“لا حاجة حتى لإرسال الدبابات” صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية تسخر من زلزال تركيا

تشارلي إيبدو تثير غضبا عالميا بسبب الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من كارثة الزلزال

بقلم آية الخالدي

تعرضت مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة لانتقادات بسبب نشرها رسماً كاريكاتورياً يسخر من الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا يوم الاثنين.

وأظهرت الرسوم الكاريكاتورية للفنانة جوان، التي نُشرت باسم “رسمة اليوم” على حسابها على تويتر، مبنىً متضررًا وسيارة مدمرة وكومة من الأنقاض مع التعليق: “لا داعي حتى لإرسال الدبابات”.

وانتقد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي المجلة لسخريتها من الكارثة التي أودت بحياة الآلاف وجرح العديد من الآخرين.

وقال المستخدمون إن الكاريكاتور “غير مراع للمشاعر”، ويعكس “ذوقا سيئا” ويتجاوز الحد المقبول “للنكات الذكية والفكاهة السوداء”.

وجاء في ترجمة أحد التغريدات على تويتر: شارلي إبدو غير موفقة في جعل الناس يضحكون، وهي تهدف فقط إلى إثارة الكراهية من خلال ذر المواقف المروعة، ولكن مهلا، باسم حرية التعبير، يجب أن نجد ذلك أمرًا طبيعيًا وفقًا للبعض.

كما غرد الإمام البارز، عمر سليمان، من معهد يقين للبحوث الإسلامية، عن المنشور قائلاً إن الرسوم الكاريكاتورية “تجرد” المسلمين الضحايا من “إنسانيتهم بكل الطرق”.

ورداً على الحادثة، بدأ العديد من مستخدمي تويتر، بما في ذلك الشخصيات التلفزيونية والمؤثرين، في إغراق المنشور الأصلي بصورة مضادة لـشارلي إيبدو مكتوبة على لفة من ورق التواليت، بنفس الأسلوب الفني للمجلة.

وكتب أحد المستخدمين على موقع تويتر: “عادت العلامة التجارية الفرنسية لورق التواليت “شارلي إبدو” إلى عادتها بإثارة الجدل حول الأحداث الجارية.

وذكرت التغريدة أنه حين عانت المجلة من مأساة الهجوم على مقرها استخدمت شعار “أنا تشارلي” (في حملة قوية لدعم المجلة) والآن عندما باتت دولتان تعانيان من كارثة طبيعية خرجت المجلة “بخربشة غير محترمة”، “فئران المجاري، أنتم كلكم.”

وأشار مستخدمون آخرون أيضًا إلى الحملة التي تعود لعام 2015، وكتبت إحدى المحللات السياسيات من تركيا على تويتر أن الأتراك سارعوا إلى دعم المسيرات الداعمة لحرية التعبير بعد الهجوم المسلح على مقر المجلة في باريس عام 2015.

وتابعت قائلة: “عليك حقًا أن تمتلك بعض الإحساس للنظر في القيام بذلك بينما لا يزال هناك أطفال ينتظرون المساعدة تحت الأنقاض”.

وتوجه بعض السياسيين، مثل إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية، لموقع تويتر لانتقاد الرسوم الكاريكاتورية.

وكتب في تغريدة له: “البرابرة المعاصرون! اختنقوا في كراهيتكم وأحقادكم”.

وبينما تم تلقي الأمر بشكل مروع جداً من الجمهور التركي، اختار البعض الآخر  توجيهه بشكل مختلف، حيث دعت إحدى التعليقات على منصة التواصل الاجتماعي التركية (Eksi Sozluk) القراء إلى التركيز على ضحايا الزلزال والاستجابة للطوارئ بدلا من التركيز على المجلة.

و تسبب الزلزالان اللذان وقعا يوم الاثنين بوقوع دمار واسع النطاق في المنطقة ومازالت جهود الانقاذ جارية، فيما لقي أكثر من 4500 شخص مصرعهم وأصيب أكثر من 26 ألفا في تركيا، بينما سقط أكثر من 1600، وأصيب 3600 أخرون بجروح في سوريا.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن العدد النهائي للضحايا قد يصل إلى 20 ألف شخص.

مقالات ذات صلة