ذكرت وكالات أنباء متعددة أن الولايات المتحدة قدمت الدعم لجيش الاحتلال في تخليص أربعة أسرى كانوا محتجزين في قطاع غزة يوم السبت.
وأسفرت “العملية النهارية المعقدة” عن استشهاد أكثر من 200 فلسطيني في حي النصيرات الذي تم فيه تنفيذ العملية.
وذكر مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس أن خلية أمريكية متمركزة في دولة الاحتلال “دعمت” العملية العسكرية، ولاحقاً قالت صحيفة نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة قدمت “المعلومات الاستخبارية وغيرها من الدعم اللوجستي”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” نقلاً عن مصدر مطلع قوله أنه “لم تكن هناك قوات أمريكية على الأرض”، غير أن الخلية الأمريكية موجودة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، لدعم الاحتلال في جمع المعلومات.
لكن مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر الإنترنت يوم السبت أظهرت طائرة هليكوبتر تقلع من الشاطئ في غزة حيث يظهر الميناء العائم الأمريكي في خلفية المشهد.
وقال مسؤولان أمريكيان لشبكة سي بي إس نيوز أن الميناء لم يستخدم في العملية، وفي سلسلة من البيانات الصادرة في وقت لاحق من يوم السبت، قالت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) إن “مرفق الميناء، بما في ذلك معداته وأفراده وأصوله، لم يتم استخدامها في عملية تخليص الأسرى اليوم في غزة”.
وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية في منشور منفصل على موقع X أنه: “تم إنشاء الميناء المؤقت على ساحل غزة لغرض واحد فقط، وهو المساعدة في نقل المساعدات الإضافية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة”.
وفي وقت سابق من يوم السبت، أعلن جيش الاحتلال أنه استهدف “بنية تحتية للإرهاب في منطقة النصيرات” شمال بلدة دير البلح وسط القطاع المحاصر.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة الفلسطينية في غزة إن عدد الشهداء جراء الهجوم وصل إلى 236 على الأقل، بالإضافة إلى 400 جريح.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية وصول عدد كبير من الشهداء والجرحى الفلسطينيين إلى مستشفى شهداء الأقصى، مبينةً أن معظمهم من الأطفال والنساء.
وقال نضال عبده، أحد سكان المنطقة لميدل إيست آي: “لقد دمر الاحتلال مخيم النصيرات للاجئين، وتم قصف المدنيين الأبرياء والعزل في منازلهم، لم أر شيئًا كهذا من قبل، إنها كارثة”.
“لقد جئت من المخيم إلى المستشفى هنا سيراً على الأقدام، لا أستطيع أن أصف كيف نزحنا، رأيت أطفالاً شهداء وأشلاءً متناثرة في كل مكان دون أن يتمكن أحد من مساعدتهم، رأيت رجلاً مسناً قُتل على عربة يجرها حيوان، كانت النصيرات تُباد، لقد كانت جحيماً”. – نضال عبده، أحد سكان النصيرات
وأصدرت حركة حماس بياناً يوم السبت أدانت فيه التواطؤ الأمريكي في العملية.
وقالت حماس: إن المشاركة الأمريكية في العملية الإجرامية التي نفذت اليوم تثبت مرة أخرى الدور المتواطئ للإدارة الأمريكية، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، وزيف مواقفها المعلنة بشأن الوضع الإنساني وقلقها على حياة المدنيين”.
وقالت حماس أن الإعلان عن “الإفراج عن عدد من أسرى الاحتلال في غزة لن يغير الفشل الاستراتيجي” للاحتلال بعد ثمانية أشهر من “المجازر والإبادة الجماعية والحصار والمجاعة”.
وأضاف البيان أن “مقاومتنا الباسلة ما زالت تحتفظ بالعدد الأكبر من الأسرى في حوزتها، وهي قادرة على زيادة مخزونها من الأسرى”.
وفي وقت لاحق من يوم السبت، قال جيش الاحتلال إن الأسرى الأربعة هم نوعا أرغاماني (25 عاماً) و ألموغ مئير جان، (21 عاماً) وأندري كوزلوف، (27 عاماً) وشلومي زيف (40 عاماً) كانوا بصحة جيدة وتم نقلهم إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية لمزيد من التقييم.
وقالت شرطة الاحتلال أن القائد العسكري أرنون زامورا قتل في المهمة.
وكانت حماس قد أسرت الأربعة في 7 تشرين الأول/أكتوبر أثناء حضورهم مهرجان سوبر نوفا الموسيقي، وأظهرت الصور التي ظهرت يوم السبت أرغاماني وهي تعانق والدها بعد إطلاق سراحه.
ووصف منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في بيان “العملية البطولية التي حررت الأربعة” بأنها “انتصار معجز”.
ولكن المتحدث باسم كتائب القسام التابعة لحماس، أبو عبيدة، قال في تعليقه في وقت لاحق من يوم السبت، أن أسرى آخرين قتلوا خلال عملية الإنقاذ.
وأدى هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 1171 شخصاً ونقل مئات الأسرى إلى غزة، حيث يعتقد أن 116 من بين 251 من الأسرى ما زالوا محتجزين في هناك.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن جيش الاحتلال أنه تحقق من مقتل أربعة أسرى محتجزين لدى حماس، بناء على معلومات استخباراتية تم الحصول عليها حديثاً.
ويعتقد أن حاييم بيري (79 عاماً)، وعميرام كوبر (84 عاماً)، ويورام ميتسجر، (80 عاماً)، ونداف بوبلويل (51 عاماً)، كانوا معا في منطقة خان يونس وقتلوا معاً منذ عدة أشهر.
وفي كانون الأول/ديسمبر، نشرت حماس مقطع فيديو لبيري وكوبر وميتزجر على قيد الحياة، وفي آذار/مارس قالت إن الثلاثة قتلوا في غارات لجيش الاحتلال الذي يقول أن جثث الأربعة محتجزة لدى حماس.
هذا وحول عدوان الاحتلال على غزة، والذي دخل الآن شهره التاسع، معظم أنحاء القطاع، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني، إلى جحيم غير صالح للسكن.
وأدى العدوان إلى محو أحياء بأكملها وتدمير المنازل والمدارس والمستشفيات بنيران الدبابات وبالغارات الجوية.
وتفيد التقارير أن جميع السكان تقريباً قد نزحوا من منازلهم، وأن أولئك الذين بقوا في شمال غزة أصبحوا على حافة المجاعة.
واستشهد أكثر من 36 ألف فلسطيني، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وهناك آلاف آخرون في عداد المفقودين ويرجح أنهم استشهدوا تحت الأنقاض.