لحوم الحمير على موائد المصريين! مذيع تلفزيوني يدعو لتناولها مع ارتفاع جنوني لأسعار الغذاء

أثار مقدم برنامج حواري مصري موالٍ للحكومة المصرية ردود فعل غاضبة حيث شجع المواطنين الذين يعانون من ضائقة مالية على أكل لحوم الخيول والحمير، والتي زعم أنها “صحية للغاية”.

وقال تامر أمين مقدم برنامج آخر النهار على قناة النهار المحلية في الثامن من شهر مارس:”لماذا لا نأكل لحوم الحمير والخيول؟ إنها تباع وتؤكل في كثير من البلدان”.

وأضاف تامر إن “لحوم الخيول صحية وآمنة للغاية، وأعتقد أنها ليست محرمة شرعيًا”.

جاء ذلك قبل يوم واحد من إعلان وكالة الإحصاء المصرية أن تضخم الاستهلاك في المدن وصل إلى أعلى مستوى له منذ خمس سنوات ونصف، حيث وصل إلى 31.9%.

وانتقد علماء دين هذه التعليقات وأكدوا أن تناول لحوم الحمير والخيول “حرام” بموجب الشريعة الإسلامية.

ومنذ تخفيض قيمة الجنيه المصري في بداية العام الجاري، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، و معظمها مستوردة، إلى أكثر من الضعف.

وجاء ذلك بعد أن وافق صندوق النقد الدولي على خطة إنقاذ مع القاهرة في ديسمبر/ كانون الأول، وهي الصفقة الثالثة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة في انقلاب عسكري عام 2013.

انخفضت قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي من سبع جنيهات في العام 2013 إلى ما يزيد قليلاً عن 30 جنيهاً مصرياً في الوقت الحالي.

تُذّكر تصريحات أمين بدعوة المصريين في وقت سابق من هذا العام من قبل المعهد الوطني للتغذية للتحول إلى تناول أقدام الدجاج، كمصدر جيد و رخيص للبروتين.

أثار هذا الاقتراح منذ ذلك الحين ردود فعل غاضبة و ساخرة لأن أقدام الدجاج لا تحظى بشعبية في المطبخ المصري، وعادة ما يتم التخلص منها أو بيعها للمصانع التي تعالج منتجات الدجاج.

وصلت أسعار اللحوم إلى ارتفاعات هائلة في مصر، مما يجعلها غير متاحة ليست فقط على الفقراء، و لكن أيضًا لمعظم أفراد الطبقة الوسطى، حيث تستورد مصر ما يقرب من نصف استهلاكها من اللحوم كل عام والذي يقدر بـ 900 ألف طن.

وارتفع متوسط سعر اللحوم في السوق المحلي من 180 جنيها (حوالي 6 دولارات) للكيلو الواحد إلى 330 جنيها (حوالي 11 دولارا) في غضون أشهر قليلة، حيث فقدت العملة المصرية نصف قيمتها منذ مارس من العام الماضي.

كما ارتفعت أسعار الدواجن أيضًا في البلاد، مما أدى إلى نقصان في خيارات البروتين الحيواني للمصريين من الطبقة المتوسطة والفقيرة.

وقالت المعلمة رحمة سعيد، وهي أم لثلاثة أطفال:”لقد توقفت عن شراء اللحوم منذ فترة طويلة بسبب هذه الأسعار المرتفعة”.

وقال ممدوح محمد، وهو خياط في منتصف الخمسينيات من عمره “لا يمكنني أبدًا أكل لحم الحمير أو لحم الحصان”.

ومع ذلك، قد يكون العديد من المستهلكين قد أكلوا بالفعل لحوم الحمير دون أن يعرفوا ذلك في أكشاك اللحوم المنتشرة في كل مكان في شوارع القاهرة والمدن المصرية الأخرى والتي تبيع أحشاء الماشية المطبوخة وقطع أخرى مثل الألسنة والكرشة والذيل، وهي تحظى بشعبية كبيرة بين المصريين.

إلا أن تصريحات أدلى بها أحد ملاك سلسلة من المطاعم التي تقدم لحوم أعضاء الماشية المطبوخة شكلت صدمة للمصريين قبل بضعة أيام عندما ادعى أن معظم تلك الأكشاك تقدم لحوم الحمير لعملائها.

وأوضح الرجل أن أصحاب هذه الأكشاك لا يستطيعون تحمل ثمن لحوم الأعضاء من الماشية.

وسبق أن هاجم الرئيس المصري السيسي وسائل الإعلام المصرية -والتي بالغالب محسوبة على النظام المصري – بسبب تغطيتها الإعلامية لأزمة الغذاء الأخيرة في البلاد.

وقال السيسي، في 23 يناير، “لماذا يتم تصوير المصريين وكأنهم في حالة ذعر من الطعام والشراب؟ هذا غير لائق، أنا لا أقول أن هذا ليس صحيحاً، لأن الأكل والشرب ليس نهاية العالم”.

اتساع الفجوة الغذائية

يقال إن بعض المطاعم في مصر تقدم لحوم الحمير، بدلاً من لحوم الماشية، بسبب ارتفاع الأسعار.

يأتي ذلك أيضًا وسط ارتفاع في التقارير حول الذبح العشوائي للحمير في مناطق مختلفة من مصر.

وقد أجبر ذلك المتخصصين في الغذاء على التوجه إلى الإذاعات المحلية كي يشرحوا للجمهور الفرق بين لحم الحمير ولحوم الماشية.

هشام الدقوي، رئيس قسم المواد الغذائية في الغرفة التجارية بالجيزة، قال “إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السوق الدولية قد وضع ضغوطًا غير مسبوقة على احتياطيات العملات الأجنبية في البلاد، كما أنه وسع الفجوة الغذائية في البلاد لأول مرة منذ سنوات”.

مقالات ذات صلة