بقلم ديفيد هيرست
ترجمة وتحرير مريم الحمد
ما زال أحد الأسئلة الرئيسية حول هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حماس بلا إجابة حتى يومنا هذا، فما الذي كانت تريده حماس من أهداف بضرب إسرائيل كما فعلت؟
في البداية، آمنت بنظرية الفوضى في تفسير ذلك، فكان الهدف عملية محدودة لضرب أهداف عسكرية إسرائيلية واحتجاز رهائن ذوي قيمة عالية، ولكن الأمر توسع وخرج عن السيطرة بعد الانهيار غير المتوقع للواء غزة الإسرائيلي، كما أن حماس توقعت أن يُقتل معظم مقاتليها البالغ عددهم 1400 مقاتل الذين عبروا السياج ذلك اليوم، إلا أن معظمهم عاد على قيد الحياة.
نظرياً، كان الهدف الذي دخلت حماس والجماعات المسلحة الأخرى بسببه قد تحقق، وعندما انتشر المقاتلون عثروا بالصدفة على مهرجان موسيقي لم يكونوا على علم بوجوده، فحدثت مذبحة هناك، وأصبحت المذبحة التي تلت ذلك في غزة، على حد تعبير أحد الدبلوماسيين الخليجيين: “أم الحسابات الخاطئة كلها بعد ذلك”.
أما اليوم، ومع مرور كل شهر من هذه الحرب، تقل قناعتي بصحة نظرية الفوضى، فقد كان من المفترض أن تكتسب الهجمة مزيداً من الثقل من قبل حلفاء حماس الذين فشلوا في مواكبة خطاها، ففي اليوم الذي ضربت فيه قواته إسرائيل، دعا القائد العسكري لحماس، محمد الضيف، حلفاءه في “محور المقاومة” إلى الانضمام إلى النضال قائلاً: “إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا، هذا هو الحل، يوم تتحد مقاومتكم مع شعبكم في فلسطين”.
الحقيقة كانت أن حزب الله، على سبيل المثال، لم يكن يرغب بالدخول في حرب لم تكن من اختياره أو توقيته، وكما هو الحال مع لواء غزة الإسرائيلي، فقد أُخذ حزب الله على حين غرة، حيث لم يكن مقاتلو الحزب في حالة تأهب، ثم جاء الرد مدروساً من جانب حزب الله وهو ما لم يكن ضمن حسابات حماس.
في الواقع، مر أسبوعان قبل أن يشكر خالد مشعل، الذي يرأس مكتب حماس في الشتات، حزب الله على رده، لكنه أضاف بوضوح أن “المعركة تتطلب المزيد”، فيما التزم حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الصمت لـ3 أسابيع أخرى قبل أن يعلن أن عملية حماس كانت “فلسطينية 100% من حيث القرار والتنفيذ”، مؤكداً أن “هذه العملية ليس لها أي تأثير على أي قرار أو تحرك سيتخذه أي فصيل آخر ضمن محور المقاومة”.
لقد كان آية الله علي خامنئي واضحاً حين أخبر إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحماس، بأن إيران لن تتدخل بشكل مباشر، ولكنها سوف تستمر في تقديم دعمها السياسي والمعنوي للجماعة.
ومع حلول منتصف شهر نوفمبر عام 2023، بدا أن استراتيجية حماس في التوجه نحو حرب إقليمية قد أخذت بالتعثر والتلاشي!
تفجر السد
لو قارنا الوضع الآن بأقوال وأفعال حزب الله وإيران في نوفمبر، لوجدنا أن الأمر قد تغير خاصة مع قيام إسرائيل بضرب المزيد والمزيد من أهداف حزب الله بشكل استباقي، مما اضطر الجماعة اللبنانية للرد بالمثل.
من ناحية أخرى، فقد دخلت حركة أنصار الله أو الحوثيون في اليمن إلى المعركة في نوفمبر، وذلك بشن هجمات على السفن في البحر الأحمر.
“من لا يأخذ زمام المبادرة اليوم سوف يأسف غداً، والفضل لمن سبق وصدق، لا تسمحوا لأحد أن يعيدكم إلى ساحات الخلافات الداخلية والقصف والاقتتال، فنحن لا نفعل ذلك، ليس لدينا وقت لذلك بينما يلوح تهديد الفاشية فوق رؤوسنا” يحيى السنوار- زعيم حماس في غزة
كانت نقطة التحول في إبريل، وذلك عندما قصفت إسرائيل مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، مما أسفر عن مقتل العميد محمد رضا زاهدي، الضابط المسؤول عن عمليات فيلق القدس الخارجية، و15 آخرين من بينهم 7 من فيلق الحرس الثوري الإسلامي.
كان الرد الإيراني كبيراً متمثلاً بـ 170 طائرة بدون طيار و30 صاروخ كروز و120 صاروخاً باليستياً ثقيلاً، تم إطلاقها مباشرة على أهداف إسرائيلية، فضرب العديد منها قواعد عسكرية إسرائيلية، وبذلك
تم تمهيد الطريق بوضوح لحرب إقليمية، فأصبح الأمر منذ تلك اللحظة مسألة متى وليس إذا!
في تصريح له مؤحراً، أكد قائد القوة الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإيراني، العميد أمير علي حاجي زاده، بأن إيران تتلهف للحصول على فرصة أخرى لفعل الشيء نفسه من ضرب إسرائيل.
اليوم يقف حزب الله على شفا الحرب، حيث حذر نصر الله إسرائيل من أن مئات الآلاف من المقاتلين الآخرين على استعداد للانضمام، حتى أنه هدد بمهاجمة قبرص إذا سمحت للطائرات الحربية الإسرائيلية باستخدام قواعدها.
لقد اتضح أن كل ما كان على حماس أن تفعله بعد 7 أكتوبر هو الانتظار ومواصلة القتال وترك العدوان الإسرائيلي المتوقع والطبيعي تجاه جيران إسرائيل يقوم بعمل حماس نيابة عنها، وتلك استراتيجية ناجحة، ولكنها لم تكن ضمن السياق الذي خططت له حماس، وذلك يتبين من خطابات يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة.
توقع للمستقبل
في ديسمبر عام 2022، وتحديداً في ذكرى تأسيس حماس، صرح السنوار بالقول: “إن تصعيد المقاومة بكافة أشكالها وجعل الاحتلال يدفع فاتورة الاحتلال والاستيطان هي الوسيلة الوحيدة لخلاص شعبنا وتحقيق أهداف التحرير والعودة”.
أضاف السنوار في خطابه: “من لا يأخذ زمام المبادرة اليوم سوف يأسف غداً، والفضل لمن سبق وصدق، لا تسمحوا لأحد أن يعيدكم إلى ساحات الخلافات الداخلية والقصف والاقتتال، فنحن لا نفعل ذلك، ليس لدينا وقت لذلك بينما يلوح تهديد الفاشية فوق رؤوسنا”.
وبعد أشهر، ألقى السنوار خطابا تنبأ فيه بدقة بالمستقبل، حيث قال: “خلال عدة أشهر، وفي تقديري الخاص لن يتجاوز العام، سنضع الاحتلال أمام خيارين: إما أن نجبره على تطبيق القانون الدولي واحترام القرارات الدولية أو الانسحاب من الضفة الغربية والقدس وتفكيك المستوطنات وإطلاق سراح الأسرى والسماح بعودة اللاجئين، أو نجعل هذا الاحتلال في حالة تناقض مع الإرادة الدولية برمتها، وبالتالي عزله ووضع حد لحالة اندماجه داخل المنطقة وفي العالم أجمع”.
كان هذا بالضبط ما حدث، فقد أصبحت إسرائيل معزولة دولياً كما لم يحدث من قبل، كما أنها الآن في قفص الاتهام أمام اثنتين من أعلى المحاكم الدولية، ويخوض داعموها الرئيسيون، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، معركة خلفية تحاول وقف تصاعد العقوبات الدولية.
لقد كان للسنوار منتقدوه داخل حركة حماس عندما برز كزعيم سياسي في غزة، خاصة مع محاولته التصالح مع محمد دحلان، القيادي في فتح، وأنباء عن تقارب حماس مع سوريا بعد الخلافات المريرة التي خلقتها الحرب الأهلية، فجزء من الحركة الذي كان متحالفاً مع تركيا لم يعجبه التقارب مع سوريا وإيران ولم يخجل من قول ذلك.
لكن تبين الآن أن هذا التقارب كان عنصراً حيوياً في استراتيجية السنوار لمهاجمة إسرائيل وبدء حرب طويلة.
إخوة من جديد
إن التقارب بين الخصمين اللدودين السابقين في الحرب الأهلية السورية يذهب إلى ما هو أعمق من استعداد حزب الله للسماح لحماس بشن هجمات ضد إسرائيل في منطقة عملياتها في جنوب لبنان، على طول الحدود مع إسرائيل.
قام مقاتلو المقاومة بتحسين مستوى أدائهم نوعياً ، فباتوا الآن يستدرجون القوات الإسرائيلية إلى فخاخ متطورة وقاتلة، حيث ظهرت القنابل عالية التقنية التي تزرع على جوانب الطرق تماماً كما حدث ضد الأمريكيين في العراق
هناك أيضاً جماعة الفجر، الجناح المسلح لجماعة الإخوان المسلمين في لبنان، والذي تعتبر قواته ضئيلة عددياً حيث يعتقد أنها تبلغ نحو 500 مقاتل فقط، لكن أهميتهم تتجاوز عددهم، وقد تزايدت تلك الأهمية مع مضاعفة إسرائيل هجماتها على كبار قادة حزب الله في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.
جاء في بيان تعزية “جيش الإسلام”، الذي صدر بعد مقتل القائد الكبير في حماس صالح العاروري في غارة إسرائيلية في يناير، أن “الدم اللبناني والفلسطيني قد اختلطا لإكمال عملية التحرير معاً”، وعندما قُتل القائد البارز في حزب الله، طالب سامي عبد الله، في غارة إسرائيلية على بلدة جوايا في جنوب لبنان في يونيو، كان قد أكد نصر الله كيف ذهب هذا المقاتل المخضرم لمساعدة المسلمين السنة في البوسنة.
قال نصر الله: “بمناسبة الحديث عن انقسامات بين الشيعة والسنة، فإن البوسنيين ليسوا شيعة، ولم يكن هناك شيعة في البوسنة على الأقل عندما غادرت كوادرنا وقياداتنا وبقيت هناك لسنوات في البرد والثلوج بعيداً عن المنازل الدافئة”.
من جانب آخر، فقد كانت هناك أيضاً اجتماعات، لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات، بين الخصمين السابقين في الحرب الأهلية السورية، حيث التقى نصرالله رئيس جيش الإسلام الشيخ محمد طقوش.
وفي نقلها لأحد الأحداث، أشارت وكالة الميادين الإعلامية الموالية لحزب الله في تقريرها إلى أنه “منذ 8 أكتوبر عام 2023، استشهد عدد من مقاتلي قوات الفجر، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية في لبنان، خلال مشاركتهم في عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة”.
يذكر أن الاتفاق الجديد بين حزب الله وجماعة الإخوان المسلمين في لبنان كان عواقبه الداخلية على الطائفة السنية، التي ظلت بلا زعيم منذ مغادرة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المشهد في عام 2019، فعندما قامت جامعة الدول العربية بإزالة حزب الله من تصنيف المنظمات الإرهابية، شعر رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة، وهو سني من القيادة التقليدية، بالغضب وقال “من الضروري التوقف عن تقديم الهدايا المجانية لحزب الله”.
تحول إقليمي كبير
إن التفاهم الجزئي على الخلاف الطائفي بين الشيعة والسُنّة يمثل تحولاً كبيراً في المشهد الإقليمي، فإسرائيل لطالما ازدهرت من خلال سياسة فرق تسد، وكانت تعلم أنه إذا تقاربت القوى السنية والشيعية، فإن قدرة إسرائيل على المناورة ستكون محدودة.
هذا تماماً ما يحدث الآن ولا شك أن له عواقب حقيقية، فقد مرت العمليات العسكرية في الضفة الغربية من تحت الرادار، لكن إسرائيل تستخدم الآن طائرات F16 لقصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وهي أول مرة منذ الانتفاضة الثانية.
في إطار الرد على ذلك، قام مقاتلو المقاومة بتحسين مستوى أدائهم نوعياً ، فباتوا الآن يستدرجون القوات الإسرائيلية إلى فخاخ متطورة وقاتلة، حيث ظهرت القنابل عالية التقنية التي تزرع على جوانب الطرق تماماً كما حدث ضد الأمريكيين في العراق.
لقد قُتل جندي إسرائيلي وأصيب آخرون بجروح خطيرة عندما انفجرت قنبلة على جانب الطريق في مركبة مدرعة ثقيلة في طولكرم، وتم تصوير الهجوم من قبل سرايا القدس التي أعلنت مسؤوليتها، وقبل ذلك بأيام، قُتل جندي وأصيب 16 آخرون بانفجار عبوة ناسفة مدفونة على عمق كبير تحت أحد الطرق في جنين.
علاوة على ذلك، فقد أدى تطور المقاومة إلى ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين في الضفة الغربية بشكل ملحوظ، وعلى الجانب الآخر، تعمل السلطة الفلسطينية على تحذير إسرائيل من أن حجم تهريب الأسلحة المتطورة وقطع الغيار من الأردن إلى الضفة الغربية آخذ في الارتفاع بمعدل سينجح فيه المسلحون في تصنيع وإطلاق الصواريخ على إسرائيل في غضون عام.
استراتيجية ثابتة
لو افترضنا أن زعيم حماس، السنوار، قد مات غداً، فإن ذلك كان سوف يعني أن دوره في الحياة قد تم إنجازه، فالمسرح مهيأ لغزو إسرائيلي للبنان ومعه حرب إقليمية قد تستغرق عقوداً حتى تنتهي.
