مؤسس شركة “بن آند جيري” يطلق “آيس كريم فلسطين” دعماً لغزة

قال بين كوهين، الشريك المؤسس لشركة البوظة الأميركية الشهيرة “بن آند جيري”، إن الشركة الأم “يونيليفر/ماجنوم” منعته من إطلاق نكهة جديدة تحمل رسالة سلام لفلسطين، مشيرًا إلى أنه قرر المضي في إنتاجها بنفسه تضامنًا مع الشعب الفلسطيني.

وفي مقطع فيديو نشره عبر حسابه على إنستغرام يوم الثلاثاء، أعلن كوهين (74 عامًا) أنه بصدد صناعة بوظة بنكهة البطيخ كرمزٍ للسلام والعدالة في فلسطين، بعد أن رفضت الشركة الأم اعتماد الفكرة.

وقال كوهين في الفيديو: “منذ فترة، حاولت (بن آند جيري) إنتاج نكهة بوظة تدعو للسلام في فلسطين – للدفاع عن العدالة والكرامة للجميع… لكنهم لم يُسمح لهم بذلك. لقد أوقفتهم يونيليفر/ماجنوم، تمامًا كما فعلت عندما حاولت الشركة التوقف عن بيع منتجاتها في الأراضي المحتلة”.

وأضاف أثناء مزجه للبطيخ في وعاء: “أنا الآن أصنع بوظة بنكهة البطيخ، تنادي بسلام دائم في فلسطين، وبإصلاح كل ما تم تدميره هناك… أفعل هذا لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال، حتى لا يغضّ العالم الطرف عنهم”.

وطلب كوهين من متابعيه اقتراح مكونات إضافية وتصميمات لعبوة البوظة الجديدة، مؤكدًا أن “الثورات إبداعية”، وأنه يريد أن يرى “شيئًا من هذا الإبداع”.

وتحدث كوهين في الفيديو عن معاناة الفلسطينيين قائلاً: “إن حجم المعاناة التي عاشها الشعب الفلسطيني خلال العامين الماضيين لا يمكن تصوره. صحيح أن وقف إطلاق النار جلب بعض الارتياح، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل لإعادة الإعمار. الفلسطينيون ما زالوا يعيشون تحت الاحتلال ويعانون من آثار سنوات طويلة من الألم، وخاصة الأطفال. إنهم يستحقون الكرامة والأمان والحقوق نفسها التي يستحقها كل إنسان”.

رد “ماجنوم”

وفي تصريح لموقع ميدل إيست آي، قال متحدث باسم شركة ماجنوم آيس كريم إن مجلس إدارة “بن آند جيري” المستقل قدم اقتراحًا بإنتاج نكهة تدعم فلسطين خلال الصيف الماضي، لكن القرار التنفيذي لم يوافق عليه.

وجاء في البيان: “أعضاء مجلس إدارة (بن آند جيري) المستقلون لا يتحكمون في الاستراتيجية التجارية للشركة أو تنفيذها، وقد قررت الإدارة أن الوقت غير مناسب لتطوير هذا المنتج”.

نزاع طويل مع يونيليفر

كان كوهين وزميله جيري غرينفيلد قد أسّسا “بن آند جيري” عام 1978، وباعاها لشركة يونيليفر البريطانية عام 2000، بشرط الاحتفاظ بالاستقلالية الكاملة فيما يتعلق بالقيم الاجتماعية ورسالة الشركة.

لكن المؤسسين أكدا لاحقًا أن يونيليفر قيدت استقلالهما، ما دفع غرينفيلد إلى الاستقالة في سبتمبر الماضي.
وفي رسالة إلى الشركة، قال إن “بن آند جيري فقدت استقلالها في متابعة قيمها”، مشيرًا إلى أن العلامة التجارية كانت دائمًا مناصرة لقضايا العدالة العرقية والمناخ وحقوق مجتمع الميم والديمقراطية.

وفي عام 2021، أعلنت الشركة توقفها عن بيع منتجاتها في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما أثار أول نزاع قانوني مع “يونيليفر”.

لاحقًا، رفعت “بن آند جيري” دعوى قضائية ضد شركتها الأم، متهمةً إياها بإسكات مواقفها المناصرة لفلسطين ومنعها من التعبير عن دعمها لوقف إطلاق النار في غزة ومساندة اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت الشركة إن “يونيليفر” منعتها أربع مرات من إصدار بيانات تطالب بوقف الحرب على غزة، وبتعليق المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وبالتضامن مع الطلاب المحتجين في الجامعات، وبضمان ممرات آمنة للاجئين الفلسطينيين.

ووفق الدعوى، قال رئيس قسم المثلجات في “يونيليفر” إنه يخشى أن تؤدي مواقف الشركة من حرب غزة إلى “تصاعد الاتهامات بمعاداة السامية”.

احتجاج واعتقال

في مايو الماضي، تم اعتقال بين كوهين أثناء احتجاجه في مبنى الكونغرس الأميركي ضد المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.

وفي سبتمبر، أصبحت “بن آند جيري” جزءًا من شركة “ماجنوم” المستقلة، ضمن خطة “يونيليفر” لفصل قطاع المثلجات عن الشركة الأم وطرحه كشركة عامة تضم علامات مثل بن آند جيري، وولز، وكورنيتو.

لكن كوهين أطلق حملة بعنوان “أطلقوا سراح بن آند جيري” مطالبًا بفكّ ارتباطها الكامل بيونيليفر، بعد تأجيل عملية الانفصال التي كانت مقررة في نوفمبر بسبب إغلاق الحكومة الأميركية وتعطّل إدراج الشركة في بورصة نيويورك.

مقالات ذات صلة