أطلقت مجموعة من النقابات والمنظمات بقيادة منظمة التقدم الدولية قاعدة بيانات جديدة تضم أسماء أكثر من 400 شركة تعمل في المملكة المتحدة وتعتبر متواطئة في الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتصف المنظمة الدولية قاعدة البيانات التي أطلقت عليها اسم “مؤشر البطيخ” كرمز للتضامن مع الفلسطينيين، بأن تكون القاعدة بمثابة “أداة مقاومة يستطيع العمال استخدامها لتحدي رؤسائهم حول علاقاتهم بإسرائيل”، بالإضافة إلى كونها مرجعاً للنشطاء والمؤثرين حول العالم.
تحتوي القائمة على شركات متعددة الجنسيات مثل بنك باركليز، وشركة الشحن ميرسك، وعملاق التجارة الإلكترونية أمازون، وشركة البرمجيات مايكروسوفت، وشركة تأجير العطلات Airbnb، بالإضافة مجموعة من الشركات التي تقدم خدمات وصناعات أخرى مرتبطة بإسرائيل، تشمل التمويل والتأمين والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والطاقة.
“آلة الحرب الإسرائيلية يتم تمكينها من خلال الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي والثقافي الذي تحصل عليه من الشركات في جميع أنحاء العالم، فآلاف الشركات متواطئة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، والعاملون في هذه الشركات يملكون القدرة على التحرك ضد الحرب، حين يرفض عدة آلاف منهم، مثل عمال الرصيف الهنود في 11 ميناء، التعامل مع الأسلحة التي يمكن استخدامها لقتل الفلسطينيين” كيميا طالبي- قاعدة بيانات “مؤشر البطيخ”
تركز منظمة التقدمية الدولية جهودها ضمن هذه القطاعات، حيث يتم قياس تواطؤ الشركة في الحرب الإسرائيلية على غزة من خلال “أنواع الدعم المختلفة، بما في ذلك الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي والثقافي والتجاري والاجتماعي” التي تقدمها الشركة لإسرائيل.
تحتوي قاعدة “مؤشر البطيخ” أيضاً على تفاصيل الحملات التي يقودها العمال والتي يتم شنها ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وتتضمن أدوات تمكن العمال من التنظيم والتواصل مع بعضهم البعض.
منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، دعت النقابات العمالية الفلسطينية وغيرها من المنظمات إلى فرض حظر على الأسلحة والطاقة، كما دعت العمال في جميع أنحاء العالم إلى التحرك ضد تواطؤ أصحاب العمل مع إسرائيل، وتم تنظيم احتجاجات حاشدة بشكل شبه أسبوعي في المدن الغربية بما في ذلك لندن.
رغم ذلك، فقد واصلت المملكة المتحدة والولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى تسليح إسرائيل وتزويدها بالدعم الدبلوماسي وغيره من أشكال الدعم، ولذلك كان لابد من قاعدة بيانات “مؤشر البطيخ”.
في حديثه لموقع ميدل إيست آي، يقول مدير الاتصالات في منظمة التقدم الدولية، جيمس شنايدر: “إن طبقة الإعلام السياسي في الغرب لن تتحدى الإبادة الجماعية التي تسلحها وتدعمها، نحن علينا أن نتحرك بأنفسنا، أينما كنا، لمواجهة الجرائم الخطيرة ضد الفلسطينيين”.
عمال ضد الإبادة
طوال فترة الحرب، كان هناك حراك مستمر للعمال، ففي 11 نوفمبر الماضي، رفض عمال الرصيف في طنجة تحميل سفينة ميرسك “بشحنة تحتوي على معدات عسكرية”، وفقاً لحركة المقاطعة (BDS)، فيما هتف المتظاهرون في المغرب: “من يستقبل السفن الإسرائيلية فليس منا”، مما اضطر شركة ميرسك للرد ونفي أن يكون في الشحنة لا أي “أسلحة أو ذخيرة عسكرية”.
علاوة على ذلك، فقد رفض عمال الموانئ في إسبانيا وإيطاليا وبلجيكا وناميبيا والهند التعامل مع الشحنات العسكرية المتجهة إلى إسرائيل.
من ناحية أخرى، فقد أجبرت الضغوط التي مارستها النقابات والمتظاهرون اليابانيون شركة التجارة اليابانية العملاقة، إيتوتشو، على إنهاء التعاون مع أكبر شركة عسكرية خاصة في إسرائيل وهي “ألبيت سيستمز”.
تقول إحدى المنظمين لقاعدة بيانات “مؤشر البطيخ”، كيميا طالبي، بأن “آلة الحرب الإسرائيلية يتم تمكينها من خلال الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي والثقافي الذي تحصل عليه من الشركات في جميع أنحاء العالم، فآلاف الشركات متواطئة، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، والعاملون في هذه الشركات يملكون القدرة على التحرك ضد الحرب، حين يرفض عدة آلاف منهم، مثل عمال الرصيف الهنود في 11 ميناء، التعامل مع الأسلحة التي يمكن استخدامها لقتل الفلسطينيين”.
وأضافت طالبي بأنه يجب على الناس “استخدام قاعدة بياناتنا للعثور على الحملات الحالية ضد تواطؤ الشركات أو الاتصال بنا للحصول على الدعم في إنشاء حملات جديدة”، حيث تهدف منظمة التقدم الدولية ومجموعات أخرى إلى تسهيل الحملات التي يقودها العمال ضد التواطؤ مع الإجراءات الإسرائيلية.
هناك مجموعات ونقابات أخرى تشارك في حملة قاعدة البيانات “مؤشر البطيخ”، منها حركة الشباب الفلسطيني، وعمال من أجل فلسطين حرة، والحملة ضد تجارة الأسلحة، والعمال المتحدون للتكنولوجيا والحلفاء، ولا تكنولوجيا للفصل العنصري، وحظر الطاقة لفلسطين، والتنظيم الآن، ووحدة أبحاث الحركة.
لقد حققت حركة الشباب الفلسطيني بالفعل بعض النجاح من خلال حملة أطلقت عليها اسم Mask off Maersk، في التأثير على شركة ميرسك، وذلك من خلال نشر بحث نقدي حول استخدام عملاق الشحن لميناء الجزيرة الخضراء لنقل البضائع العسكرية إلى إسرائيل رغم حظر الأسلحة المعلن من قبل إسبانيا، ونجح النشطاء في نهاية المطاف في إقناع الحكومة الإسبانية بمنع مغادرة سفينتين من طراز ميرسك تحملان شحنة عسكرية إلى إسرائيل.
من جانب آخر، فقد قادت محموعة “لا تكنولوجيا للفصل العنصري”، وهي شريك آخر في “مؤشر البطيخ”، حملة لتنظيم اعتصامات جماعية وعرائض واعتصامات تطالب بإنهاء مشروع نيمبوس، وهو عقد بين جوجل وأمازون وإسرائيل.