أفادت مصادر إعلامية بأن آلاف الأشخاص، غالبيتهم من المصريين، أُجبروا على مغادرة ليبيا سيرًا على الأقدام بعد اعتقالهم وترحيلهم.
وتمت عمليات الترحيل بشكل أساسي خلال الأيام القليلة الأولى من شهر حزيران/ يونيو في أعقاب مداهمات جماعية على مستودعات المهربين في البلدات الحدودية في شرق ليبيا.
🛑 مشهد مرعب عن ترحيل السلطات الليبية لعدد كبير من الشباب المصري عبر معبر امساعد بين ليبيا ومصر pic.twitter.com/w4TYzWfKMz
— omar elfatairy (@OElfatairy) June 2, 2023
واستمرت عمليات الترحيل حتى مساء الخميس، بحسب ما قالته منظمة “إنقاذ المهاجرين” (Migrant Rescue).
وقال روب جوانز من المنظمة: “لقد تم تحميل المهاجرين في عدة شاحنات، حيث نُقل بعضهم إلى بنغازي والبعض الآخر إلى مصر”.
ورحّلت السلطات الليبية 2000 شخص فقط من بين 4000 ممن كانوا يقيمون في ليبيا بشكل غير قانوني، حيث اعُتقلوا على الحدود ثم أجبروا على السير مسافة كيلومترين داخل مصر، بحسب مصدر أمني مصري.
وبحسب مصدر أمني ليبي، فإن عدد المرحلين قُدّر بـ 4000، بينما أفادت مجموعات تضامنية مع المهاجرين أن ما يقدر بنحو 6000 شخص كانوا محتجزين في ظروف وصفوها بأنها “مأساوية” داخل حظيرة جمركية عند معبر مساعد الحدودي إلى مصر.
وأفاد المصدر الأمني الليبي بأن المداهمات تمت إثر تبادل إطلاق النار بين المهربين وقوات الأمن.
ويبدو أن مقاطع الفيديو المنشورة على موقع تويتر تكشف حجم الحملات القمعية في مدن طبرق وإمسعيد ومساعد في شرق البلاد.
وتظهر هذه الصور حشودًا من المهاجرين يتم القبض عليهم في مراكز الاحتجاز، ويتم اقتيادهم في شاحنات ليكملوا طريقهم سيراً على الأقدام بالقرب من الحدود الليبية المصرية.
“الظروف التي يتم فيها اعتقال هؤلاء الأشخاص تبدو عنيفة وغير إنسانية بشكل لا يصدق” – حنان صلاح ، هيومن رايتس ووتش
انتقدت هيومن رايتس ووتش عمليات الترحيل وسلوك القوات الليبية أثناء العمليات.
وقالت حنان صلاح، المديرة المساعدة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “إن الظروف التي يتم فيها اعتقال هؤلاء الأشخاص تبدو عنيفة وغير إنسانية بشكل لا يصدق، كما أن الطريقة التي يتم بها تكديس الناس في مكان واحد وسط شتمهم والصراخ عليهم وإجبارهم على المشي والركض لفترات طويلة هو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وأضافت: “يبدو أنهم لا يحصلون على الضروريات الأساسية التي يحتاجون إليها. على سلطات الأمر الواقع أو أولئك الذين قاموا بذلك أن يشرحوا موقفهم “.
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2021، يضطر غالبية المصريين في ليبيا إلى الاعتماد على المهربين لعبور الحدود.
وقال حسين باعومي، الباحث في منظمة العفو الدولية الذي أجرى مقابلات مع مهاجرين مصريين في ليبيا، إن هذا كان يُعرِّض المهاجرين في السابق لخطر أكبر بالاعتقال التعسفي من قبل جماعات الإتجار بالبشر، حيث يرتبط بعضهم بميليشيات يقودها القائد الشرقي خليفة حفتر.
“لقد أخبروني عن التعرُّض للتعذيب، والاحتجاز في ظروف يمكن اعتبارها اختفاءً قسريًا وابتزازًا. لقد كانت هذه تجربة شائعة تمامًا”. – باعومي من منظمة العفو الدولية
كما تحدث باعومي أيضًا إلى أشخاص، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم 10 أعوام، أفادوا بترحيلهم إلى مصر من قبل القوات المتمركزة في شرق ليبيا.
وتأتي عمليات الترحيل الأخيرة أيضًا في أعقاب حملات القمع التي شنتها قوات الأمن في مدن غرب ليبيا في أعقاب أعمال العنف بين المهاجرين النيجيريين والسودانيين في مدينة زوارة الليبية.
وتتواصل حملات اعتقال المهاجرين بشكل روتيني منذ نيسان/ إبريل، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وأعلنت الأمم المتحدة إن المهاجرين في ليبيا “يتعرضون بشكل روتيني لخطر الطرد التعسفي أو الجماعي”، مشيرة إلى تصاعد في عمليات الترحيل، مع طرد ما لا يقل عن 7500 مهاجر من الحدود البرية الخارجية لليبيا خلال عامي 2019 و 2022.
وتأتي عمليات الطرد الجماعي وسط زيادة في انتقال المصريين إلى ليبيا المجاورة، حيث هناك ما يقدر بــ144543 مهاجرًا مصريًا في ليبيا، وهو ما يمثل 21% من إجمالي السكان المهاجرين، وهي ثاني أكبر نسبة بعد النيجيريين، وفقًا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة لعام 2022.
وأوضح باعومي أنه وعلى الرغم من انتشار خطر الاعتقال التعسفي والابتزاز، يعتزم العديد من المصريين البقاء في ليبيا، بدلاً من محاولة عبور البحر إلى أوروبا.
وأوضح باعومي أن بعض المصريين الذين لا زالوا يعيشون في ليبيا منذ ما يزيد عن الـ 10 أعوام يعتبرون الحياة الحالية في ليبيا أفضل بكثير مما كانت عليه في مصر رغم المخاطر والظروف والتهديدات.