بقلم ميرون رابوبورت
ترجمة وتحرير مريم الحمد
في مقاله، يتطرق الكاتب اليساري الإسرائيلي، ميرون رابوبورت، إلى ما اعتبرها “لحظة حاسمة في حرب إسرائيل مع حماس”، واصفاً إياها بالخطيرة لكلا الطرفين، حيث يرى الكاتب أن الحرب من طرف الإسرائيليين كانت مدفوعة بالانتقام والرغبة الكبيرة في القضاء على حماس.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ربما يكون أكثر رجل مكروه في إسرائيل اليوم، فهجوم 7 اكتوبر أضاف حملاً جديداً إلى مشاكله القانونية التي كانت قد بدأت منذ أشهر عند تشكيل حكومته
ويرى الكاتب أنه مع مرور أيام الحرب، ورغم وجود خيار تبادل المزيد من الرهائن والاسرى، إلا أن مجلس الحرب اختار الاستمرار في الحرب، موضحاً أن قرار الحكومة لم يعد واقعياً، فالجميع خارج إسرائيل يرون أن حماس لا يمكن هزيمتها بالكامل، وهو أمر آخذ بالتمدد أيضاً داخل الأوساط الإسرائيلية.
بحسب رابوبورت، فإن الجيش يتوق إلى الخلاص من فشله الفادح في حماية سكان المناطق المتاخمة لغلاف غزة، ولكنه بتحركه جنوياً داخل القطاع، فهو يتجه نحو المجهول تمامًا!
لا يوجد مخرج
يرى رابوبورت أن خطة الجيش في البداية كانت أكثر وضوحاً مع التوغل في مناطق الشمال، ولكن لم يتمكنوا من تحقيق الهدف، فقد اقتصر الجزء الأول من الهجوم البري على احتلال مدينة غزة، ومع استهداف الجنوب، فقد أصبح هدفهم أبعد ما يكون عن الوضوح.
يؤكد رابوبورت أن انتهاء الحرب مرتبط بانتهاء الحياة السياسية لنتنياهو أيضاً، معتبراً أن نتنياهو ممثل جيد ويحاول أن يتصرف وكأن كل شيء طبيعي، لكنه رجل ميت سياسياً، ومن هنا فمصلحته تقتضي مواصلة الحرب لأطول فترة ممكنة
ويربط الكاتب المجهول بمصير الرهائن المتبقين من الإسرائيليين أيضاً، ويضيف أن الجيش لم يتمكن حتى من تقدير قوة حماس ومدى تعزيز مواقعها خلال الهدنة التي استمرت 7 أيام، كما أنهم لا يعرفون إلى متى ستستمر الولايات المتحدة في حماية ظهرهم.
من جانب آخر، يشير رابوبورت إلى أن استمرار دفع سكان غزة للنزوح نحو الجنوب سوف يزيد من احتمالية فتح مصر للحدود والسماح بدخول المساعدات والإمدادات، بما فيها الأسلحة، ولذلك يرى أن استئناف الحرب ليس في صالح إسرائيل، خاصة وأنها لم تجهز إلا خطة قصيرة المدى لا يوجد فيها مخرج.
داخلياً، يؤكد الكاتب أن إطلاق سراح 80 رهينة بسلام سوف يؤدي إلى تزايد الضغوط من جانب أقارب الرهائن الـ 134 المتبقين، من أجل هدنة جديدة، ولذلك فإن السيناريو الذي قد يصبح الأكثر ترجيحاً كلما مر زمن، هو أن تترنح إسرائيل بين الحرب والهدنة المؤقتة، فتعجز عن إنهاء أي منهما.
أكثر رجل مكروه في إسرائيل
من وجهة نظر رابوبورت، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ربما يكون أكثر رجل مكروه في إسرائيل اليوم، فهجوم 7 اكتوبر أضاف حملاً جديداً إلى مشاكله القانونية التي كانت قد بدأت منذ أشهر عند تشكيل حكومته، كما أنه أول رئيس وزراء يُتهم بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة أثناء وجوده في منصبه، فالإسرائيليون مستاوون أصلاً منه ومن حكومته اليمينية.
يؤكد رابوبورت أن انتهاء الحرب مرتبط بانتهاء الحياة السياسية لنتنياهو أيضاً، معتبراً أن نتنياهو ممثل جيد ويحاول أن يتصرف وكأن كل شيء طبيعي، لكنه رجل ميت سياسياً، ومن هنا فمصلحته تقتضي مواصلة الحرب لأطول فترة ممكنة.
أورد الكاتب في مقاله مثالاً باستطلاع رأي أجري مؤخراً، تبين فيه أنه إذا أجريت انتخابات غداً، فسوف يفشل حزب الصهيونية الدينية اليميني الذي يتزعمه بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية، في الحصول على نسبة 3.25% المطلوبة لدخول الكنيست.
نتنياهو وحكومته لن يتركوا حلم حياتهم يفلت من أيديهم بهذه السهولة، على حد وصفه، فالعودة إلى غانتس والحديث عن حل الدولتين هو أمر مرفوض بالنسبة لهم، ولذلك فإن توقف الحرب أخطر على مستقبلهم من استمرارها
أظهر الاستطلاع أيضاً أن التحالف اليميني الذي حصل على 64 مقعدًا سابقاً، سوف يتراجع إلى 41 مقعدًا من أصل 120 مقعدًا، والسبب الأهم في ذلك هو اندماج قضية الانقلاب الدستوري في أذهان أغلب الإسرائيليين مع الصدمة التي خلفها هجوم حماس.
يؤكد الكاتب أنه في إسرائيل يُنظر الآن إلى نتنياهو وشركائه المتطرفين باعتبارهم مسؤولين أمن إسرائيل الذي “تضرر”، مشيراً إلى أن تلك “خطيئة لا يمكن أن تغفر بسهولة”.
حلم بنكبة ثانية!
يتطرق الكاتب في مقاله إلى تطلعات التيار الديني اليميني بحرب واسعة النطاق ضد الفلسطينيين ومشهد أقرب لنكبة مشابهة لما حصل عام 1948، سعياً نحو تحقيق أحلامهم بالسيادة الكاملة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو حلم لا يمكن أن يتم إلا بتوجيه ضربة ديموغرافية حاسمة للأغلبية الفلسطينية.
ويوضح رابوبورت كيف أصبح هذا الخطاب سائداً اليوم في الأوساط الإسرائيلية، بالدعوة علناً إلى نكبة ثانية، بعد أن قضت إسرائيل سنوات طويلة وهي تحاول إنكار النكبة الأولى!
استمرار الحرب، كما يقول الكاتب، هو الضامن الوحيد لاستمرار حلم الحكومة المتطرفة، فيما يعد وقف إطلاق النار نهاية عمر الحكومة بالتأكيد، ومن ناحية أخرى، فإن انتهاء الحرب بصفقة تبادل يخرج بموجبها جميع الأسرى الفلسطينيين، هو أمر لا تستطيع إسرائيل بكل أطرافها تقبله.
يرى رابوبرت أن نتنياهو وحكومته لن يتركوا حلم حياتهم يفلت من أيديهم بهذه السهولة، على حد وصفه، فالعودة إلى غانتس والحديث عن حل الدولتين هو أمر مرفوض بالنسبة لهم، ولذلك فإن توقف الحرب أخطر على مستقبلهم من استمرارها.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)