ما هي أبرز ردود الأفعال الدولية على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران؟

أدان العديد من قادة دول العالم عملية اغتيال القائد السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في غارة للاحتلال على العاصمة الإيرانية طهران، وحذروا من أنها قد تؤدي إلى تأجيج المزيد من العداء في المنطقة.

ولم تعلن دولة الاحتلال مسؤوليتها عن الاغتيال حتى الآن، لكن المكتب الصحفي للحكومة الإسرائيلية نشر صورة لهنية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقد طُبِعَت كلمة “مُصَوَّر” على جبهته.

وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في غزة، أن عملية الاغتيال “ستأخذ المعركة إلى أبعاد جديدة” وستكون لها “تداعيات كبرى”.

ومن المقرر أن تقام جنازة هنية في طهران يوم الأربعاء، ومن المتوقع دفنه في الدوحة عاصمة قطر في وقت لاحق.

ويلقي استشهاد هنية بظلال من الشك على مستقبل المفاوضات لإنهاء الحرب على غزة، حيث كان يُنظَر إلى هنية على نطاق واسع باعتباره الرابط الرئيسي بين الفرع السياسي لحماس، الذي يعمل في المقام الأول في المنفى، وذراعها العسكري في غزة.

وفيما يلي ردود أفعال بعض الدول على اغتيال هنية:

فلسطين

وصف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، المنافس السياسي الرئيسي لهنية، عملية الاغتيال بأنها “جبانة” و”تصعيد خطير”، ودعا إلى يوم حداد.

وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية إضراباً عاماً رداً على عملية الاغتيال، حيث خلت الشوارع في جميع أنحاء الضفة الغربية من المارة وأغلقت المحال أبوابها تضامناً مع هنية.

وفي بيان له، قال ائتلاف الفصائل الفلسطينية أن عملية الاغتيال “جاءت في إطار إرهاب الدولة الصهيونية وحرب الإبادة التي تشنها”. 

 وأضاف البيان أن العملية “لن تكسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني، بل ستزيد من تصميمه وعزمه على مواصلة النضال من أجل حقوقه ومبادئه الوطنية حتى ينال الحرية والاستقلال”.

وذكر مصطفى البرغوثي رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية أن عملية الاغتيال “لن تكسر المقاومة الفلسطينية أو إصرار الشعب الفلسطيني على تحقيق حريتنا”، مضيفاً أن الهجوم سيزيد من تصعيد الموقف.

وأضاف: “هذا ما يريده نتنياهو، فهو يعلم أن نهاية هذه الحرب هي نهاية مسيرته السياسية”.

إيران

من جهته، أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بيانًا يوم الأربعاء تعهد فيه بإنزال “عقاب قاس” بإسرائيل، قائلاً إنه من واجب إيران الآن “الانتقام لدم هنية والرد على هذا العمل الشنيع الذي حدث على أرض الجمهورية الإسلامية”.

كما أصدر الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بياناً تعهد فيه بأن ترد إيران وحلفائها على العدوان.

وفي الوقت نفسه، تعهد الرئيس مسعود بزشكيان بأن تدافع بلاده “عن سلامة أراضيها وكرامتها وشرفها وفخرها، وأن تجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان”.

ووفقاً للجزيرة، فقد قال المسؤولون الإيرانيون أيضاً أن “الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية عن اغتيال قائد حماس إسماعيل هنية في طهران بسبب دعمها لإسرائيل”.

هذا وأعلنت طهران الحداد لمدة ثلاثة أيام بعد استشهاد هنية.

مواقف عالمية

من ناحيته، قال حزب الله اللبناني: “استشهاد القائد إسماعيل هنية سيزيد من عزيمة المقاومين وإصرارهم في كل الساحات على مواصلة النضال”.

وأضاف الحزب أن “هنية كان أحد قادة المقاومة العظماء الذين عارضوا بشجاعة الهيمنة الأميركية والاحتلال الصهيوني”.

وقالت وزارة الخارجية المصرية يوم الأربعاء أن اغتيال هنية “يدل على افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لخفض التصعيد”، مضيفةً أن الهجوم قد يعرض محادثات وقف إطلاق النار للخطر.

وفي تركيا، أصدر الرئيس رجب طيب أردوغان بياناً أدان فيه “اغتيال إسرائيل الغادر” لهنية.

