دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف شحنات الأسلحة إلى دولة الاحتلال بسبب استخدامها في غزة، قبل أن يتراجع مكتبه عن هذا الموقف ويؤكد استمرار شحنات الأسلحة.
وفي حديثه إلى إذاعة فرنسا الدولية يوم السبت، قال ماكرون أن التوصل إلى “حل سياسي” للحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من عام على غزة هو “أولوية” وأن حظر الأسلحة يجب أن يكون جزءاً أساسياً من هذه الجهود.
ووفقاً لتقرير بثته محطة التلفزيون الفرنسية BFMTV، نقلاً عن القصر الرئاسي بعد المقابلة، فقد أوقفت باريس بالفعل شحنات الأسلحة إلى دولة الاحتلال، لكنها ستواصل توفير ما أسمته المعدات الدفاعية لها لا سيما متطلبات الدفاع الصاروخي.
وقال ماكرون، في إشارة إلى عدوان الاحتلال المتواصل على غزة، والذي أسفر عن استشهاد ما يقرب من 42000 فلسطيني، على الرغم من الدعوات المتكررة لوقف إطلاق النار، “أعتقد أننا لا نستمع لما يجري وهذا خطأ حتى فيما يتعلق بأمن إسرائيل”.
وفي وقت لاحق من ذلك المساء، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مسجل قائلاً: “عار عليهم”، في إشارة إلى ماكرون وغيره من الزعماء الذين يدعون إلى فرض حظر على الأسلحة على إسرائيل.
وقال نتنياهو: “يا لها من فضيحة، ستنتصر إسرائيل بدعمهم أو بدونه”.
وفي معرض حديثه عن عدوان الاحتلال على لبنان، قال ماكرون: “أولويتنا الآن هي تجنب التصعيد، ولا ينبغي التضحية بالشعب اللبناني، لا يمكن أن يصبح لبنان غزة أخرى”.
ومنذ شنت دولة الاحتلال هجومها الدموي على لبنان، كثفت فرنسا جهودها للتوسط في التوصل إلى حل، وقادت دعوة لوقف إطلاق النار الفوري لمدة 21 يوماً إلى جانب الولايات المتحدة والعديد من الدول العربية والأوروبية.
وفي سبتمبر/أيلول، اتهم ماكرون نتنياهو بـ “دفع المنطقة إلى الحرب” وذكره بـ “مسؤوليته عن منع التصعيد”.
وقال ماكرون لنتنياهو: “هناك مسار دبلوماسي، وهذه هي اللحظة لإظهار القيادة والمسؤولية، نشاطك في الشمال يدفع المنطقة إلى الحرب”.
ورد نتنياهو: “بدلاً من الضغط علينا، حان الوقت للضغط على حزب الله”.
وتأتي تصريحات ماكرون بعد أن أصبح جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، أول ممثل لدولة غربية يزور لبنان منذ شن الاحتلال عدوانه عليه.
ورغم تأكيدات ماكرون بأن فرنسا أوقفت مبيعات الأسلحة للاحتلال، فقد انتقدت جماعات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام الاستقصائية الافتقار إلى الشفافية المحيطة بهذه القضية.
ووفقاً لتقرير وزارة الدفاع المقدم إلى البرلمان والذي حصلت عليه مؤسسة ميديابارت الإعلامية الفرنسية، سلمت فرنسا معدات عسكرية بقيمة 30 مليون يورو (33 مليون دولار) لإسرائيل خلال عام 2023.
ونظراً لأن التقرير لا يحدد الأشهر التي تم فيها شحن الأسلحة، فقد أشار ميديابارت إلى أنه من المستحيل تحديد ما إذا كانت هذه التسليمات استمرت بعد بدء عدوان الاحتلال على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مشيراً إلى أن وزارة القوات المسلحة لم توضح الأمر.