بتاريخ 11 سبتمبر 2021، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تضمنت خططًا لتحديث السجون.
وبعد إعلان السيسي بوقت قصير تم افتتاح مجمعين كبيرين للسجون، هما بدر ووادي النطرون، وبعد عام واحد بدأت السلطات المصرية بنقل المعتقلين السياسيين إلى المجمعات الجديدة.
يشار إلى أن السيسي قد بنى منذ أن أصبح رئيسًا في عام 2014 ما لا يقل عن 28 سجنًا جديدًا، أي ما يعادل أكثر من ثلث العدد الإجمالي للسجون في مصر، والذي يقدر الآن بـ 81 معتقلا.
روّج السيسي لمنشآت السجون الجديدة كنموذج في الامتثال لحقوق الإنسان، لكن مؤسسات حقوق الإنسان انتقدتها لعدم التزامها بالمعايير الدولية
وقد تم افتتاح مجمع سجن بدر و الواقع على بعد 70 كيلومترًا شمال شرق القاهرة، في ديسمبر 2021، وسمي رسميًا باسم مركز بدر للإصلاح والتأهيل، ويضم ثلاثة فروع، بما في ذلك سجن بدر 3، حيث تم احتجاز العديد من المعتقلين السياسيين البارزين بعد نقلهم من مجمع سجن طرة سيئ السمعة في منتصف العام 2022.
وقد نددت العديد من المنظمات الحقوقية المصرية والدولية بالمعايير السيئة لحقوق الإنسان في فرع بدر 3، والتي تقول أنها أدت إلى وفاة العديد من المعتقلين وأدت إلى إضرابات جماعية عن الطعام، فيما قالت منظمة العفو الدولية إن ظروف الاعتقال فيها “مماثلة لـ أو حتى أسوأ” من طرة.
وفي هذا السياق، قالت “لجنة العدالة”، وهي منظمة حقوقية مقرها جنيف، إنها وثقت ما لا يقل عن خمس حالات بين المعتقلين بسبب الإهمال الطبي في بدر 3.
وهي منظمة حقوقية مقرها جنيف، إنها وثقت وفاة خمسة سجناء على الأقل بسبب الإهمال الطبي في بدر 3.
وفي شهر فبراير/شباط، سلطت رسالة مسربة من المحتجزين الضوء على الظروف المروعة داخل السجن، بما في ذلك حظر الزيارات العائلية وعدم كفاية الرعاية الصحية.
وجاء في الرسالة أن أحد المعتقلين، حسام أبو شروق، انتحر في زنزانته مطلع فبراير/ شباط، بينما حاول آخر، وهو محمد ترك أبو يارا، الانتحار بعد أن رفض مسؤولو السجن السماح له بالاتصال بأسرته التي تعيش في المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا، كما حاول أسير ثالث، عوض نعمان، الانتحار قبل أن يتم نقله إلى مستشفى السجن بعد أن عرض نفسه للأذى.
وجاء في الرسالة أيضا أن مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع (79 عاما)، أكبر جماعة معارضة في مصر، بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة والإهمال الطبي.
“نحن نموت”
وفي رسالة أخرى تم تسريبها بخط اليد حصلت عليها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في يناير الماضي، قال المعتقلون ““نحن نموت”، مشيرين إلى الظروف المعيشية السيئة، ونقص الرعاية الصحية، وعدم كفاية الطعام، وغياب الملابس الشتوية، وانتشار الأمراض بين المعتقلين.
في غضون ذلك، وثقت منظمة العفو الدولية، في تقرير صدر في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، احتجاز المعتقلين في بدر 3 “في ظروف قاسية وغير إنسانية”.
وقالت منظمة العفو إن “المعتقلين يرتجفون في الزنازين الباردة مع إضاءة الفلوريسنت على مدار الساعة، كما يتم تسليط كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة عليها في جميع الأوقات، ويحظر الحصول على الضروريات الأساسية مثل ما يكفي من الغذاء والملبس والكتب، ويحرمون من أي اتصال بعائلاتهم أو محاميهم، وتعقد جلسات تجديد الاحتجاز عبر الإنترنت”.
وأضافت المنظمة بالقول “إنهم محرومون من أي اتصال مع عائلاتهم أو محاميهم، كما أن جلسات تجديد الاعتقال تعقد على الإنترنت”.
وبدوره، قال سليمان بنغازي، مسؤول الحملات في مصر في منظمة العفو الدولية: “نحن على دراية بالشهادات المؤلمة التي ظهرت مؤخرًا حول سجن بدر 3، ونحقق فيها “.
وأضاف: “تحاول السلطات المصرية تحسين صورتها في مجال حقوق الإنسان”، في إشارة إلى افتتاح مرافق جديدة مثل بدر 3، لكن للأسف، هناك انتهاكات مماثلة أو حتى أسوأ هناك كما هو الحال في مجمع سجن طرة سيئ السمعة، و بدلاً من فتح سجون جديدة يقبع فيها منتقدو الدولة والمعارضون السياسيون في ظروف اعتقال بغيضة، على السلطات المصرية الإفراج عن آلاف المعتقلين تعسفياً، وخاصة أولئك المعتقلون بسبب التعبير السلمي عن آرائهم “.