في غزة.. الشهداء يُتركون تحت الأنقاض لمنح الأولوية لانقاذ الأحياء 

وضعت الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة طواقم الدفاع المدني أمام خيارين: فإما قضاء ساعات في محاولة انتشال الجثث، أو تركها تحت الأنقاض للتوجه إلى مناطق أخرى لانتشال من لا يزالون على قيد الحياة.

ويقول الدفاع المدني إن المئات ارتقوا تحت ركام المباني المنهارة ما حدا برجاله لتبني خطة عمل تمنح الأولوية لإنقاذ الجرحى الذين ما زالوا على قيد الحياة على انتشال جثث الموتى.

وقال خليل سعيفان، أحد عناصر طاقم الدفاع المدني في غزة:” نصل إلى المكان المستهدف، إذا اكتشفنا أن هناك أشخاصاً ما زالوا على قيد الحياة تحت الأنقاض، نحفر حتى نخرجهم، أما إذا تأكدنا أن من هم تحت الأنقاض قد ماتوا، نغادر إلى مكان آخر”.

وأضاف:” القصف يقع في أماكن مختلفة في نفس الوقت، ويتم استهداف عشرات المواقع في غضون 10 دقائق، ولدينا معدات وأفراد طاقم محدودة للغاية، لذا علينا أن نختار بين قضاء ساعات في محاولة انتشال عدد من الجثث، أو إعطاء الأولوية للجرحى المحاصرين تحت الأنقاض قبل أن ينضموا إلى عشرات القتلى”.

ويشير سعيفان، الذي يعمل في مقر الدفاع المدني في منطقة البريج وسط قطاع غزة، إن هناك مئات القتلى من السكان ما زالوا تحت الأنقاض.

وتابع:” يمكنك أن تتخيل المشهد في أحد الأحياء بعد دقائق قليلة من سقوط مبنيين، فهناك علينا أن نمنح الأولوية لمن ما زالوا يتنفسون تحت الأنقاض”. 

وأضاف سعيفان أن استمرار استهداف طواقم الدفاع المدني ونقص المعدات يجعل محاولاتهم لإنقاذ جميع من هم تحت الأنقاض شبه مستحيلة.

وأكد بالقول “لقد تم استهدافنا عدة مرات وفي عدة مناطق منذ بداية الهجوم، وتحول أفراد طاقمنا من رجال الإنقاذ إلى الضحايا”.

ويزيد عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل الجرافات التي تعتمد عليها طواقم الدفاع المدني في رفع ركام المباني السكنية متعددة الطوابق والوصول إلى الضحايا من تعقيد الموقف.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إنها تلقت ما لا يقل عن 1650 تقريراً من عائلات تقول إنها فقدت أقارب لها تحت الأنقاض حتى يوم الجمعة.

وعندما اشتد القصف خلال الأسبوع الماضي، فر أبناء عمومة أمينة مغني وأطفالهم من منازلهم إلى منزلها في الشجاعية، حيث بلغ عدد المقيمين في المنزل عندما وقع الهجوم الذي دمره نحو 30 شخصاً.

وتقول مغني:” لا أستطيع أن أتذكر اليوم الذي وقع فيه الهجوم، ولكنني أتذكر أنني تلقيت مكالمة هاتفية من أحد أقاربي عند الظهر يخبرني أن المنزل قد سوي بالأرض وأن جميع أقاربي هناك قتلوا”.

وأضافت:” لم أتمكن من الوصول إلى عائلتي خلال الأيام الخمسة الماضية لمعرفة ما إذا كانت جثث أقاربنا قد تم انتشالها من تحت الأنقاض أم لا، لكنني أعتقد أنهم ما زالوا هناك”.

وبحسب وزارة الصحة، فقد تم القضاء على ما لا يقل عن 688 عائلة، تضم 4807 أفراد، جراء القصف الجوي والمدفعي والبحري الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.

وقال سعيفان:” عندما يتوقف العدوان ونتمكن من انتشال جميع الجثث من تحت الأنقاض، فمن المحتمل أن يكون عدد الضحايا ضعف العدد الحالي”.

مقالات ذات صلة