بورد جيم أو لعبة لوحية تحت عنوان “تعال وابني بيتك في غزة!”، حيث يظهر على اللوح مخطط لغزة وهي مقسمة إلى أحياء مختلفة بأسماء عبرية مع تفسير للمعنى الكامن وراء كل منها!
تم ترويج اللعبة في مؤتمر إسرائيلي أقيم مؤخراً في القدس حول الاستيطان في غزة تحت عنوان “العودة إلى غزة”، شارك فيه ما لا يقل عن 12 وزيراً إسرائيلياً بالإضافة إلى عدد من السياسيين والنشطاء اليمنيين، ودعوا فيه إلى بناء المستوطنات الإسرائيلية في غزة بعد انتهاء الحرب.
في اللعبة المذكورة، يقوم كل لاعب بوضع كتل خشبية على شكل منزل مع كتابة اسمه على الملصقات وفي الحي التي يرغب في الاستقرار فيه، من بين الأسماء العبرية “حي أبطال غزة” الذي تقول إنه سيتم إنشاؤه فوق حي الشجاعية.
جاء في وصف الاسم في الملصق: “هو حي الشجعان، وهذا الاسم يأتي من المسلمين الذين قاتلوا الصليبيين في منطقة غزة، ويمكن أن يُنسب أيضًا إلى مقاتلي الجيش الإسرائيلي الذين قاتلوا في المدينة”.
هناك حي آخر باسم “حي جافيش”، وهو حي الناصر حاليًا، حيث ورد في ملصق اللعبة أنه سمي على اسم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي قاتل إسرائيل في حرب عام 1967، وفي الوصف: “سيتغير اسمها تكريماً للقائد الأعلى للقيادة الجنوبية في حرب الأيام الستة، يشعياهو غافيش”.
“تلك الصورة ستشكل جزءًا من الدليل الدامغ على عدم الامتثال للأمر الأخير الذي أصدرته محكمة العدل الدولية” – إيتاي إبشتين- المستشار الخاص للمجلس النرويجي للاجئين في إسرائيل
احتلت إسرائيل قطاع غزة منذ عام 1967، وقامت ببناء العديد من المستوطنات في الأراضي التي استقر فيها الإسرائيليون، حتى جاء عام 2005، حين أمر رئيس الوزراء آنذاك، أرييل شارون، بتدمير وإخلاء مستوطنات غزة، وهي خطوة عارضها العديد من الإسرائيليين وما زالوا يعتبرونها خطأ يجب تصحيحه.
“السيطرة على المنطقة”
جاء المؤتمر الإسرائيلي بعد أيام فقط من صدور حكم محكمة العدل الدولية حول قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، حيث أصدرت المحكمة 6 أوامر تتعلق بحصار وقصف غزة لإسرائيل، أهمها أن على إسرائيل “اتخاذ التدابير لمنع ومعاقبة التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة”.
وقد استشهدت المحكمة بسلسلة من التصريحات التي أدلى بها القادة الإسرائيليون كدليل على التحريض واللغة اللاإنسانية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك التعليقات التي أدلى بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
أما خلال المؤتمر، فقد دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير إلى “دفع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة طوعاً”، حيث نُقل على لسانه: “تشجيع تطوعي، دعوهم يذهبوا من هنا، يجب أن نعود إلى غوش قطيف وشمال السامرة، يجب علينا العودة إلى الوطن والسيطرة على المنطقة وتشجيع الهجرة وإقرار عقوبة الإعدام بحق الإرهابيين”.
يذكر أن غوش قطيف كانت عبارة عن كتلة مكونة من 17 مستوطنة إسرائيلية في جنوب قطاع غزة، وفي المؤتمر قام بن غفير إلى جانب وزراء آخرين بالتوقيع على عريضة بعنوان “الانتصار وتجديد الاستيطان في غزة” والتي تنص على أن تعهد الموقعين “بتنمية المستوطنات اليهودية في غزة”.
من جانب آخر، فقد أدت بعض التصريحات التي تم الإدلاء بها في المؤتمر إلى ردود فعل عنيفة خاصة وأنها تنتهك أوامر محكمة العدل الدولية، لا سيما بعد انتشار مقطع فيديو يظهر فيه بن غفير وهو يرقص مع سموتريتش وآخرين في المؤتمر.
قام المستشار الخاص للمجلس النرويجي للاجئين المقيم في إسرائيل، إيتاي إبشتين، بالتعليق على المقطع بقوله: “تلك الصورة ستشكل جزءًا من الدليل الدامغ على عدم الامتثال للأمر الأخير الذي أصدرته محكمة العدل الدولية”.