اعتبر السياسي البارز في المعارضة الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان هزيمة إيران شرطاً مسبقاً كي تتمكن دولة الاحتلال من إعلان النصر على حزب الله وحماس.
وحركت تصريحات ليبرمان الهواجس تجاه احتمالية توجيه ضربة ضد البرنامج النووي الإيراني.
استخدم ليبرمان في منشور على منصة X يوم الأربعاء لغة غير مباشرة للإيحاء بأن العدو الاستراتيجي الرئيسي للاحتلال في معركته مع حماس وحزب الله هو طهران، مبيناً أنه يتعين على الدولة العبرية تدمير البرنامج النووي الإيراني من أجل إعلان النصر على المنظمتين.
وكتب ليبرمان: “من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني، الذي هو بالفعل في مراحل التسليح، يجب أن نستخدم كافة الوسائل المتاحة لدينا”.
وأضاف: “يجب أن يكون من الواضح أنه في هذه المرحلة ليس من الممكن منع الأسلحة النووية من إيران بالوسائل التقليدية”.
ولم يذكر ليبرمان صراحة ما يمكن أن تستخدمه دولته لتدمير البرنامج النووي الإيراني، لكن المسؤولين الإسرائيليين حذروا سابقاً من أنهم سيستخدمون خياراً عسكرياً ضد الجمهورية الإسلامية، إذا شعرت تل أبيب بالتهديد من القدرات النووية الإيرانية.
ولم تعترف دولة الاحتلال رسمياً قط بامتلاكها أسلحة نووية، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك على الأقل كمية محدودة من الصواريخ النووية، وفقاً لوثائق مسربة.
وليبرمان نائب معارض، لكن تصريحاته تؤكد على خطر تحول حرب الاحتلال على غزة إلى صراع إقليمي واسع النطاق.
وكان موقع ميدل إيست آي قد كشف النقاب يوم الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن فكر في تزويد مقاتلي الحوثيين المتمردين بصواريخ كروز مضادة للسفن، لكن المملكة العربية السعودية أقنعته بعدم القيام بهذه الخطوة.
وتصاعدت حدة خطاب الحرب في دولة الاحتلال عام 2021 عندما كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منخرطةً في محادثات مع طهران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من جانب واحد.
واكتسب ليبرمان سمعة من كونه وزير دفاع متشدد في إحدى حكومات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السابقة، حيث وجه رسالة إلى نتنياهو في عام 2016 يدعوه فيها إلى شن هجوم استباقي على قطاع غزة.
وصعد ليبرمان، الذي يرأس حزب (إسرائيل بيتنا) المعارض من خطابه ضد إيران في الأسابيع الأخيرة، حيث قال في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال في حزيران/يونيو أن إيران “تخطط لمحرقة لنا في العامين المقبلين”.
وتصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة، لكنها سرّعت برنامجها للتخصيب بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المسمى رسمياً خطة العمل الشاملة المشتركة.
وفيما ينصب الكثير من التركيز في الشرق الأوسط على حرب الاحتلال على غزة، يقول الخبراء إن إيران تملك الآن القدرة على إنتاج مواد الوقود لثلاث قنابل نووية في حوالي ستة أسابيع.
ومع تصاعد التوترات في المنطقة، وإعلان الاحتلال الموافقة على خطط لشن هجوم على حزب الله، بدأ المسؤولون الإيرانيون يتحدثون بصراحة أكبر عن برنامجهم النووي.
ففي مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز في الثاني من تموز/يوليو، قال كمال خرازي، مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، أن إيران لا تصنع أسلحة نووية، ولكن إذا واجهت تهديداً وجودياً “فسوف يتعين علينا تغيير عقيدتنا”.
وناقشت دولة الاحتلال والولايات المتحدة في السابق التدريبات العسكرية التي من شأنها أن تعد لأسوأ سيناريو محتمل لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، في حال فشل الخيارات الدبلوماسية.
ودعا بعض المسؤولين الأميركيين السابقين الولايات المتحدة إلى تزويد جيش الاحتلال بقنبلة خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل لضرب المنشآت النووية الإيرانية.