميكيات الأوسع” تحت قيادة كير ستارمر والتي لها “تأثير مخيف” على النشاط في فلسطين من خلال الخلط بينه وبين معاداة السامية.

وأضاف “رأينا ذلك عمليا في الآونة الأخيرة مع الضغط الذي مورس على البرلمانية كيم جونسون لسحب ملاحظاتها المشروعة حول ممارسة إسرائيل لجريمة الفصل العنصري”.

وأضاف بن جمال أن المنظمة مستمرة في حث عدد كبير من أعضاء حزب العمال المؤيدين للتحرر الفلسطيني على “دعم حملاتنا من أجل العدالة والضغط على القيادة لتغيير سياستها”.

وفي العام الماضي، انسحبت شخصيات عمالية بينها جون ماكدونيل وديان أبوت من ائتلاف “أوقفوا الحرب” في لندن بعد ضغوط من كير ستارمر بشأن موقف الائتلاف من أوكرانيا، حيث يعتبر مؤيدا للغاية لروسيا.

وينظم الائتلاف مسيرة في لندن في نهاية هذا الأسبوع لن يحضرها أي من نواب حزب العمال.

مقالات ذات صلة