الحقيقة أنه مهما حدث الآن، فإن الإستراتيجية التي تتبناها حماس كانت أكثر فعالية مما كنا نتصور قبل 9 أشهر، فقد باتت إسرائيل تواجه فعلاً حرباً حقيقية على جميع الجبهات، كما أنها قد تكون حرباً لن يكون من السهل إيقافها!
إن الإستراتيجية الأمريكية المتمثلة في دعم إسرائيل حتى النهاية بعد هجوم حماس، قد لفتت الأنظار نحو كل جندي أمريكي يعمل في المنطقة، وفقاً لما ذكره 12 مسؤولاً سابقاً في الإدارة الأمريكية استقالوا بسبب سياسة الرئيس بايدن، وكأن العاملين في وزارة الخارجية الأمريكية في حالة تمرد مفتوح!
لقد ظهرت مؤخراً رسالة ثانية تحذر من حماقة ما فعله جو بايدن، حيث قال المسؤولون السابقون في البيان: “الغطاء الدبلوماسي الأمريكي لإسرائيل والتدفق المستمر للأسلحة إلى إسرائيل، يعنيان أن هناك تواطئاً من قبل حكومتنا ولا يمكن إنكاره في عمليات القتل والتجويع القسري للسكان الفلسطينيين المحاصرين في غزة”.
إن الرأي العام العربي مناهض لأمريكا بأغلبية ساحقة، فقد تسببت العملية الإسرائيلية المستمرة في غزة بغضب في العالم العربي، حتى أنها دفنت الانقسامات العميقة بين القوى السياسية القومية والإسلامية التي ظهرت بعد الربيع العربي قبل أكثر من 13 عاماً.
يعكس استطلاع للرأي قام به معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى هذا الاتجاه أيضاً، حيث وجد الاستطلاع أن ما متوسطه 40% من المشاركين في مصر والعراق والأردن ولبنان وفلسطين وسوريا اعتبروا أن تصرفات إيران كان لها تأثير إيجابي على الحرب، كما وجد الباروميتر العربي أن المرشد الأعلى الإيراني قد تجاوز معدلات تأييد ولي العهد السعودي أو الرئيس الإماراتي.
هذا نفس الشيء الذي حدث بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 2006، ولكن الفارق اليوم هو مدى تطور المقاومة من حيث التسليح مقابل الضعف العسكري العربي!
وتعد المفارقة الحقيقية في كل هذا، هي أن إسرائيل قد وقعت طوعاً في فخ من صنع حماس، فلو أنها خضعت لضغوط بايدن والأمم المتحدة لإنهاء الحرب في غزة دون تفكيك حماس، لكانت قد تعرضت لهزيمة تكتيكية من شأنها أن تفكك التحالف اليميني.
ولكن إذا ما استمرت حماس في الحرب في غزة بصرف النظر عن التكلفة البشرية، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية سوف تكون الولايات المتحدة عاجزة عن احتوائها أو وقفها.
هذا هو المسار الذي وضعت إسرائيل نفسها عليه الآن، فحتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، فقد أصبح من المفهوم تماماً في إسرائيل أن هذا سوف يشكل فترة راحة مؤقتة، وفرصة لجنود الاحتياط في الجيش للتعافي قبل الهجوم الحتمي على لبنان.
على صفحته في موقع اكس، كتب المعارض لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والعدو العنيد لحلفائه الصهاينة الدينيين اليمينيين المتطرفين، أفيغدور ليبرمان: “في هذه المواجهة بين إسرائيل ومحور الشر، يجب أن ننتصر وبدون هزيمة إيران والقضاء على برنامجها النووي، لا يمكن هزيمة حزب الله ولا حماس، ولذلك من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، يجب علينا استخدام جميع الوسائل المتاحة لنا، كما يجب أن يكون واضحاً أنه في هذه المرحلة ليس من الممكن منع الأسلحة النووية من إيران بالوسائل التقليدية”.
لقد تحمل الفلسطينيون في غزة معاناة كبيرة خلال الأشهر التسعة الماضية، فالتجويع موت أكثر قسوة من القصف العشوائي وهذه تكلفة استراتيجية مرتفعة، ففي ظل احتلال وحشي هدفه الوحيد هو إجبار أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل، أصبحت المقاومة المسلحة تحت قيادة مسلحة ترفض الاستسلام أو الهروب إلى المنفى هي الخيار الجماعي للفلسطينيين أينما كانوا يعيشون.
الحقيقة أنه مهما حدث الآن، فإن الإستراتيجية التي تتبناها حماس كانت أكثر فعالية مما كنا نتصور قبل 9 أشهر، فقد باتت إسرائيل تواجه فعلاً حرباً حقيقية على جميع الجبهات، كما أنها قد تكون حرباً لن يكون من السهل إيقافها!
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)