أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقوم بإعفاء مواطني قطر من متطلبات التأشيرة، مما يجعل الدولة الخليجية الغنية بالغاز أول دولة عربية وثاني دولة ذات أغلبية مسلمة تنضم إلى شبكة من الدول التي تتيح السفر السريع إلى الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية يوم الثلاثاء أن قطر اجتازت “المتطلبات الأمنية الصارمة” لتصبح العضو رقم 42 في برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان أن الاتفاقية “ستعمق شراكتنا الاستراتيجية وتعزز تدفق الأشخاص والتجارة بين بلدينا”.
ويبلغ عدد سكان قطر 2.6 مليون نسمة فقط، منهم جزء ضئيل فقط، حوالي 313000 مواطنون.
يذكر أن برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكية مخصص بشكل أساسي للدول الأوروبية الغربية والآسيوية الغنية، وقد تمت إضافة إسرائيل إلى البرنامج العام الماضي.
ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في قطر 87661 دولاراً، وهو أعلى بنحو 10 آلاف دولار من الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون أميركيون أنهم منفتحون على انضمام دول خليجية عربية أخرى إلى البرنامج في نهاية المطاف.
أما الدولة الوحيدة الأخرى ذات الأغلبية المسلمة المنضوية في البرنامج فهي دولة بروناي الواقعة في جنوب شرق آسيا.
وتعتبر قطر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة، وهي موطن أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط هي قاعدة العديد ومقر العمليات الأمامية لجميع القوات الأمريكية في المنطقة والمعروفة أيضاً باسم القيادة المركزية، ويتمركز حوالي 10000 جندي أمريكي في قطر.
وفي يناير/كانون ثاني، توصلت إدارة بايدن إلى اتفاق لتمديد إقامتها في القاعدة لمدة 10 سنوات أخرى.
وسبق للدوحة أن نجت من حصار جيرانها، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين بسبب علاقاتها المزعومة مع جماعة الإخوان المسلمين، من بين مجموعة من الأسباب الأخرى.
لكن قطر عادت وأصلحت علاقاتها مع الرياض بعد ذلك، في حين ظلت العلاقات فاترة مع أبو ظبي التي تساعد أطرافاً مختلفة في الحرب الأهلية في السودان.
وحافظت قطر على قربها من الإدارات الجمهورية والديمقراطية الأمريكية من خلال إظهار قيمتها للولايات المتحدة.
فقد ساعدت الدوحة الولايات المتحدة في إجلاء الآلاف من حلفائها الأفغان عندما استولت طالبان على البلاد، كما توسطت إلى جانب مصر من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
وبينما تمتعت قطر بعلاقات جيدة مع إدارة بايدن، فقد تعرضت لبعض الضغوط من أعضاء الكونغرس الذين يشعرون بالغضب من علاقتها بحماس.
ويقول مسؤولون قطريون أن قطر وافقت على استضافة قيادة حماس، بعد خروجها من سوريا بعد أزمة العام 2011، بناءً على طلب الولايات المتحدة للحفاظ على خط اتصال غير مباشر مع الحركة.
في يونيو/حزيران، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن قطر ومصر حذرتا مسؤولي حماس من أنهم يواجهون احتمال الاعتقال وتجميد أصولهم والعقوبات والطرد من الدوحة إذا لم يوافقوا على وقف إطلاق النار مع إسرائيل.