كارثة مزدوجة في غزة: نفاد غذاء الأطفال وانهيار النظام الصحي بالكامل

حذّرت وكالتان أمميتان من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وسط تحذيرات من انهيار كامل في الخدمات الصحية ونفاد إمدادات الغذاء الأساسية، خاصة للأطفال.

وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن سكان قطاع غزة يعيشون تحت وطأة الجوع والحرمان من مقومات الحياة الأساسية منذ أكثر من 11 أسبوعًا، مضيفًا أن “إمدادات الطعام لأطفال غزة قد نفدت بالكامل، بينما يموت كبار السن نتيجة انعدام الأدوية والرعاية الصحية”.

وشبّه لازاريني حجم المساعدات التي تدخل القطاع حاليًا بـ”إبرة في كومة قش”، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع يُنذر بمزيد من الانهيار والوفيات، وشدّد على أن “تدفق المساعدات بشكل هادف ومستمر هو السبيل الوحيد لوقف الكارثة”، مشيرًا إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا تُدار عبر هيئات أممية من بينها الأونروا.

وأكد لازاريني أن “إنقاذ الأرواح يجب أن يتقدّم على أي أجندات سياسية أو عسكرية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية.

وفي السياق ذاته، حذّرت منظمة الصحة العالمية من “انهيار وشيك للنظام الصحي” في قطاع غزة، موضحة أن 94% من مستشفيات القطاع إما دُمّرت بالكامل أو تعرّضت لأضرار جسيمة، وأن أربع مستشفيات رئيسية أُجبرت على تعليق خدماتها خلال الأسبوع الماضي نتيجة الاستهداف المباشر.

وقالت المنظمة إن المرافق الطبية تواجه نقصًا حادًا في الإمدادات الطبية، وانعدامًا للأمن، وارتفاعًا هائلًا في أعداد المصابين، مما يُهدد بتوقف مزيد من المستشفيات عن العمل خلال الأيام المقبلة، لا سيما مع استمرار العمليات العدائية وأوامر الإخلاء القسري من قبل قوات الاحتلال.

وفي ظل هذا الواقع، سجّلت مستشفيات غزة خلال 24 ساعة فقط 60 شهيدًا و185 مصابًا، مما يسلّط الضوء على حجم الكارثة التي يعيشها القطاع تحت الحصار المستمر والقصف المتواصل.

مقالات ذات صلة