قطع الاتصالات في جنين مع استمرار الهجوم الإسرائيلي على المدينة

تم قطع خدمات الإنترنت والخطوط الأرضية في جنين في ظل استمرار أكبر عملية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة منذ 2022.

من جانبها، أكدت شبكة الاتصالات الفلسطينية أن الجرافات الإسرائيلية اقتحمت البنية التحتية الحيوية وقطعت الاتصالات في المدينة، كما تضررت خطوط الكهرباء والمياه، كما أفاد مسعفون بأنهم فقدوا الاتصال بشكل متكرر، حيث تعمل المركبات العسكرية الإسرائيلية على تأخير وصول الفرق الطبية إلى المستشفيات.

 

يذكر أن الهجوم الإسرائيلي بدأ في وقت مبكر من صباح الأربعاء باقتحامات برية وهجمات جوية على مدن جنين وطولكرم وطوباس، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قد تمكن من اغتيال وأخذ جثث 5 فلسطينيين، من بينهم قائد كتيبة طولكرم التابعة لحركة الجهاد الإسلامي محمد جابر، ليرتفع عدد ضحايا الهجوم إلى 18 فلسطينياً.

من بين الضحايا أيضاً الشاب محمد العرابي من جنين، والذي استشهد شقيقاه في مداهمات سابقة، حيث أفادت مصادر طبية فلسطينية أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار على عرابي قرب منزله في البلدة القديمة من المدينة.

أكد الصحفي علي سمودي، الذي يعيش في جنين، أن عرابي لم يكن يشكل خطراً على الجنود عندما أصيب بالرصاص، مضيفاً أن القناصين الإسرائيليين المتمركزين في أنحاء المدينة “يطلقون النار على أي جسم متحرك”، وأضاف في حديثه لموقع ميدل إيست آي: “منزلي يقع في الحي الشرقي ويوجد قناص مقابله، مما منعني من مغادرة المنزل لعدة ساعات بسبب صدور أوامر بإطلاق النار على أي شخص”.

“المداهمات على المنازل وحشية، وتتم برفقة كلاب بوليسية لا تتردد في مهاجمة المواطنين، كما أن الشبان يتم اعتقالهم بعد اقتيادهم إلى عدة مباني داخل المخيم، حيث يتم تقييدهم وتعصيب أعينهم وإخضاعهم للتحقيق الميداني” نهاد الشاويش- رئيس اللجنة الشعبية في مخيم جنين

أوضح سمودي أيضاً أن الآليات العسكرية الإسرائيلية تواصل محاصرة مستشفى جنين الحكومي، وتمنع الطواقم الطبية من الوصول إلى المستشفى أثناء قيامها بعمليات التفتيش.

أفاد سكان جنين بسماعهم أصوات اشتباكات مسلحة وانفجار عبوات ناسفة استهدفت آليات عسكرية إسرائيلية، بشكل متقطع، فوفقاً لشهادة أحد سكان جنين، الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه: “منذ اللحظات الأولى للهجوم الإسرائيلي، انقطعت الكهرباء، وبقينا بدون كهرباء وماء لمدة 48 ساعة، فأصبح الوضع سيئاً للغاية، فقد فسد الطعام الموجود في ثلاجاتنا، لذا اضطررنا إلى مغادرة جنين واللجوء إلى أقاربنا خارج المدينة”، مضيفاً أن “الأمر يشبه الظروف التي تعيشها غزة”.

تكدس السكان في المنازل

أما في طولكرم، فقد أفاد سكان مخيم نور شمس بأنهم لم يتمكنوا من التحرك بسبب الحصار المشدد الذي فرضه الجيش الإسرائيلي، والذي أدى إلى إغلاق المنطقة مع استمرار اقتحامات المنازل.

في مقابلة له مع موقع ميدل إيست آي، وصف رئيس اللجنة الشعبية للمخيم، نهاد الشاويش، الهجوم  بأنه “شرس للغاية”، مضيفاً أن “المداهمات على المنازل وحشية، وتتم برفقة كلاب بوليسية لا تتردد في مهاجمة المواطنين، كما أن الشبان يتم اعتقالهم بعد اقتيادهم إلى عدة مباني داخل المخيم، حيث يتم تقييدهم وتعصيب أعينهم وإخضاعهم للتحقيق الميداني”.

وعن حال الناس، أكد الشاويش أن “الناس محشورون في منازلهم ونسمع بين الحين والآخر أصوات إطلاق النار وسط استمرار عمليات الاقتحام لعشرات المنازل وترويع سكانها”. 

وفقاً لتقارير محلية، فإن الجرافات الإسرائيلية في المنطقة عملت على هدم الشوارع وقطع المياه عن المخيم بأكمله.

من جانبه، كذب الشاويش تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تنشر شائعات بأن الجيش طلب من السكان المغادرة طوعاً، فقد كانت هذه التقارير هي المرة الوحيدة التي سمع فيها مناقشة مثل هذا “الإخلاء”!

اشتعال النار في المخيم

شمل الحصار على مخيم نور شمس حي المنشية، والذي منع جنود الاحتلال نقل جثمان شاب فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة كان قد قتل برصاص الجيش الإسرائيلي منه.

لاحقاً، قام الجيش الإسرائيلي بتفجير منزل في الحي، مما أدى إلى اشتعال حريق امتد إلى المنازل المجاورة، وفي شهادته أكد صاحب المنزل، أيمن كنوح، أن الجنود الإسرائيليين منعوا فرق الإطفاء من الوصول إلى الحي لإطفاء الحريق، وأنه يخشى أن يتفاقم الحريق إذا وصل إلى أنابيب الغاز في الطابق السفلي.

أفاد كنوح أيضاً بأن هناك عشرات الحالات لفلسطينيين أصيبوا باستنشاق الدخان، كما أطلق جيش الاحتلال القنابل الصوتية تجاه كل من حاول الاقتراب من المنزل المحترق، وأضاف: “خرجنا من المنزل قبل ساعات قليلة من اقتحامه، لكن منازل الحي متقاربة، مما أدى إلى انتشار الحريق”. 

أشار كنوح إلى أن المنازل المتضررة “يسكنها كبار السن والمرضى، لكن القوات الإسرائيلية لا تزال تمنعنا من الذهاب إلى هناك، حيث يحتاج مرضى السكري إلى الدواء، ويعاني كبار السن من استنشاق الدخان، ولكن الجنود منعوهم من مغادرة منازلهم المعرضة لخطر الحريق”.

وفي مدينة طوباس، تم تشييع 4 شهداء استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي على مخيم الفارعة بعد انسحاب جيش الاحتلال من المخيم عقب اقتحامه لمدة 24 ساعة.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة