أفاد نادي الأسير الفلسطيني بانتشار أمراض معدية في سجن مجدو سيئ السمعة شمال دولة الاحتلال، محذراً من “كارثة صحية” وشيكة وموثقاً شهادات من معتقلين عن تفشي الجرب وأمراض معدية أخرى.
ويُعزى مرض الجرب إلى تفشي سوس يحفر تحت الجلد ويضع بيضه، مما يُسبب طفحًا جلديًا وتهيجًا ومضاعفات أخرى.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن معظم المعتقلين “يعانون من مشاكل صحية ويواجهون ظروف احتجاز صعبة ومأساوية”.
واتهم النادي إدارات سجون الاحتلال بحرمان المعتقلين من “الموارد الضرورية التي من شأنها أن تُساعد في الحد من انتشار المرض”، بما في ذلك الطعام المغذي والملابس ولوازم النظافة الشخصية والتعرض الكافي للضوء والتهوية.
وعبر النادي عن خشيته من حتمية أن يؤدي انتشار الأمراض التي تشجعها هذه الظروف إلى المزيد من الوفيات.
وقال نادي الأسير أن هذه الظروف تُعرّض مئات الأطفال المعتقلين للخطر، مشيراً إلى استشهاد وليد خالد عبد الله أحمد، البالغ من العمر 17 عاماً، في السجن، حيث أعلن النادي رسمياً عن استشهاده يوم الاثنين، دون أن يتمكن من تأكيد ملابسات ذلك.
و باستشهاد أحمد، ارتفع إجمالي عدد المعتقلين الذين قضوا نحبهم في سجون الاحتلال منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 63، وفقاً لنادي الأسير الفلسطيني.
وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد أفادت في نوفمبر/تشرين الثاني أن ربع الفلسطينيين المعتقلين لدى دولة الاحتلال أصيبوا بالجرب خلال الأشهر السابقة.
ويقول الفلسطينيون الأسرى أن معاملة سلطات الاحتلال لهم بهذا السوء متعمدة وليست نتيجة إهمال، حيث نقلت صحيفة هآرتس عن أحد الأسرى القول: “عندما طلبنا العلاج، قالوا لنا إننا إرهابيون ويجب أن نموت”.
ولطالما عُرف سجن مجدو بكونه مكاناً يتلقى المعتقلون الفلسطينيون فيه معاملة وحشية، ووفقاً لصحيفة هآرتس، فقد تعرض الأسرى هناك للصعق الكهربائي، وهجمات الكلاب، والضرب المبرح.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قد تم تجريد بعض الأسرى من ملابسهم، وتقييد أيديهم وأقدامهم لأيام، وحرموا من الطعام والبطانيات، ونُقل العديد منهم إلى المستشفى بسبب سوء المعاملة.
وقدّم تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين عام 2024 مزيداً من التفاصيل عن الأهوال داخل مجدو، موثقاً التعذيب الممنهج، والإهمال الطبي، والعنف الجنسي، والضرب المتكرر.