قدم 42 إسرائيلياً من الجرحى الناجين من الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل دعوى قضائية ضد أجهزة الأمن لإخفاقها في منع الهجوم، مطالبين بالحصول على تعويضات تفوق 55 مليون دولار.
ورفع المدّعون الذين كانوا من بين المشاركين في حفل سوبر نوفا بالقرب من قطاع غزة المحاصر وقت وقوع الهجوم دعوى مدنية لمحكمة تل أبيب يوم الاثنين ضد الجيش الإسرائيلي والشرطة ووزارة الدفاع وجهاز الأمن العام (الشاباك).
وكان هجوم حماس قد أدى إلى مقتل نحو 1140 إسرائيلياً بينهم 364 من حضور الحفل إضافة إلى أسر حوالي 240 إسرائيلياً بينهم 40 من المشاركين في الحفل.
وورد في الدعوى أن المدعين كانوا من بين الكثيرين الذين أصيبوا جسديًا أو عقليًا خلال هجوم حماس، كما جاء فيها: ” كان يمكن لمكالمة هاتفية واحدة من مسؤولي الجيش الإسرائيلي للمسؤول عن الحفلة أن تنقذ الأرواح وتمنع الإصابات الجسدية والعقلية لمئات الحاضرين”.
وتشمل الدعوى مطالبات بتعويض الخسائر المالية والألم والمعاناة والنفقات الطبية حيث ورد فيها أن ” الإهمال الجسيم أمر لا يصدق”.
وجاء في الدعوى: ” في الليلة ما بين 6 و7 تشرين الأول / أكتوبر، وقبل عدة ساعات من هجوم حماس، أجرى الجيش تقييمين على الأقل بسبب حوادث غير عادية على حدود قطاع غزة، لكن المدعين أصيبوا بالصدمة لعدم صدور أي أمر بإنهاء الحفل رغم ذلك”.
وأضافت الدعوى أن إجراءات الأمن التي قام بها الجيش الإسرائيلي لتأمين الحفل كانت غير كافية، بسبب إجازة “سيمحات توراة” الدينية حيث كان 27 ضابط شرطة فقط يتواجدون في الحفل.
وقال المحامي شيمون بوشبوت، قائد القوات الجوية المتقاعد الذي ورد اسمه في الدعوى القضائية أن ” الحفل أجري على بعد مسافة قصيرة من حدود القطاع، وقد سمع سكان غزة ضجيج الحفل فكان المحتفلون هدفاً سهلاً للهجوم الإرهابي”.
وخلال الشهر الماضي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المسؤولين الإسرائيليين حصلوا على خطة حماس القتالية للهجوم قبل أكثر من عام من وقوعه، لكنهم رفضوا التعاطي معها باعتبارها غير واقعية.
ووفقاً للوثيقة المكونة من 40 صفحة والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم “جدار أريحا” فإن الخطة لم تحدد موعداً للهجوم لكنها تضمنت “تفاصيل حول موقع وحجم القوات العسكرية الإسرائيلية ومراكز الاتصالات وغيرها من المعلومات الحساسة”.
وشرحت الخطة بالتفصيل استخدام القصف الصاروخي لتشتيت انتباه الجنود الإسرائيليين، واستخدام الطائرات بدون طيار لتعطيل الإجراءات الأمنية، واجتياح القاعدة العسكرية الإسرائيلية في كيبوتس رعيم، بالقرب من المكان الذي أقيم فيه الحفل.
وذكر تقرير نيويورك تايمز أن محلل استخبارات في الوحدة 8200 الإسرائيلية حذر في تموز / يوليو من أن حماس نفذت تدريبًا لمدة يوم كامل مماثل للخطط الموضحة في وثيقة جدار أريحا.
وقال المحلل إن ذلك تضمن تجربة لإسقاط طائرة إسرائيلية والاستيلاء على أحد الكيبوتسات وعلى قاعدة تدريب عسكرية وقتل جميع من فيها.
وبحسب ما ورد، فقد أشاد مسؤول عسكري في الفرقة الإسرائيلية المسؤولة عن احتواء التهديدات القادمة من غزة بالتحليل، لكنه وصفه بأنه سيناريو “خيالي تمامًا”.
واستشهد ما يقرب من 22 ألف فلسطيني في غزة معظمهم من النساء والأطفال بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.