حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك من أن الصراع الدائر في البلاد قد يتدهور إلى حرب أهلية شاملة، مستشهدا بالحروب في دول الشرق الأوسط المجاورة.
وقال حمدوك خلال تواجده في نيروبي بكينيا : “إذا كان السودان سيصل إلى حرب أهلية لا قدّر الله … فما حدث في سوريا واليمن وليبيا سيكون بمثابة نقطة صغيرة” مقارنة بما سيكون عليه الوضع في السودان.
وأضاف “هذه دولة ضخمة ومتنوعة للغاية … أعتقد أنها ستكون كابوسا للعالم، فهذه ليست حربًا بين جيش وتمرد صغير، بل إنها تقريبا حرب بين جيشين، أحدهما مدرب جيدًا والآخر مسلح بشكل جيد.”
اندلع القتال قبل أسبوعين بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع شبه العسكرية بسبب الخلافات حول خطط دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.
وبحسب ما أعلنته وزارة الصحة يوم السبت، فإن 528 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 4600 منذ أن بدأ القتال.
وكان الجيش السوداني قد قال مساء الأحد إنه وافق على تمديد الهدنة مع قوات الدعم السريع لمدة 72 ساعة، تبدأ من نهاية اتفاق وقف إطلاق النار الحالي، الذي كان من المقرر أن ينتهي رسميا في منتصف الليل.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، قال الجيش إنه دمر قوافل قوات الدعم السريع المتجهة نحو الخرطوم من غرب البلاد، ونفذ عمليات ضد القوات شبه العسكرية شمال وسط المدينة.
وقال شهود عيان لرويترز إن طائرات مسيرة للجيش استهدفت مواقع لقوات الدعم السريع قرب مصفاة نفط كبرى في العاصمة.
وأعلن الجيش أنه بدأ في نشر الشرطة الاحتياطية المركزية في جنوب الخرطوم.
كما وردت أنباء عن مواجهات عنيفة بالقرب من مقر قيادة الجيش في وسط الخرطوم يوم الأحد وكذلك ضربات جوية للجيش على أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة.
وبرغم أنه كان من المقرر أن ينتهي وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بين الأطراف المتحاربة رسميًا في منتصف ليل يوم الأحد، إلا أن الاقتتال ظل متواصلا وسط اتهامات متبادلة بخرق الاتفاقية.
وفي البداية، قال زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، لبي بي سي يوم السبت إنه لن يدخل في مفاوضات مع قائد الجيش ورئيس الأمر الواقع في السودان عبد الفتاح البرهان حتى يتوقف القتال، واصفا إياه بـ “الخائن”.
وبالمقابل، قال البرهان إنه لن يجلس أبدًا على طاولة المفاوضات مع حميدتي الذي وصفه بـ “المتمرد”.
قبل 18 شهرًا فقط، قدم حميدتي دعمه للبرهان حيث نفذ الأخير انقلابًا عسكريًا ضد الحكومة العسكرية المدنية الانتقالية التي كان يقودها حمدوك.
وبعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، تولى حمدوك رئاسة الوزراء في الفترة بين آب/ أغسطس 2019 وتشرين الأول/ أكتوبر 2021، حتى تمت إقالته واحتجازه في انقلاب البرهان قبل أن يستقيل في يناير 2022.
وأعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 75 ألف شخص نزحوا بسبب أعمال العنف الأخيرة في الخرطوم ودارفور وولايات النيل الأزرق وشمال كردفان.
وبحسب مصادر إعلامية فإن السودانيين العالقين بين الفصائل المتحاربة في البلاد يكافحون من أجل العثور على طعام بأسعار معقولة وإمدادات حيوية مع ارتفاع الأسعار ونهب المتاجر وتدمير البنية التحتية الرئيسية.
ويوم الأحد، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها سلمت ثمانية أطنان من المساعدات الطبية، كأول شحنة دولية من الإغاثة الإنسانية تصل السودان منذ اندلاع القتال.
كما شق عشرات الآلاف من المدنيين السودانيين طريقهم إلى الدول المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى والمملكة العربية السعودية بحثًا عن ملاذ آمن.
ووصل نحو 1900 شخص تم إجلاؤهم إلى القاعدة البحرية السعودية في جدة يوم السبت بعد أن صعدوا على متن عبارة من بورتسودان عبر البحر الأحمر.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إنه تم إجلاء 4880 شخصا إلى السعودية.
كما أدى الصراع إلى نزوح جماعي للأجانب خارج البلاد، حيث تم إجلاء مئات الإندونيسيين في السودان إلى جاكرتا، بينما أعلنت المملكة المتحدة أنها قامت بترحيل 1888 شخصًا على 21 رحلة جوية منذ أن بدأت عمليات الإجلاء يوم الثلاثاء.
ووصلت قافلة نظمتها الحكومة الأمريكية إلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر يوم السبت لإجلاء المزيد من المواطنين الأمريكيين عن طريق السفن إلى جدة.