قوات الاحتلال ترتكب مجزرة جديدة عند بوابات المساعدات والأمم المتحدة تتهمها بـ”تسليح الإغاثة”

استشهد ما لا يقل عن 15 فلسطينياً وأصيب عدد آخر بجراح متفاوتة عندما أطلق جيش الاحتلال النار على مدنيين فلسطينيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية في وسط قطاع غزة.

وتعد المجزرة الجديدة التي تضاف إلى سجل الانتهاكات المستمرة واحدة من أعنف الهجمات على طالبي الإغاثة منذ أسابيع.

ووفقاً لمصادر محلية، فقد فتح جنود الاحتلال نيران أسلحتهم على حشود من المدنيين الفلسطينيين الذين تجمعوا حول نقاط توزيع مساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF).

وقد أنشئت المؤسسة أواخر مايو/أيار الماضي بدعم أمريكي إسرائيلي لتولي مهمة توزيع الإغاثة في القطاع، عقب حصار خانق استمر نحو ثلاثة أشهر منع دخول أي إمدادات إلى غزة، ما دفع نحو 2.3 مليون فلسطيني إلى حافة المجاعة، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

ووفقاً للمعطيات الموثقة، فقد استشهد 274 فلسطينياً حتى الآن، وأصيب المئات بجراح أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في مواقع التوزيع تلك، التي تخضع لإشراف مباشر من جيش الاحتلال وتُحرس من قبل شركات أمنية أمريكية خاصة.

من جهتها، وجهت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية انتقادات لاذعة لمؤسسة GHF، متهمة إياها بتحويل المساعدات إلى أداة عسكرية في يد الاحتلال.

وقال ينس ليرك المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في إفادة صحفية يوم الجمعة: “أعتقد أنه من الإنصاف القول إن GHF، من وجهة نظر إنسانية مبدئية، قد فشلت، إنهم لا يقومون بما يجب أن تقوم به عملية إنسانية، وهو تقديم المساعدة للناس أينما كانوا، بطريقة آمنة ومأمونة”.

من جهتها، وصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) النموذج الأمريكي-الإسرائيلي في توزيع المساعدات بأنه “وصفة للفوضى”، مؤكدة أن ذلك يُشتت الانتباه عن المجازر الجارية ويهدر الموارد.

وقالت الوكالة في منشور على منصة X: “إنه تسليح للمساعدات ويؤدي إلى الخوف والتمييز واليأس المتزايد”.

ودعت الوكالة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة واستئناف عمليات الأمم المتحدة الإنسانية، مضيفة: “المساعدات يجب أن تصل بأمان وعلى نطاق واسع”.

وفي منشور لاحق، أكدت الأونروا أن استمرار القيود والاعتداءات المسلحة يعوق بشدة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل وضع كارثي يتدهور يوماً بعد يوم.

وفي سياق متصل، تتواصل المجازر بحق المدنيين في أنحاء القطاع، حيث أسفر القصف المتواصل منذ فجر السبت عن استشهاد أكثر من 23 فلسطينياً في مناطق متفرقة، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، التي أشارت إلى أن أعنف الهجمات تركزت في وسط غزة.

وفي مدينة غزة، استشهد عدد من المدنيين وجُرح آخرون جراء استهداف خيمة تؤوي نازحين بالقرب من مسجد الخالدي، بينما تعرض حي التفاح شرق المدينة لقصف مدفعي مكثف.

وفي وسط القطاع، شهدت خان يونس استشهاد ثلاثة فلسطينيين على الأقل في غارة لطائرة مسيّرة قرب الجامعة الإسلامية، بالتوازي مع قصف طال أبراج مدينة حمد السكنية ومنطقة أسدا، حيث أطلقت دبابات الاحتلال نيرانها على فلسطينيين نازحين.

وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان إلى أكثر من 55,297 شهيداً، في حرب وصفتها دول ومنظمات حقوقية دولية وخبراء قانون دولي بأنها إبادة جماعية ممنهجة ترتكبها دولة الاحتلال بحق السكان المدنيين في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة