قلق في مجلس الأمن بعد اقتحام بن غفير للأقصى

قلق في مجلس الأمن بعد اقتحام بن غفير للأقصى

عقد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس اجتماعا طارئا بشأن المسجد الأقصى بعد اقتحامه من قبل وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير وزعيم حزب عوتسما يهوديت.

وكان المسؤولان الإسرائيليان اقتحما المسجد الأقصى وسط حراسة أمنية مشددة يوم الثلاثاء الماضي متعهدين بإنهاء الوضع الراهن في المكان.

وحاليًا، يُسمح رسميا للمسلمين فقط بالصلاة في المسجد الأقصى، بينما يمكن لأتباع الديانات الأخرى، بما في ذلك المسيحيين واليهود زيارته كسائحين.

وتتزايد انتهاكات الوضع الراهن مع دخول نشطاء دينيين إسرائيليين بشكل متكرر إلى حرم الأقصى، واحتجاز قوات الأمن للمصلين المسلمين، وعرقلة عمل الأوقاف الإسلامية ذات الولاية على الموقع المقدس.

قال روبرت وود، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن واشنطن قلقة من التوترات المتصاعدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد زيارة بن غفير الأخيرة للأقصى.

وأبلغ وود مجلس الأمن أن بلاده قلقة من أي أعمال أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم التوترات أو تقويض إمكانية حل الدولتين، وأنها “تؤيد بشدة الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن فيما يتعلق بالمقدسات في القدس وخاصة في الحرم الشريف”.

وعلى مدى سنوات، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لحماية إسرائيل من أي قرار يدينها في مجلس الأمن الذي تتمتع فيه روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا أيضًا بذات الحق.

وقال وود إن الإدارة الأمريكية تتوقع من إسرائيل أن تحافظ على الوضع الراهن في مجمع الأقصى.

وأضاف: “بهذه الروح نعارض جميع الإجراءات أحادية الجانب وغير المقبولة التي تُخل بالوضع التاريخي الراهن”.

 

“الحرم الشريف لن يسقط”

وأيدت الصين والإمارات العربية المتحدة دعوة فلسطين التي أصبحت مراقباً غير عضو في الأمم المتحدة في عام 2012، لعقد الاجتماع وطلبت المملكة الأردنية الهاشمية ذلك أيضا، لكن الاجتماع انتهى دون إصدار قرار أو بيان رسمي.

وفي حديثه عن المسجد الأقصى قال المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور: “الحرم الشريف لن يسقط وسيبقى لأجيال قادمة”.

وأضاف “لقد تغلب الأقصى على بيغن وشامير وشارون وسيبقى أكثر من نتنياهو وبن غفير وإردان”، في إشارة إلى رؤساء الوزراء الإسرائيليين السابقين والحاليين وقادة اليمين.

وأكد منصور أن إسرائيل لا تزال قوة محتلة في القدس الشرقية والضفة الغربية – المناطق التي احتلتها في حرب عام 1967 – وبالتالي ليس لها أي مطالبة أو حق في السيادة على الأقصى.

وفي خطابه لأعضاء الأمم المتحدة، سأل منصور: “ما هو الخط الأحمر الذي تحتاج إسرائيل أن تتخطاه حتى يقول لها مجلس الأمن في النهاية، هذا يكفي؟

وقال منصور “لا سلام بدون القدس، ذلك أن مستقبل الصراع والسلام في منطقتنا سيتحدد في القدس وليس في أي عاصمة أخرى في العالم، أي شخص يقول غير ذلك فهو إما واهم أو كاذب”.

وأبلغ الدبلوماسي الفلسطيني مجلس الأمن أنه “يجب الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم وحقوق الشعب الفلسطيني وسيادة دولة فلسطين”.

من جهته قال جلعاد إردان، المبعوث الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، لوسائل الإعلام قبل الاجتماع إنه “مسموح لليهود بزيارة أقدس موقع في اليهودية، إنه حق لكل يهودي، إسرائيل لم تضر بالوضع الراهن وليس لديها تخطيط للقيام بذلك”.

ورفض إردان الإجابة على سؤال عما إذا كان يؤيد إقامة دولة فلسطينية أم لا، وندد باجتماع مجلس الأمن ووصفه بأنه “سخيف ومثير للشفقة وغير ضروري”.

 

زيارة بن غفير الملتهبة

وقال محمد خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، إنه “على الرغم من أن الزيارة لم تكن مصحوبة أو متبوعة بالعنف، إلا أنها تعتبر تحريضية بشكل خاص، بالنظر إلى دعوة بن غفير السابقة لتغيير الوضع الراهن”.

أما محمد أبو شهاب، سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة، فرأى إن زيارة بن غفير “تشكل تطوراً جدياً يبتعد بالمنطقة عن مسار السلام المنشود ويساهم في إدامة الاتجاهات السلبية للصراع”.

ورغم أن الإمارات كانت قد وقعت اتفاق تطبيع مع إسرائيل في عام 2020، إلا أن وزارة خارجيتها أدانت زيارة بن غفير.

 

حل الدولتين

وقالت باربرا وودوارد، سفيرة المملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن بريطانيا “تعترف بدور الأردن المهم كوصي على الأماكن المقدسة وتثمنه وتحث على أهمية التعاون مع السلطات الأردنية في هذا الصدد”.

وأضافت وودوارد: “المملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع جميع الأطراف للحفاظ على الوضع الراهن في القدس، يجب على جميع الأطراف تجنب الأعمال التي تؤجج التوترات أو تقوض قضية السلام أو تسعى من جانب واحد لتغيير الوضع الراهن”.

وجددت الدبلوماسية البريطانية التأكيد على “دعم المملكة المتحدة لحل الدولتين، على أساس خطوط 1967 باعتبار القدس عاصمة مشتركة، كسبيل وحيد لضمان سلام دائم بين الطرفين”.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية خلال حرب عام 1967 في الشرق الأوسط، وضمت المدينة بأكملها في عام 1980، في خطوة لم تعترف بها غالبية المجتمع الدولي.

وتعتبر البلدة القديمة في القدس ومجمع المسجد الأقصى أكثر المكونات حساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال مدير الوقف في القدس، الشيخ عزام الخطيب، لمراسل ميدل إيست آي، بيتر أوبورن، مؤخرًا إن انتهاكات الوضع الراهن أصبحت روتينية الآن.

وأضاف “قوات الأمن الإسرائيلية منتشرة في الأقصى وفي جميع أنحاء الفناء، يمكنهم منع أي شخص يريدون من الدخول، ويحتجزون مسلمين، لقد أوقفوا أكثر من 20 مشروعًا كبيرًا”.

ودعا نشطاء اليمين المتطرف الإسرائيليون مرارًا وتكرارًا إلى زيادة الوجود اليهودي في الأقصى، على الرغم من الاتفاق المشترك القائم منذ فترة طويلة بين إسرائيل والأردن.

مقالات ذات صلة