زعم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أن كبار الزعماء المنتخبين أخبروه بأن المحكمة أُنشأت للأفارقة و”البلطجية” مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبعد يوم واحد من إعلانه أنه يسعى للحصول على أوامر اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وثلاثة من قادة حركة حماس الفلسطينية، دافع خان عن اختصاص المحكمة في استهداف مجرمي الحرب دون تمييز.
وقال خان في حديث لشبكة CNN : “بالطبع، سمعت بعض القادة المنتخبين يتحدثون معي بصراحة للغاية قائلين أن هذه المحكمة أُسست من أجل أفريقيا وللبلطجية مثل بوتين، هذا ما قاله لي أحد كبار القادة”.
وأردف قائلاً: “نحن لا ننظر للأمر بهذه الطريقة، هذه المحكمة هي إرث نورمبرغ ويجب أن تكون بمثابة انتصار للقانون على السلطة والقوة الغاشمة القائمة على مبدأ خذ ما تستطيع وخذ ما تريد، وافعلوا ما شئتم، فلن تثنينا التهديدات”.
وكان مكتب المدعي العام قد أعلن يوم الاثنين أنه يسعى لإصدار أوامر اعتقال بحق الزعيمين في دولة الاحتلال وثلاثة من قادة حماس على أساس ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وإلى جانب يحيى السنوار، قائد حماس في غزة، فقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق القائد العام لجناح الحركة العسكري محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد ضيف، ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية.
وأدانت دولة الاحتلال وحلفاؤها أوامر الاعتقال، ووصفت الولايات المتحدة، وهي ليست عضواً في المحكمة، هذه الخطوة بأنها “شائنة”.
وتعكس تصريحات خان لشبكة CNN انتقادات طويلة الأمد وجهت للمحكمة الجنائية الدولية لتركيزها بشكل أساسي على محاكمة جرائم الحرب في الدول النامية، وفي المقام الأول أفريقيا، مع تجاهل اتهامات مماثلة ضد سياسيين من الدول الأكثر ثراء.
وحتى الآن، فإن الغالبية العظمى من المتهمين من قبل المحكمة الجنائية الدولية هم من أفريقيا.
ووصف عدد من المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات الزعيم الذي أشار إليه خان دون أن يذكر اسمه صراحةً بأنها تعبير عن النفاق الواضح.
وسيتم تقديم أوامر الاعتقال التي طلبها خان إلى قضاة المحكمة الجنائية الدولية، الذين سيحددون بعد ذلك ما إذا كانوا سيوافقون على منحها أم لا.
ويعد إعلان يوم الاثنين أهم انتكاسة دبلوماسية للاحتلال منذ عقود، ويأتي في الوقت الذي تحاول فيه تل أبيب يائسة حماية سمعتها الدولية فيما تواصل عدوانها الدموي على غزة.
واستشهد أكثر من 35,000 فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال في غزة منذ أن بدأ الاحتلال عملياته العسكرية هناك في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
كما يؤكد الدفاع المدني الفلسطيني أن ما لا يقل عن 10 آلاف فلسطيني آخرين سجلوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض ويرجح أنهم قد استشهدوا أيضاً.