ما السلاح الذي استخدمته أميركا في قصف منشآت إيران النووية؟

في تصعيد عسكري غير مسبوق، كانت القاذفة الشبحية الأميركية “بي-2 سبيريت” في صدارة مشهد الضربة الجوية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية فجر الأحد. هذه الطائرة، التي يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها رمز القوة الجوية المطلقة للولايات المتحدة، لعبت دورًا حاسمًا في ضرب مواقع بالغة التحصين داخل الأراضي الإيرانية، مثل فوردو ونطنز وأصفهان، مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات يصل وزنها إلى 13 طنًا، بحسب تقارير أميركية وإسرائيلية متقاطعة.

ما هي “بي-2 سبيريت”؟

“بي-2 سبيريت” هي قاذفة قنابل استراتيجية خفية عن الرادارات، من إنتاج شركة “نورثروب غرومان”، وتعد من أغلى الطائرات الحربية على الإطلاق بتكلفة تتجاوز 2 مليار دولار للطائرة الواحدة. تتميز بقدرتها على الطيران لمسافة تزيد عن 11 ألف كيلومتر دون التزود بالوقود، ما يمنحها قدرة تنفيذ ضربات جوية دقيقة في عمق أراضي العدو دون الحاجة إلى قواعد أمامية.

وقد صُممت هذه القاذفة خصيصًا لاختراق الدفاعات الجوية المعقدة، وتحمل في باطنها ترسانة من الأسلحة، بما في ذلك القنابل النووية والتقليدية والصواريخ بعيدة المدى.

دورها في الضربة الأخيرة على إيران

وفقًا لتقارير إعلامية أميركية، أقلعت قاذفات بي-2 من قواعد بعيدة داخل الأراضي الأميركية وعبرت المحيط الهادئ بسرية تامة، قبل أن تدخل الأجواء الإيرانية لتنفيذ ضرباتها. وقد استهدفت قنابلها الموجهة بدقة مداخل المنشآت النووية في فوردو، أحد أكثر المواقع تحصينًا في إيران. وتحدثت تقارير عن إسقاط قنابل خارقة قادرة على اختراق عشرات الأمتار تحت الأرض وتدمير الأنفاق والغرف الخرسانية التي تأوي أنظمة التخصيب.

وقد أشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن جميع الطائرات عادت إلى قواعدها بسلام، فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن موقع فوردو قد “أُخرج من الخدمة بالكامل”، واصفًا العملية بأنها “رسالة للسلام، لكن مع اليد العليا”.

ماذا يعني ظهور “بي-2” في سماء إيران؟

رسالة بي-2 تتجاوز مجرد التكتيك العسكري، فهي تمثل إعلانًا صريحًا عن الجاهزية الأميركية للردع الاستراتيجي على أعلى مستوى، حتى ضد خصوم محصنين يمتلكون منظومات دفاع متقدمة مثل إيران. استخدام هذه القاذفة في العملية الأخيرة يؤكد تصميم واشنطن على كبح جماح الطموحات النووية الإيرانية بالقوة إذا لزم الأمر، ويعطي لإسرائيل، الحليف الأقرب، غطاءً عسكريًا غير مسبوق في مواجهتها الإقليمية مع طهران.

نظرة إلى الأمام

الهجوم الجوي الذي شاركت فيه “بي-2 سبيريت” أعاد النقاش حول مستقبل المواجهة الأميركية-الإيرانية. وبينما تتحدث واشنطن عن لحظة سلام تاريخية محتملة، فإن رسائل النار من الجو كانت واضحة وصارخة: أي تجاوز للخطوط الحمراء سيُقابل برد خاطف وصامت ومدمّر… تمامًا كما تفعل الشبح بي-2.

مقالات ذات صلة