بعد خمسة عشر شهرًا من القتال، توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من ثلاث مراحل، كما أعلن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في الدوحة مساء الأربعاء.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد أعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: “لدينا صفقة للرهائن في الشرق الأوسط، سيتم إطلاق سراحهم قريباً”.
وشارك مسؤول كبير في حماس بنود الاتفاق مع موقع ميدل إيست آي مساء الأربعاء، موضحاً أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستشمل تبادل الأسرى والعودة إلى “الهدوء المستدام” بهدف تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
ووفقًا للاتفاقية، سيتم إطلاق 33 من الأسرى الإسرائيليين الذين تعتقلهم حركة حماس في غزة كجزء من المرحلة الأولى، بما في ذلك تسعة مرضى أو مصابين، على أن تقوم دولة الاحتلال بإطلاق سراح 1000 معتقل فلسطيني محتجزين منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 فما بعد.
ومن بين الأسرى الــ 33 الذين ستفرج حماس عنهم عدد من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والذين سيُطلق سراحهم مقابل أسرى فلسطينيين يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة بنسبة 1: 3، حيث سيقدم الفلسطينيون قوائم لأسرى آخرين بنسبة 1:27.
وسيتم إطلاق سراح الجنديين هشام السيد وإبرا منغستو اللذين احتُجزتهما حماس في غزة قبل العدوان الحالي، مقابل 60 أسيراً فلسطينيًا و47 أسيراً من المحررين في صفقة شاليط عام 2011 والذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.
في المقابل، ستبدأ إسرائيل في الانسحاب من قطاع غزة كجزء من المرحلة الأولى، والانتقال شرقًا من المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك من ممر نتساريم ودوار الكويت.
وتم إنشاء محور نتساريم الذي يبلغ طوله 6 كيلومترات من قبل جيش الاحتلال خلال الحرب الحالية وهو يمتد من الحدود الإسرائيلية مع مدينة غزة إلى البحر الأبيض المتوسط، وتم استخدامه من قبل قوات الاحتلال لمراقبة حركة الفلسطينيين بين شمال وجنوب غزة والسيطرة عليها.
وخلال الصيف، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن قواته لن تنسحب بموجب اتفاق الهدنة من المنطقة.
كما ستتراجع قوات الاحتلال بموجب الاتفاق إلى محيط حدود غزة بعمق 700 متراً، يضاف لها 400 متر في 5 نقاط تحددها إسرائيل.
أما بالنسبة لمحور فيلادلفيا الذي يمتد بطول 14 كيلومترا على طول حدود غزة مع مصر، فإن إسرائيل ستخفض عديد قواتها هناك خلال المرحلة الأولى.
ووفقًا للاتفاقية، ستبدأ قوات الاحتلال الانسحاب في اليوم 42 من وقف إطلاق النار، بعد إطلاق سراح آخر أسير من المرحلة الأولى، وسيختتم الانسحاب بحلول اليوم 50 للاتفاق.
وسيتم فتح معبر رفح بين غزة ومصر، الذي استولت عليه قوات الاحتلال خلال الحرب، لنقل المدنيين الجرحى بعد إطلاق سراح جميع النساء (المدنيات والمجندات)، وستبقى قوات الاحتلال حول المعبر.
وينص الاتفاق على أنه سيتم السماح لـ 50 من المقاتلين الفلسطينيين الجرحى بالعبور يوميًا لتلقي العلاج، بموافقة السلطات الإسرائيلية والمصرية، وسيتم السماح للمدنيين الفلسطينيين المرضى والجرحى بالعبور إلى مصر أيضًا للعلاج.
وكجزء من المرحلة الأولى من الاتفاق، من المقرر أن يعود الفلسطينيون النازحون إلى شمال غزة، وهي المنطقة التي قام جيش الاحتلال بتطهيرها في عملية عسكرية وحشية في الأسابيع الأخيرة.
وفي اليوم السابع من وقف إطلاق النار، سيتم السماح للفلسطينيين النازحين غير المسلحين بالعودة إلى شمال غزة عبر شارع الرشيد، وفي اليوم 22، سيتم السماح بالعودة عبر شارع صلاح الدين.
أما بالنسبة للمركبات، فسيتم السماح لهم بالعودة إلى الشمال في اليوم السابع، حيث ستتولى عمليات التفتيش شركة خاصة تحددها دولة الاحتلال مع الوسطاء الدوليين.
ووفقًا لمسودة الاتفاقية السابقة، فمن المقرر أن تنطلق في اليوم السادس عشر من الاتفاقية المفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار التي تتركز خطوطها العريضة على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، مقابل انسحاب كامل لقوات الاحتلال من غزة، فيما لم يتم حتى الآن تأكيد التفاصيل الدقيقة لهذه المرحلة.
ولفترة طويلة، ظل المسؤولون في دولة الاحتلال يؤكدون على عدم انسحاب قواتهم من القطاع المحاصر قبل القضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية الكاملة، حيث ستتم مناقشة خطة لإدارة غزة بعد الحرب في المرحلتين الثانية والثالثة.
وستشمل المرحلة الثالثة إعادة جثث الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة والإعلان عن خطة إعادة الإعمار لمدة ثلاث إلى خمس سنوات للقطاع تحت إشراف دولي.
يذكر أن عدوان الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قد أوقع أكثر من 46000 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، فيما أصيب أكثر من 110،000 آخرين في القطاع منذ ذلك الحين.