أجبر جنود الاحتلال عشرات العائلات الفلسطينية على مغادرة منازلها بالقوة في جنين في حين يقبع العديد منهم محاصرين في منازلهم دون طعام أو ماء أو كهرباء تحت حصار الاحتلال المشدد للمدينة ضمن الاجتياح الكبير المتواصل منذ أربعة أيام للضفة الغربية.
وذكر عبد الرحمن أبو رية، وهو أحد سكان جنين، لموقع ميدل إيست آي: “لقد انقطعنا عن العالم، بلا اتصالات وإنترنت، ولم نكن نعرف شيئاً عما كان يحدث، لو كان بوسعهم قطع الهواء، لفعلوا ذلك، لم نشهد مثل هذا الغزو الوحشي منذ عام 2002”.
وأضاف أبو رية إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله وأجبرت جميع أفراد الأسرة، بمن فيهم 12 طفلاً، على البقاء في غرفتين بعد بدء المداهمة يوم الأربعاء، مؤكداً أن العائلة حرمت من الحصول على الاحتياجات الأساسية خلال هذه الفترة، بما في ذلك الحليب والخبز والأدوية.
وتضمن عدوان الاحتلال الذي بدأ في وقت مبكر من يوم الأربعاء، هجمات جوية وبرية متزامنة على جنين وطولكرم وطوباس في شمال الضفة الغربية، وقد استشهد خلالها ما لا يقل عن 21 فلسطينياً، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، في حين ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن من بين الشهداء العديد من الأطفال وشهيد من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبحلول مساء الجمعة، انسحب جيش الاحتلال من طولكرم وطوباس لكنه بقي في جنين، التي أصبحت الآن المحور الرئيسي للهجوم.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن اشتباكات عنيفة اندلعت يوم السبت بين قوات الاحتلال ومقاتلين فلسطينيين، حيث ألحقت الجرافات العسكرية التابعة للاحتلال دماراً واسعاً بالطرق والبنية التحتية المدنية في المدينة.
وأوضح أبو رية إن عائلته كانت من بين العديد من العائلات التي أجبرتها قوات الاحتلال على مغادرة جنين يوم الجمعة، في وقت أكدت فيه وسائل إعلام محلية تنفذ الاحتلال للمزيد من عمليات الإخلاء القسري يوم السبت.
وأشار أبو رية أنه وأفراد عائلته لم يكن لديهم بين الأربعاء والجمعة سوى القليل من المعلومات حول حجم الهجوم حيث حوصروا في منزلهم من قبل قوات الاحتلال، وغادروا سيراً على الأقدام في ليلة الجمعة.
وأردف أنه اضطر إلى حمل طفله البالغ من العمر عاماً واحداً لمسافة 4 كيلومترات قبل أن يخرج من المدينة ويشهد الدمار الهائل الذي ألحقته قوات الاحتلال فيها بأم عينه.
وذكر أبو رية أنه عندما مر أمام المسجد، رأى فلسطينياً جريحاً ملقى على الأرض ويديه مقيدة، لكنه لم يستطع التأكد ما إذا كان حياً أم شهيداً، مؤكداً أن القناصة كانوا متمركزين في كل مبنى تقريباً في الحي، وكانوا يطلقون النار على أي شخص يتحرك أو حتى على النوافذ ذات الستائر التي تظهر من خلفها أي حركة.
وأشار إلى تم اعتقال العديد من السكان من منازلهم وتعرضهم للاستجواب الميداني والمعاملة القاسية خلال الاقتحام، مضيفاً: “تركنا منازلنا، لكن الآلاف ما زالوا يعانون هناك تحت الحصار الشديد والاجتياح العنيف وما زال هناك شهداء في الشوارع لا يستطيع أحد الوصول إليهم”.
ويأتي هجوم الاحتلال بعد أشهر من تصعيد العنف ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن ما لا يقل عن 41319 فلسطينياً استشهدوا في هجمات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 628 في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.