إعداد: سارة تور
ترجمة وتحرير: نجاح خاطر
يحب الشعب التركي الرقص إلى حد أن القيام به أثناء الاحتجاجات والأعياد الوطنية وحتى خلال الحملات الانتخابية يعد أمراً طبيعياً.
وفي الآونة الأخيرة، شمر رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، عن ساعديه وبدأ بالرقص على خشبة المسرح أمام حشد من المحتفلين في طرابزون، فالرقص جزء جوهري من الثقافة التركية، ولا يظهر أبدًا في غير محله. وبينما تختلف الرقصات من منطقة إلى أخرى، فقد توارث أجيال الأتراك حركات الرقص التي تتمتع بأهمية تاريخية.
هنا، نلقي نظرة على الأنماط الثلاثة الرئيسية للرقصات التركية الموجودة في جميع أنحاء البلاد.
1- رقصة هالاي:
من أكثر الرقصات شعبيةً وانتشاراً في جميع أنحاء تركيا، ولكنها تتركز بشكل خاص في شرق وجنوب شرق البلاد.
تؤدى الهالاي بتشكيل سربٍ طويلٍ ينحني إلى نصف دائرة أو دائرة كاملة، دون تحديدٍ لعدد الراقصين الذين يمكنهم الانضمام إلى السرب.
ويجب على كل راقص أن يشبك يده أو إصبعه مع زميليه عن اليمين والشمال قبل التحرك بشكل دائري في اتجاه عقارب الساعة مع خطوات على إيقاع الموسيقى.
يمكن لكل من الرجال والنساء رقص الهالاي معًا، وغالبًا ما يتسارع الإيقاع مع اعتياد السرب على حركة القدمين.
تعود أصول هالاي إلى الأساطير التركية القديمة وجذورها الشامانية في آسيا الوسطى، وفقاً لما يجادل الأتراك الذين يستبعدون ارتباطها بالعربية أو اليونانية.
واليوم، لا يزال الأتراك يرقصون الهالاي حول النار في بعض الأعياد والمناسبات، مثل الأعياد الموسمية للنوروز.
ويُعتقد أن كلمة “هالاي” نفسها مشتقة من عبارة “الحل” التي تحمل معنى “النار” و “المجتمع”.
أخيرًا، يجب أن تصاحب الموسيقى الهالاي، والأداتان اللتان لا غنى عنهما لهذه الرقصة هما الطبل والأنبوب، والمعروفان باسم davul و zurna.
ولا يقوم الهلايباسي، قائد الراقصين، بتحريك المجموعة في الوقت المناسب على إيقاع الطبل فحسب، بل غالبًا ما ينفصل عن السرب ليرقص مع الطبلة ويقفز ملوحاً بمنديله بشكل مستقل.
2. الهورون:
هي الرقصة المفضلة لسكان منطقة ساحل البحر الأسود شكال تركيا، وتعتبر تقليدًا عزيزًا، وقد أُدرِجت في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي في عام 2021.
يصعب الكمنجة والتول رقصة الهورون، وتتكون من ثلاثة أجزاء ويشبك الراقصون أيديهم كذلك فيما يصرخ زعيم الهورون بأوامر تشير إلى التغيير.
يبدأ الجزء الأول ببطء، بخطوات الراقصين للأمام ثم الانقلاب للخلف، قبل أن يزيد الإيقاع تدريجيًا، ومع تسارع الوتيرة، يرفع الراقصون أيديهم ويفردون أجسادهم.
في الجزء الثاني، يخفض الراقصون أيديهم ويحنون ظهورهم ويتحركون للأمام والخلف بينما تتأرجح الكتفين.
وأخيرًا، يبدأ الجزء الثالث بوتيرة أسرع، مع وميضٍ سريعٍ للكتف وختم القدمين حتى تنتهي الموسيقى.
ولا تزال أصول الرقصة غير واضحة، لكن يعتقد البعض أنها يونانية، في حين يرى آخرون إنها جاءت من مستوطنات جنوة في العصور الوسطى.
كانت الهورون هي الرقصة التي شارك فيها عمدة إسطنبول إمام أوغلو أثناء الانتخابات.
3. الزيبك
تسود في غرب تركيا وهي مصممة لتمثيل القوة والبطولة، وهي مختلفة تمامًا عن الرقصتين السابقتين، فليس فيها تشابك أيدٍ ويقف كل راقص فيها بمفرده.
يرفع راقصو الزيبك أذرعهم عن الجسد قبل رفعها في الهواء، ثم يتخذون خطوات بطيئة ومدروسة قبل أن ينحني الراقص ويلامس الأرض بركبته ويستقيم.
تتكرر هذه الحركات في نمط دائري مع إيقاع قرع طبول دافول وأنبوب زورنا.
ورغم الجدل حول أصل الزيبك، فإن الأصل الأكثر شيوعًا لها يعود إلى الإمبراطورية العثمانية في القرن السادس عشر.
خلال هذه الحقبة، شهدت المنطقة الكثير من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، مما دفع مجموعات صغيرة من الرجال إلى الانتفاض وحماية قراهم كجنودٍ غير رسميين، كان هؤلاء الرجال يعرفون باسم الزيبك، وكان زعيمهم يعرف بـ “efe”. ويُعتقد أن الرقص لا يأخذ اسمه من هؤلاء الرجال فحسب، بل يمثلهم أيضًا، ومن هنا جاءت حركات الرقص القوية والنبيلة.
تاريخياً، كان الرقص في الأساس للرجال الذين كانوا يرتدون سراويل قصيرة إلى الركبة فقط، ويحملون فؤوساً مزخرفًة بأزهار كروشيه لتركز إلى الجبال، لكن النساء بدأن في المشاركة في الرقص منذ عام 1916.
ويُقال إن مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك ذكر أن رقصة الزيبك يجب أن تمارس في الصالونات الاجتماعية مع النساء.
للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)