وقال أردوغان في بيانه على منصة X: “هذا الاغتيال حقير ويهدف إلى تعطيل القضية الفلسطينية ومقاومة غزة النبيلة ونضال أشقائنا الفلسطينيين المشروع لكسر إرادة الفلسطينيين وترهيبهم، ومع ذلك، وكما هو الحال حتى اليوم، فإن البربرية الصهيونية لن تصل إلى أهدافها”.

وقالت وزارة الخارجية التركية أن الاغتيال دليل على أن حكومة نتنياهو “ليس لديها نية لتحقيق السلام”، محذرة من أن عدم تدخل المجتمع الدولي لوقف إسرائيل قد يدفع بالمنطقة نحو صراع أكبر بكثير.

من جهته، حذر رئيس وزراء قطر، التي عملت وسيطاً في مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، من أن عملية الاغتيال قد تؤدي إلى تعطيل محادثات التهدئة.

وقال محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في منشور على X: “الاغتيالات السياسية واستمرار استهداف المدنيين في غزة بينما تستمر المحادثات تدفعنا إلى التساؤل، كيف يمكن للوساطة أن تنجح عندما يغتال أحد الطرفين المفاوض على الجانب الآخر؟”.

وأضاف: “السلام يحتاج إلى شركاء جادين وموقف عالمي ضد الاستخفاف بالحياة البشرية”.

بدورها، أصدرت بغداد بياناً أدانت فيه “العملية العدوانية” باعتبارها “انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية” وقالت أنها “تشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار الإقليمي”.

وأعربت وزارة الخارجية العراقية عن “تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني وقيادته في هذه اللحظات الصعبة”. 

كما دعت المجتمع الدولي “إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ التدابير اللازمة لوقف الهجمات المتكررة والانتهاكات لسيادة الدول”.

ونشرت وزارة الخارجية الأردنية بياناً على X أدانت فيه اغتيال هنية ووصفته بأنه “انتهاك للقانون الدولي وحرب دولية ستدفع نحو المزيد من التوتر والفوضى في المنطقة”.

وفي اليمن، وصف محمد علي الحوثي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، اغتيال هنية بأنه “جريمة إرهابية شنيعة” و”انتهاك صارخ للقوانين والقيم الأخلاقية”.

وخلال الشهور الماضية، استهدف مقاتلو الحوثي في ​​اليمن السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن مناصرة للفلسطينيين ورداً على عدوان الاحتلال المستمر على غزة.

أما في الولايات المتحدة الاميركية، نفى وزير الخارجية أنتوني بلينكن تورط واشنطن أو معرفتها المسبقة بالاغتيال.

وقال بلينكن في مقابلة مع قناة أخبار آسيا خلال زيارة إلى سنغافورة: “هذا شيء لم نكن على علم به أو مشاركين فيه ومن الصعب جداً التكهن به”.

وأكد أن تحقيق وقف إطلاق النار في غزة “هو ضرورة دائمة”.

بدورها، أدانت وزارة الخارجية الروسية عملية الاغتيال ووصفتها بأنها “جريمة قتل سياسية غير مقبولة”، وحثت جميع الأطراف على “ممارسة ضبط النفس” لتجنب اندلاع حرب كبرى

وقال أندريه ناستاسين، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، “المنطقة تتوازن حالياً على شفا صراع عالمي فيما تستمر الأطراف في تسخين الموقف”.

وقالت وزارة الخارجية الماليزية في بيان إنها “تدين بشكل لا لبس فيه جميع أعمال العنف، بما في ذلك الاغتيالات المستهدفة”، وحثت “جميع الدول المحبة للسلام على الانضمام إلى التنديد بمثل هذا العمل.

وأضافت أن اغتيال هنية “يؤكد الحاجة الملحة لخفض التصعيد ويعزز ضرورة مشاركة جميع الأطراف في حوار بناء والسعي إلى حلول سلمية”.

وأصدرت إمارة أفغانستان الإسلامية بياناً وصفت فيه اغتيال هنية بأنه “جريمة” و”خسارة كبيرة للأمة الإسلامية”.

ودعت كابول “الأطراف المؤثرة، وخاصة في العالم الإسلامي والعربي، إلى بذل كل الجهود لوقف عدوان الصهاينة وجرائمهم في المنطقة”.

وأصدرت وزارة الخارجية الصينية بياناً عبرت فيه عن معارضتها بشدة لعملية الاغتيال وأدانتها، معربة عن قلقها من أن يؤدي الحادث إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة