بقلم ندى عثمان
ترجمة وتحرير مريم الحمد
هي قناة تلغرام أنشأتها دائرة التأثير داخل الجيش الإسرائيلي بتاريخ 9 أكتوبر، ويتم مشاركة الانتهاكات ضد الفلسطينيين من خلالها باعتبارها شكلاً من أشكال “الحرب النفسية” وأداة لتأجيج العنف.
كانت القناة، التي تضم الآن أكثر من 10500 مشترك، تحمل في الأصل اسم “المنتقمون”، ولكن تم تغييرها بعد يوم واحد لتصبح “عزازيل” وتعني الجحيم بالعبرية، ثم تم تغيير الاسم مجدداً إلى “72 عذراء غير خاضعة للرقابة”.
منذ نشأتها، نشرت القناة أكثر من 700 صورة ومقطع فيديو تظهر انتهاكات بحق الفلسطينيين وتدمير لمناطق ومباني مدنية، كما توعدت القناة مشاهديها بما أسمته “تحطيم خيال الإرهابيين وعرض محتوى حصري من قطاع غزة”.
“الشركات ترفض محاسبة هذا المحتوى وتسمح له بالانتشار، فقد أصبح تلغرام، على وجه الخصوص، التطبيق المفضل للإرهابيين والمتطرفين، ومع ذلك، تواصل الشركة العمل بعيداً عن الشفافية وحقوق الإنسان” – مروة فطافطة- مديرة السياسات في منظمة Access Now للحقوق الرقمية
وفقاً لصحيفة “هآرتس”، فقد نفى الجيش الإسرائيلي ارتباطه بالقناة، إلا أن مسؤولاً عسكرياً أكد للصحيفة أن الجيش هو المسؤول عن تشغيل القناة التي تشجع الأشخاص على مشاركة المحتوى لديها حتى يتمكن الجميع من “رؤية أننا نخدعهم” على حد وصف إحدى رسائلها.
“يمكنك سماع صوت سحق عظامهم”
في فيديو على القناة، يظهر عدد من الفلسطينيين وهم يتعرضون بعض للسخرية والإساءة، وفي آخر، تظهر صورة تمت معالجتها للعبة دوّارة ومتنزهًا ترفيهيًا وسط حي مدمر في خان يونس في غزة، كما كتب في منشور آخر “لن تصدق مقطع الفيديو الذي حصلنا عليه! يمكنك سماع صوت سحق عظامهم، سنقوم بتحميله على الفور، استعدوا”!
يظهر منشور آخر صورة لمطبخ في غزة، مكتوب معها “تحتوي هذه الشقة على مطبخ واسع ومجهز بالكامل” مع رموز تعبيرية على شكل ضحكات من قبل المشتركين، كما يظهر منشور آخر صورة لرجل فلسطيني يجلس في حالة ذهول في منزله الذي تعرض للقصف، مع تعليق “للبيع في غزة، شقة علوية مذهلة”.
أما التعليقات، فقد ورد في إحداها “غزة سُوِّيت بالأرض، ويجب أن يُسمع صوتها، شارك وانشر، معًا سنرفع معنويات شعب إسرائيل”، كما يتم استخدام اللغة والصور العنصرية باستمرار في القناة، فقد تم مثلاً تشويه صور رجلين فلسطينيين لجعلهما يبدوان مثل الخنازير، مع تعليق يقول “هنا نرى الأخوين القواسمي، ونحن على يقين من أن والدتهما فخورة جدًا بطفليها المذهلين”.
خطاب “الإبادة الجماعية”
أشارت مديرة السياسات في منظمة Access Now للحقوق الرقمية، مروة فطافطة، إلى أن الخطاب على القناة يمكن أن يكون له عواقب خطيرة، تقول “لقد علمنا تاريخ الإبادة الجماعية والفظائع الماضية أن الكلمات يمكن أن تكون قاتلة، تصوير الفلسطينيين على أنهم أقل إنسانية مثل “الحيوانات البشرية” أو “الصراصير” أو “الجرذان” يساهم في تبرير الجرائم البغيضة والعنف المرتكب ضدهم والتسامح معها”.
وأوضحت فطافطة أن “هذا النوع من المحتوى يغذي شهوة الإسرائيليين القوية للانتقام بعد هجمات 7 أكتوبر، ويمكن أن يؤدي إلى إدامة دورات لا نهاية لها من العنف، فهذا الجيش ليس لديه النية فحسب، بل يمتلك أيضاً الوسائل اللازمة لارتكاب الإبادة الجماعية”.
“تلك القنوات بغيضة ويجب عدم السماح لها بمواصلة الترويج لخطاب الكراهية الذي يجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم ويبرر عقابهم الجماعي، حتى لو كان الجيش الإسرائيلي يديرها” – جلال أبو خاطر- منظمة “حملة” التي تدافع عن الحقوق الرقمية الفلسطينية
حذرت فطافطة من تجاهل الشركات الرقمية لخطورة خطاب الإبادة الإسرائيلي، مشيرة إلى أن “الشركات ترفض محاسبة هذا المحتوى وتسمح له بالانتشار، فقد أصبح تلغرام، على وجه الخصوص، التطبيق المفضل للإرهابيين والمتطرفين، ومع ذلك، تواصل الشركة العمل بعيداً عن الشفافية وحقوق الإنسان”.
“بؤرة ترويج لخطاب الكراهية”
في تعقيبه على سلبية تليغرام، قال الكاتب الفلسطيني من القدس ومدير المناصرة في “حملة” التي تدافع عن الحقوق الرقمية الفلسطينية، جلال أبو خاطر، أن “تليغرام سيئ السمعة بسبب سياسته المتمثلة في عدم الإشراف على أي محتوى، فصار بؤرة ترويج لخطاب الكراهية والتحريض على العنف ضد الفلسطينيين”.
يؤكد أبو خاطر أن “حملة قامت بتوثيق عدد من قنوات التليغرام التي تدعو علناً إلى الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر، ورصدت كيف ينشر المشرفون في القنوات عناوين الفلسطينيين والتجمعات المجتمعية والمسيرات، ويدعون المشتركين إلى التخطيط لهجمات.
يقول أبو خاطر “تلك القنوات بغيضة ويجب عدم السماح لها بمواصلة الترويج لخطاب الكراهية الذي يجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم ويبرر عقابهم الجماعي، حتى لو كان الجيش الإسرائيلي يديرها”.
وقد سجلت “حملة” ارتفاعًا في خطاب الكراهية الذي يستهدف الفلسطينيين عبر الإنترنت منذ 7 أكتوبر، حيث وثقت أكثر من 2.3 مليون حالة من هذا القبيل عبر العديد من المنصات عبر الإنترنت، معظمها على X، وهذا ما يمكن اعتباره وفقاً لأبو خاطر بأنه “انعكاس للخطاب التحريضي الذي صرح به المسؤولون الحكوميون الإسرائيليون والقادة العسكريون بصفتهم الرسمية”.
وأضاف أبو خاطر “نكرر مطالبتنا لتلك الشركات، بما فيها التليغرام، بالوفاء بمسؤولياتها بعدم السماح بانتشار مثل هذا المحتوى العنيف على منصاتها”.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)