في شمال غزة.. يقتات الفلسطينيون على أقل من علبة فول تمنحهم 12% من حاجتهم اليومية للسعرات الحرارية 

يقتات الفلسطينيون في شمال غزة على أقل من علبة واحدة من الفول، أو ما متوسطه 245 سعرة حرارية في اليوم الواحد، حيث تواصل إسرائيل عرقلة تدفق المساعدات في الوقت الذي يؤكد فيه المسؤولون أن المجاعة ترسخت في القطاع المحاصر.

ووفقاً للتحليل الأخير لاستهلاك السعرات الحرارية الذي أصدرته منظمة أوكسفام الدولية فإن الفلسطينيين في شمال غزة يستهلكون أقل من 12% من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها والبالغة 2100 سعرة حرارية.

وقالت منظمة أوكسفام أن إجمالي المساعدات الغذائية المسموح بدخولها لسكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يصل في المتوسط إلى 41% فقط من السعرات الحرارية اليومية التي يحتاجها الفرد.

وقال أميتاب بيهار، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام أن إسرائيل “تتخذ خيارات متعمدة لتجويع المدنيين”، مضيفاً: “تخيل كيف يكون الأمر، ليس حين تحاول البقاء على قيد الحياة فحسب بـ 245 سعرة حرارية يوماً بعد يوم، ولكن أيضاً حين تضطر إلى مشاهدة أطفالك أو أقاربك المسنين يفعلون الشيء نفسه”.

وأوضحت أوكسفام أن درء المجاعة يتطلب توفير “الحد الأدنى المطلق” من 221 شاحنة من المواد الغذائية الخالصة كل يوم في القطاع، مبينةً أن إسرائيل تسمح حالياً لما متوسطه 105 شاحنات من الطعام فقط بدخول غزة.

وفرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على غزة بعد الهجمات التي شنتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر على جنوب إسرائيل، لكنها أنكرت مزاعم بأنها تمنع المساعدات، وألقت باللوم في ذلك على عدم قدرة منظمات الإغاثة على إيصال الإمدادات.

غير أن منظمات الإغاثة ترفض على نطاق واسع هذا الادعاء، مشيرةً إلى استهداف إسرائيل لعمال الإغاثة بعد أن أدت ثلاث غارات إسرائيلية يوم الثلاثاء إلى مقتل سبعة عمال من منظمة المطبخ المركزي العالمي (WCK) غير الحكومية. 

وأشارت المنظمة الدولية إلى أن جيش الاحتلال نفذ الغارة رغم تنسيقها معه بشأن تحركاتها. 

وقال مؤسس المنظمة والطاهي الشهير خوسيه أندريس أن الاحتلال استهدف عمال الإغاثة “بشكل منهجي”، لكن إسرائيل وصفت الهجوم بأنه “خطأ فادح”.

وكانت إسرائيل قد أعلنت قبل الحرب أنها لن تعمل مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في توزيع المواد الغذائية، وقد منعت الآن فعلاً وصول الوكالة وهي أكبر منظمة مساعدات في غزة إلى القطاع المحاصر.

ويأتي تقرير أوكسفام في الوقت الذي تخيم فيه المجاعة على قطاع غزة، حيث حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة “وشيكة” في شمال القطاع. 

وقال مسؤول أمريكي يوم الجمعة إن “من المحتمل جداً أن المجاعة موجودة فعلاً”، وقد استشهد ما لا يقل عن 27 طفلاً بسبب سوء التغذية والجفاف في القطاع.

ومن المعلوم أن المحكمة العليا التابعة للأمم المتحدة كانت قد أمرت إسرائيل بضمان إيصال المواد الغذائية وغيرها من المساعدات إلى غزة “دون عوائق”.

لكن إسرائيل تتجاهل أمر المحكمة القاضي أيضاً بمنع الإبادة الجماعية، كما تجاهلت قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأخير والقاضي بوقف الحرب فوراً. 

وقال بيهار: “في الأسبوع الماضي فقط أمرت محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير مؤقتة جديدة، قائلة إن المجاعة لم تعد تلوح في الأفق، ولكنها بدأت فعلاً في غزة”، مضيفاً أن منظمة أوكسفام طالبت جميع الدول بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة