لا بد من وضع النساء والفتيات في قلب الاستجابة العالمية في أزمة السودان

بقلم آنيليز دودز

ترجمة وتحرير نجاح خاطر 

في جنوب السودان، يقع مخيم يسمى بانتيو الذي توافد إليه 100 ألف نازح قبل سنوات هرباً من الحرب، وقد انضم إليهم المزيد الآن، وخاصة النساء والفتيات، اللاتي نزحن من الصراع المروع في السودان.

لقد سمعت قصصهن المروعة عن الأسر التي فرقتها الحرب والمعاناة والدمار والعنف المروع الذي يستهدف النساء والفتيات، هن في الوقت الحالي آمنات لكن العديد من النسوة غيرهم لسن كذلك.

خلال هذا الأسبوع، أنا في نيويورك، ممثلة للمملكة المتحدة في أكبر اجتماع للقادة والوزراء والدبلوماسيين في العالم، اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وسيكون الصراع في السودان من بين القضايا الأكثر إلحاحاً التي سأثيرها، جنباً إلى جنب مع الأزمات العالمية الأخرى، من غزة إلى أوكرانيا، ولكن بصفتي وزيرة التنمية ووزيرة المرأة والمساواة، فلن أركز فقط على دور المملكة المتحدة في حل التوترات السياسية، بل وأيضاً على النساء والفتيات اللاتي يتحملن وطأة الصراع.

فالصراع له تأثير كارثي على التنمية، وتداعياته متعلقة بالجنس، حيث تشير التقديرات إلى أن 20 إلى 30% من النساء في بيئات الصراع يتعرضن للعنف الجنسي وهي قضية لا تقتصر على السودان فحسب، بل وتمتد إلى كل مكان تقريباً حيث يندلع القتال.

يؤكد الصراع على أسوأ أشكال عدم المساواة بين الجنسين، والذي يمنع النساء حتى في أوقات السلم من تحقيق إمكاناتهن الكاملة، وتزيد الحرب من حدة المشاكل القائمة أصلاً، وتتقاطع معها في تدمير حياة النساء والفتيات.

وعلى كل جبهة، فإن المبرر واضح لاتخاذ إجراءات لدعم النساء والفتيات، لقد قلت أن النساء والفتيات سيكنَّ في قلب كل ما أقوم به في هذه الحكومة، وهذا الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة هو شهادة على ذلك.

منصة حاسمة

إن القيادات النسائية الرائعة، من نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد إلى رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي، يقدن الحوار في نيويورك، سواء فيما يتعلق بإنعاش التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، أو فيما يتعلق بإطلاق العنان لمزيد من التمويل المناخي.

وعندما أخطو إلى مقر الأمم المتحدة وألتقي بالشركاء والحلفاء والمنظمات غير الحكومية وقادة الأعمال، سأسأل كيف يمكن لاتفاقياتنا وسياساتنا وخططنا أن تفعل المزيد من أجل النساء والفتيات.

فمع اجتماع كل الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة، تحدد الجمعية العامة لهجة التعاون بشأن القضايا العالمية الرئيسية، إنها منصة حاسمة للدفاع عن القضايا الأكثر إلحاحاً في يومنا هذا ويجب أن يشمل هذا وضع النساء والفتيات.

أنا فخورة بالدور الذي لعبته المملكة المتحدة في إرساء أجندة المرأة والسلام والأمن من خلال قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التاريخي رقم 1325، والذي اعترف بالتأثيرات غير المتناسبة للصراع المسلح على النساء والفتيات.

ولكن بعد ما يقرب من ربع قرن من الزمان، فإن الأمر متروك لنا جميعاً لضمان إحراز تقدم نحو تنفيذه وكذلك القرارات التسعة التي تلته.

إن دمج المساواة بين الجنسين في مختلف مجالات السياسة الخارجية والإنمائية يجعل كليهما أكثر فعالية، وهو أيضاً الشيء الصحيح من الناحية الأخلاقية

فمن رئيس الوزراء إلى أدنى المستويات، هذه الحكومة واضحة في أن المملكة المتحدة لديها التزام أخلاقي بالنهوض بعالم خال من الفقر على كوكب صالح للعيش. 

وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، سأقود الجهود لنشر الخبرة الدبلوماسية والتنموية المتميزة للمملكة المتحدة لدفع هذه المهمة إلى الأمام.

للإطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة