بقلم راغب صويلو
هاجم وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، السفير الأمريكي لدى أنقرة بعد تحذيرات أطلقتها واشنطن وثماني دول أوروبية من السفر الى تركيا تحسباً لوقوع هجمات إرهابية محتملة في البلاد.
وخاطب صويلو السفير الأمريكي يوم الجمعة مطالباً إياه برفع “يديه القذرة عن تركيا”.
وانتقد صويلو، الذي يُعد من أشد المنتقدين للولايات المتحدة التي يتهمها بالضلوع في محاولة الانقلاب العسكري عام 2016، عقب تحذيرات واشنطن لمواطنيها الأسبوع الماضي من السفر إلى تركيا.
و قامت الولايات المتحدة وثماني دول أوروبية إما بإغلاق السفارات والقنصليات في تركيا مؤقتًا أو إصدار تحذيرات من السفر الى تركيا التي شهدت احتجاجات على حوادث حرق القرآن في أوروبا.
وظلت القنصلية الأمريكية في اسطنبول، التي تقع بعيدًا عن وسط المدينة وأقل عرضة للهجمات، تواصل تقديم خدماتها للمراجعين.
ويقول المسؤولون الأتراك إن عمليات الإغلاق والتحذيرات هي محاولة لإظهار تركيا كدولة غير مستقرة.
“سأكون واضحا للغاية، أنا أعرف جيدًا كيف ترغب في إثارة الفتنة في تركيا، خذ معك وجهك المريب واغرب عن تركيا” -سليمان صويلو وزير الداخلية التركي
“سأكون واضحا للغاية، أنا أعرف جيدًا كيف ترغب في إثارة الفتنة في تركيا، خذ معك وجهك المريب واغرب عن تركيا” -سليمان صويلو وزير الداخلية التركي
وخلال كلمة ألقاها في اجتماع وزاري في أنطاليا، قال صويلو “كل سفير أمريكي يصل إلى تركيا يسارع لمعرفة كيف يجعل الانقلاب ممكنًا هنا”، مشيرًا إلى السفير الأمريكي جيفري فليك، في خطاب أجري في فعالية وزارية في انطاليا يوم الجمعة الماضي.
وأضاف: “أخاطب السفير الأمريكي هنا. إنني أعرف الصحفيين الذين جعلتهم يكتبون المقالات، ارفعوا أيديكم القذرة عن تركيا، سأكون واضحًا للغاية، أنا أعرف جيدًا كيف ترغب في إثارة الفتنة في تركيا، خذ معك وجهك المريب واغرب من تركيا “.
وتابع صويلو اتهامه للسفارات الأمريكية في أوروبا بالعمل معًا للسيطرة على القارة، وأضاف أن الجهود الأمريكية في تركيا كانت عقيمة بفضل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
التوترات الدبلوماسية
وقد قوبلت إغلاقات البعثات الدبلوماسية الغربية في تركيا بالازدراء.
وردا على التحذيرات الأمنية الأولية التي صدرت الجمعة حول “هجمات انتقامية محتملة من قبل الإرهابيين ضد دور العبادة”، حذرت أنقرة مواطنيها من “احتمال وقوع هجمات عنصرية ومعادية للإسلام ومدفوعة بكراهية الأجانب” في الولايات المتحدة وأوروبا.
واستدعت تركيا في وقت لاحق السفراء التسعة، بمن فيهم فليك، لإجراء محادثات بشأن التحذيرات.
وأدان صويلو، الخميس، عمليات إغلاق السفارات والقنصليات باعتبارها محاولة للتدخل في الحملة الانتخابية الرئاسية والبرلمانية في تركيا، المقرر إجراؤها في 14 مايو.
وأشار هو ومسؤولون آخرون إلى أن الدول الغربية أصدرت التحذيرات الأمنية بهدف الضغط على تركيا للتخفيف من انتقادها لحوادث حرق القرآن الكريم ولمواقفها في نزاع الناتو.
وقال صويلو لتلفزيون NTV “إنهم يشنون حربا نفسية ضد تركيا، إنهم يحاولون زعزعة استقرار تركيا “.
وكانت وزارة الداخلية التركية قد أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع إن السلطات اعتقلت عددا من المشتبه بهم بعد تحذيرات أمنية تلقتها من دولة حليفة.
وقالت الوزارة إنه “لم يتم العثور على أسلحة أو ذخائر أو علامات تدل على نشاط إرهابي خلال عمليات التفتيش”، “ومع ذلك، يتم إجراء التحقيق بدقة في جميع الجوانب، بما في ذلك مراجعة المواد الرقمية.”
وقال صويلو إنه تم اعتقال 15 مشتبها بهم لكن خمسة منهم فقط هم من تم احتجازهم.
ويجمع صويلو بواشنطن عداء طويل الأمد، ففي عام 2018، عاقبت إدارة ترامب مؤقتًا صويلو ووزير العدل عبد الحميد غول بسبب اعتقال القس أندرو برونسون وهو مواطن أمريكي لدى أنقرة.
وفي العام التالي، فرضت الولايات المتحدة مرة أخرى عقوبات على صويلو ومسؤولين أتراك آخرين بسبب الهجوم التركي ضد الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا.
وقال صويلو مازحاً في ذلك الوقت: “لم يطرأ أي تغيير على إعلان الملكية الخاص بي منذ العقوبة الأخيرة”، “ليس لدي أي عقارات في الولايات المتحدة.”
لكن كافة العقوبات التي فرضت على صويلو كانت قصيرة الأجل ثم رُفعت لاحقًا.
ومنذ أن تولى صويلو منصبه في عام 2016، علق تدريجيًا تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وتركيا، وألقى باللوم على واشنطن في تفجير اسطنبول المميت في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.