اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين المتجهين للمسجد الأقصى المبارك في القدس ومنعتهم من دخول باحاته في أولى ليالي شهر رمضان المبارك.
وأظهر مقطع فيديو انتشر عبر الإنترنت ضباط شرطة إسرائيليين مسلحين وهم يعتدون بالضرب على الفلسطينيين أثناء تنقلهم في شوارع البلدة القديمة في القدس متجهين لأداء صلاة التراويح في الحرم القدسي الشريف.
هذا وتقام صلوات التراويح بانتظام في كل ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، وعادة ما تجتذب عشرات الآلاف من المسلمين الذين يؤدونها في جماعة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن جنود الاحتلال نصبوا عدة نقاط تفتيش في محيط البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة وأغلقوا الطرق وعرقلوا وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك.
وأكد شهود عيان أن شرطة الاحتلال سمحت فقط لبعض الرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً بدخول المسجد الأقصى وأن قواتها أوقفت الشبان والشابات في أزقة البلدة القديمة وقامت بتدقيق هوياتهم وتفتيش مقتنياتهم وحقائبهم.
وأوضحت إحدى النساء لوسائل إعلام محلية أن ” عدد الفلسطينيين الذين منعوا من دخول الأقصى يفوق عدد المصلين الذين تمكنوا من الدخول وأداء صلاة التراويح”، مشيرةً إلى أن ” قوات الاحتلال منعت أي تجمعات للفلسطينيين أو إقامة صلاة في المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى كذلك”.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أصدرت بيانا في 5 آذار/ مارس زعمت فيه أنها لن تقيد حركة المصلين الفلسطينيين خلال شهر رمضان.
في الأثناء، اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى تدفع الوضع نحو “الانفجار”.
وعبر الصفدي في بيان أصدره اليوم الإثنين عن رفض الأردن للإجراءات الإسرائيلية المتمثلة بتقييد الوصول إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان، بذريعة الاحتياجات الأمنية مع احتدام الحرب في غزة مؤكداً أن الأردن يشارك الفلسطينيين وجهة النظر القائلة بأن هذه القيود تمثل اعتداء على حرية العبادة.
ويأتي منع المصلين من دخول الأقصى في نفس الوقت الذي اضطر فيه الفلسطينيون في غزة إلى الصلاة في العراء وبين الأنقاض، بعد أكثر من خمسة أشهر من القصف الإسرائيلي والتدمير الكامل لجميع مساجد غزة تقريباً.
وذكر الفلسطينيون في غزة لموقع ميدل إيست آي إنهم متخوفون من الشهر الفضيل، حيث استشهد أكثر من 31 ألف فلسطيني في القطاع منذ تشرين الأول/ أكتوبر، بينما أصيب 70 ألف آخرين.
وأعلنت الأمم المتحدة أيضاً أن 80% من القطاع أصبح الآن غير صالح للسكن، في حين يعم الجوع غالبية السكان حيث استشهد ما لا يقل عن 27 شخصاً بسبب الجوع منذ بداية الحرب.
وقال دياب الظاظا: ” نحن نعيش الآن في ظروف أسوأ من النكبة”، في إشارة إلى الفترة التي قُتل فيها الفلسطينيون أو طُردوا من منازلهم عندما ظهرت دولة إسرائيل إلى الوجود.
وأضاف: ” في زمن النكبة كان عدد الناس أقل وكانت البلاد مفتوحة، لكننا الآن محاصرون من جميع الجهات”.