لقاء سري في شرم الشيخ: كوشنر وموفد ترامب اجتمعا مباشرة بقيادة حماس لإنجاز اتفاق غزة

كشفت مصادر خاصة لموقع ميدل إيست آي أن المبعوثين الأمريكيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر عقدا اجتماعًا مباشرًا مع قيادات من حركة حماس، بينهم عضو المكتب السياسي خليل الحية.

وقالت المصادر أن اللقاء عقد يوم الأربعاء الماضي التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول في مدينة شرم الشيخ المصرية، في لقاء حاسم ساهم في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ولفتت المصادر إلى أن اللقاء الذي جرى قبل يوم واحد فقط من توقيع اتفاق إنهاء الحرب في غزة بين دولة الاحتلال وحركة حماس بوساطة مصرية، جاء بعد مخاوف أبدتها قيادة الحركة من احتمال استئناف العدوان فور الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الباقين على قيد الحياة وعددهم عشرون.

وأوضحت أن كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والموفد الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، توجها سرًا إلى مصر لعقد لقاء مباشر غير مسبوق مع قيادات حماس، بهدف طمأنتهم بأن الاتفاق سيُنهي الحرب بصورة نهائية.

لقاء غير مسبوق لتثبيت الهدنة

وبحسب موقع أكسيوس الذي كان أول من كشف تفاصيل الاجتماع، أبلغ ويتكوف الوسطاء القطريين والمصريين والأتراك أن ترامب قدّم التزامًا شخصيًا بهذا الاتفاق فور وصوله إلى شرم الشيخ.

وفي نفس الليلة، قرابة الساعة الحادية عشرة مساءً، زار وفد قطري الفيلا الخاصة بـ ويتكوف داخل منتجع الفورسيزونز، وأبلغه أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وسأل إن كان من الممكن عقد لقاء مباشر مع قيادة حماس لكسر الجمود.

وبعد وقت قصير، توجه ويتكوف وكوشنر إلى فيلا مجاورة حيث التقى الاثنان رؤساء أجهزة المخابرات في تركيا ومصر، ومسؤولين قطريين رفيعي المستوى، وأربعة من قيادات حماس، برئاسة خليل الحية، الذي نجا قبل ثلاثة أسابيع من محاولة اغتيال نفذها جيش الاحتلال في الدوحة.

“حان وقت إنهاء الحرب”

واستمر اللقاء نحو أربعين دقيقة، أخبر خلاله ويتكوف وفد حماس بأن الأسرى الإسرائيليين في غزة أصبحوا الآن “عبئًا أكثر من كونهم ورقة قوة”، داعيًا إلى المضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق و”إعادة الناس إلى بيوتهم على جانبي الحدود”، وفقًا لما نقله موقع أكسيوس.

وعندما سأل الحية إن كان الرئيس ترامب قد وجّه رسالة خاصة إلى وفد حماس، أجاب ويتكوف: “رسالة الرئيس ترامب هي أنكم ستُعاملون بإنصاف، وأنه متمسك بكامل النقاط العشرين في خطة السلام التي طرحها، وسيتأكد من تنفيذها جميعًا”.

وبعد نهاية الاجتماع، اجتمع وفد حماس على انفراد مع الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك، وبعد دقائق عاد رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد مع نظرائه من تركيا وقطر ليبلغ ويتكوف وكوشنر بالخبر المنتظر: “توصلنا إلى اتفاق”.

قناة اتصال سرّية بين واشنطن وحماس

ويُعد هذا اللقاء ثاني تواصل مباشر رفيع المستوى بين إدارة ترامب وحركة حماس، بعد اجتماع مماثل في مارس/آذار الماضي جمع المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر بقيادات من الحركة، سعياً للإفراج عن الرهينة الأمريكية عيدان ألكسندر.

تأتي هذه الخطوات في إطار ما وصفه مراقبون بمحاولة ترامب تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعد عامين من حرب إبادة شنّها جيش الاحتلال أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير شبه كامل للبنية التحتية في القطاع.

مقالات ذات صلة