للمرة الأولى.. حزب العمال البريطاني يدعو إلى وقف مبيعات الأسلحة للاحتلال

دعا حزب العمال البريطاني حكومة المملكة المتحدة إلى تعليق مبيعات الأسلحة لدولة الاحتلال في ظل الاستعدادات لشن هجوم جديد على رفح التي يقيم فيها ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني.

ونزح أكثر من 300.000 فلسطيني من رفح إلى مناطق أخرى منذ يوم الإثنين الماضي في أعقاب تحذيرات الاحتلال لسكان المدينة المتاخمة للحدود المصرية بالمغادرة، بعد أن سيطرت قوات الاحتلال على معبر رفح المؤدي إلى مصر.

وتعد دعوة وزير خارجية الظل ديفيد لامي تكراراً لتهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف صادرات السلاح إذا واصل الاحتلال هجومه الذي من المرجح أن يعرض حياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين للخطر.

وكانت دولة الاحتلال قد دمرت معظم مناطق شمال ووسط غزة، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 35 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وجعل القطاع غير صالح للسكن.

ومن شأن أي هجوم واسع النطاق على رفح أن يجرد غزة من البنية التحتية للسكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.

وفي تقرير نشرته صحيفة الديلي تلغراف، قال لامي: “كان الرئيس بايدن على حق عندما أخبر نتنياهو أن الولايات المتحدة لن تقوم بتزويده بالأسلحة التي يمكن استخدامها في الهجوم على رفح رغم تحذيرات المجتمع الدولي”.

وأضاف: “يجب على حكومة المملكة المتحدة أن تعمل مع الولايات المتحدة الآن لمحاولة منع الهجوم على رفح من خلال توضيح أنها ستعمد إلى تقييم صادراتها”.

وأردف بالقول: “وإذا استمر هجوم رفح، فإن على المملكة المتحدة أن توضح أنها ستنضم إلى حلفائها الأمريكيين في تعليق تصدير الأسلحة أو المكونات التي يمكن استخدامها في هذا الهجوم”.

وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون قد قال في وقت سابق أنه “ليس من الحكمة” أن تعلق المملكة المتحدة مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

وفي حديثه لبي بي سي، أوضح كاميرون أنه لا يتفق مع التصريحات التي أدلى بها بايدن والتي اقترحت فرض بعض القيود على صادرات الأسلحة إذا هاجمت إسرائيل رفح.

وتابع كاميرون: “في المرة الأخيرة التي تم فيها حثي على القيام بذلك لم أفعل، وبعد أيام قليلة فقط وقع هجوم وحشي من قبل إيران على إسرائيل”، في إشارة إلى هجوم مباشر شنته إيران على إسرائيل الشهر الماضي ولم يخلف أي ضحايا.

وأردف: “مجرد الإعلان اليوم ببساطة عن أننا سنغير نهجنا بشأن صادرات الأسلحة، فإن ذلك سيجعل حماس أقوى وسيجعل صفقة الرهائن أقل احتمالا”.

ووفقاً لوزير الخارجية البريطاني، فإن المملكة المتحدة تعمل بشكل مستمر على تقييم مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

ويبدو أن نتنياهو، الذي يتعرض لضغوط في الداخل بسبب فشله في هزيمة حماس بعد سبعة أشهر من الحرب أو إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم الحركة، مصر على مهاجمة رفح.

وقال رئيس حكومة الاحتلال رداً على التهديد الأمريكي بحجب الأسلحة “إذا كان لا بد من القتال فسنقاتل بأظافرنا، لكن لدينا ما هو أكثر بكثير من أظافرنا، وبهذه القوة الروحية، وبعون الله، سننتصر معا”. 

وقلل جيش الاحتلال من أهمية التهديد الأمريكي قائلاً أن لديه بالفعل ما يكفي من الذخائر للهجوم على رفح.

ولعبت واشنطن دور الداعم الرئيسي للاحتلال طوال الحرب، حيث قامت بتسريع عمليات نقل الذخيرة والأسلحة، كما وفرت لها غطاءً دبلوماسياً وستعمل على تزويدها بأكثر من 26 مليار دولار من المساعدات خلال الأشهر المقبلة.

جدير بالذكر أن رفح تعد الملاذ الأخير لسكان القطاع المحاصر الذين نزحوا إليها من شمال ووسط غزة.

مقالات ذات صلة