قطر تعتزم عقد صفقات استثمارية بقطاعات جديدة في آسيا

يستعد صندوق الثروة السيادية في قطر لحملة جديدة من الاستثمارات في آسيا والولايات المتحدة، حيث يحقق مكاسب غير متوقعة في عائدات الوقود الأحفوري، حيث ينضم الصندوق بذلك إلى دول الخليج الأخرى التي تتطلع إلى استثمار الأموال في الخارج.

وأوضح الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار منصور إبراهيم المحمود لوكالة بلومبرج الدولية للأنباء أن الجهاز تلقى تفويضاً للتعامل مع المزيد من التدفقات الوافدة في السنوات المقبلة.

وقال المحمود:” الحصة الأكبر من استثماراتنا ستذهب إلى مناطق مثل الولايات المتحدة و إلى أماكن أخرى مثل الصين والهند نظراً للفرص المتوفرة هناك”.

ويبلغ تعداد المواطنين القطريين 300 ألف مواطن فقط، وتعد الدولة الصغيرة واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم. 

وعززت قطر ثرواتها في ظل الحرب في أوكرانيا، حيث تتطلع الدول الغربية إلى التخلص التدريجي من الإمدادات الروسية. 

وخلال العام الماضي، حققت قطر دفعة جديدة في تقدمها على المسرح العالمي بصفتها الدولة المضيفة لكأس العالم 2022.

وأسست قطر، مثل جيرانها الخليجيين، صندوق ثروتها السيادية لاستثمار عائدات مبيعات الطاقة، فيما تأسس جهاز قطر للاستثمار عام 2005.

ويحتل الصندوق الآن المرتبة العاشرة بين أكبر صناديق الثروة في العالم، وفقًا لمعهد صندوق الثروة السيادي.

ولعب الصندوق دورًا كبيرًا في أوروبا حيث يمتلك حصصًا في شركات من شركة صناعة السيارات، فولكس فاجن، وشركة التعدين العالمية جلينكور. 

وتعرضت قطر لضربة اقتصادية في وقت سابق من هذا العام بعد انهيار بنك كريدي سويس، حيث يمتلك جهاز قطر للاستثمار 6.8% من موجودات البنك السويسري وكان أكبر مساهم فيه بعد البنك الوطني السعودي.

ويأتي اندفاع جهاز قطر للاستثمار إلى الولايات المتحدة وآسيا في الوقت الذي تكثف فيه جارتها الأكبر، المملكة العربية السعودية، استثماراتها في الخارج.

ويمضي صندوق الاستثمارات العامة في الرياض حاليًا على المسار الصحيح ليكون أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم بحلول عام 2030.

وذكر المحمود إن جهاز قطر للاستثمار يتطلع إلى توظيف المزيد من الأموال في التكنولوجيا، مشيرًا إلى الاستثمارات الأخيرة في منصة توصيل الطعام الهندية، Swiggy، ومجموعة الطب الجينومي الأمريكية، Ensoma، وقال إن الجهاز يسعى للحصول على فرص لعقد صفقات في قطاع أشباه الموصلات والبرمجيات.

وقال محمد الحردان، رئيس استثمارات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في جهاز قطر للاستثمار أن عددًا أكبر من الفرص الاستثمارية بات يظهر الان بالنظر إلى أن الشروط بدأت تصبح أكثر ملاءمة للمستثمرين.

وأضاف:” على الرغم من وجود الكثير من المستثمرين الذين يسعون وراء الفرص في مجال التكنولوجيا، إلا أن هناك عددًا أقل من الذين يمكنهم توظيف رأس المال بشكل حقيقي ومستمر، ونحن من بين هؤلاء القلائل”.

ويتدفق المصرفيون الغربيون ومؤسسو الشركات الناشئة إلى منطقة الخليج بحثًا عن رأس المال وسط تراجع الرغبة في المخاطرة لدى المستثمرين في الغرب.

وقال المسؤولون التنفيذيون في جهاز قطر للاستثمار إن الولايات المتحدة ستظل السوق الرئيسي للاستثمار في البرمجيات، لكن الصندوق يخطط أيضًا لمزيد من الصفقات في آسيا. 

وفي عام 2021، افتتح جهاز قطر للاستثمار مكتبًا في سنغافورة بهدف تعزيز التوظيف في المنطقة.

وقال عبد الله الكواري، رئيس قسم الاستشارات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في جهاز قطر للاستثمار: “إن رأس المال الذي يتجه إلى آسيا ما هو إلا ليحقق المزيد من النمو”.

مقالات ذات صلة