كيف تطور إسرائيل ذكاءها الصناعي على حساب دماء الفلسطينيين!

بقلم: ريتشار سيلفرستين
ترجمة وتحرير: نجاح خاطر

أطلق الجيش الإسرائيلي العام الماضي استراتيجيةً جديدةً لدمج أسلحة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في جميع الفروع العسكرية، في تحول استراتيجي هو الأكثر شمولاً منذ عقود.

وتفاخرت وزارة الدفاع الإسرائيلية الشهر الماضي باعتزام الجيش التحول إلى “قوة عظمى” للذكاء الاصطناعي في مجال الحرب المستقلة.

وأوضح الجنرال المتقاعد إيال زمير في مؤتمر هرتسليا،وهو منتدى أمني سنوي، أن “هناك من يرى أن الذكاء الاصطناعي هو الثورة القادمة في تغيير وجه الحرب في ساحة المعركة”.

وأضاف أن التطبيقات العسكرية يمكن أن تشمل “قدرة المنظومات القتالية على الضرب في أسراب أو العمل بشكل مستقل والمساعدة في اتخاذ القرار السريع، على نطاق أكبر مما كان في أي وقت مضى”.

تنتج صناعة الدفاع الإسرائيلية مجموعة واسعة من السفن والمركبات العسكرية، بما فيها “مركبة آلية مسلحة” توصف بأنها منصة “قوية” و “قاتلة” تتميز بـ “التعرف التلقائي على الهدف”.

والفلسطينيون هم ميدان اختبار مثل هذه التقنيات التي تقدم تأثيرها عليهم كدليل على فعاليتها للمشترين العالميين.

والعملاء المحتملون لإسرائيل هم الدول المتورطة في الحرب، حيث ستزيد هذه التقنيات بالتأكيد مستوى المعاناة وإراقة الدماء، وسيكون المشترون قادرين على القتل بأعداد أكبر من الوحشية ومع قدر أكبر من الفتك.

وتمثل تقنية knowledge well إحدى تقنيات إسرائيل الجديدة للذكاء الاصطناعي، فهي لا تراقب الأماكن التي يطلق المسلحون الفلسطينيون الصواريخ منها فحسب ولكن يمكن استخدامها أيضًا للتنبؤ بمواقع الهجمات المستقبلية.

وفي حين أن مثل هذه الأنظمة قد توفر الحماية للإسرائيليين من الأسلحة الفلسطينية، إلا أنها تمكن إسرائيل دون رادع من أن تصبح آلة قتل افتراضية، وتطلق العنان لهجمات مرعبة ضد أهداف عسكرية ومدنية بينما تواجه الحد الأدنى من المقاومة من أعدائها.

مساعٍ للتدمير

تقدم مثل هذه التقنيات تحذيرًا للعالم حول مدى انتشار الذكاء الاصطناعي وتطفله، حيث يقول كبير خبراء الذكاء الاصطناعي في الجيش الإسرائيلي إن الجيش يتنافس مع القطاع الخاص لمتخصصي الذكاء الاصطناعي.

يبشر المستقبل بروبوتات يمكنها التفكير والحكم والقتال بشكل مستقل، مع تدخل بشري ضئيل أو معدوم بخلاف البرمجة الأولية، وقد وصفت هذه الروبوتات بأنها “الثورة الثالثة في الحرب بعد البارود والأسلحة النووية”.

فلسطين هي واحدة من أكثر الأماكن التي تخضع للمراقبة على وجه الأرض، حيث تنتشر كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة دائمًا لرصد المشهد الفلسطيني الذي تغفل عنه أبراج الحراسة الإسرائيلية.

بعض أدوات المراقبة مسلحة ببنادق آلية يتم التحكم فيها عن بعد، والطائرات بدون طيار قادرة على إلقاء الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار مباشرة على الفلسطينيين أو توجيه النيران من قبل الأفراد على الأرض.

بالإضافة إلى ذلك، تمتلك إسرائيل الآن تطبيقات للتعرف على الوجه، مثل Blue Wolf، والتي تعمل على التقاط صور لكل فلسطيني وتستخدم لبناء قاعدة بيانات ضخمة عن الفلسطينيين.

وحذر العديد من الباحثين في مجال البيانات ودعاة الخصوصية من مخاطر الذكاء الاصطناعي، سواء في المجال العام أو في ساحة المعركة.

فالروبوتات العسكرية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ليست سوى واحدة من أمثلة عديدة على توحش التكنولوجيا، حيث دعت هيومن رايتس ووتش إلى حظر مثل هذه التكنولوجيا العسكرية، محذرة من أن هذه الآلات:” لا تستطيع فهم قيمة الحياة البشرية”.

قد تكون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الإسرائيلية، على الأقل في نظر صانعيها، مخصصة لحماية الإسرائيليين والدفاع عنهم، لكن الضرر الذي تسببه يغذي حلقة مفرغة من العنف اللانهائي.

وقدم اغتيال الموساد والد البرنامج النووي الإيراني، محسن فخري زاده عام 2020 إنجازاً آخر للذكاء الاصطناعي.

كانت تلك العملية أول اختبار لرصاص قناص محوسب عالي التقنية بذكاء اصطناعي وعيون متعددة الكاميرات، تعمل عبر الأقمار الصناعية وقادرة على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة.

قُتلت أسرة أفغانية بوحشية في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار عام 2021 لأن أحد أفرادها تم تعريفه بالخطأ على أنه إرهابي مطلوب.

نحن نعلم أن الجيش الإسرائيلي قتل مدنيين فلسطينيين بشكل متكرر فيما وصفه بـ “أخطاء” ساحة المعركة.

وإذا كان يمكن للبشر الذين يقاتلون في ساحة المعركة أن يخطئوا بشكل فاضح، فكيف نتوقع أن تقوم الأسلحة والروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بعمل أفضل؟

يجب أن يدق هذا ناقوس الخطر بشأن الآثار المدمرة التي سيتركها الذكاء الاصطناعي بالتأكيد في المجال العسكري، وحول الدور الرائد لإسرائيل في تطوير مثل هذه الأسلحة الفتاكة غير المنظمة.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة