أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا الأسبوع أول مقابلة مطولة باللغة الإنجليزية امتدت لــ 30 دقيقة عبر برنامج التقرير الخاص على قناة فوكس نيوز .
وناقش المذيع بريت باير مع بن سلمان ملفات التطبيع مع إسرائيل والأسلحة النووية وانتهاكات حقوق الإنسان وتعلقه بألعاب الفيديو وغيرها من القضايا، نذكر منها ما يلي:
ملف مشروع السكك الحديدية الذي يربط الهند والشرق الأوسط بأوروبا، حيث أعلن بن سلمان دعمه للمشروع باعتباره جزءاً من “خطة لوجستية جديدة” لدعم التصنيع في البلاد.
وستمر خطوط السكك الحديدية والشحن في المشروع عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل ثم تصل إلى اليونان وأوروبا.
وذكر أن المشروع لا يتعلق فقط بنقل السلع والسكك الحديدية والموانئ، بل يشمل أيضا ربط شبكات الطاقة وكابلات البيانات.
أما فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل فأكد ولي العهد السعودي أنها تتوثق “كل يوم”.
ولم تتخذ المملكة ذات المسار الذي سلكه العديد من جيرانها العرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، كجزء من اتفاقيات أبراهام التي وقعها دونالد ترامب، لكن ذلك قد يتغير في المستقبل القريب.
وقال بن سلمان، وهو الحاكم الفعلي للسعودية:” القضية الفلسطينية مهمة للغاية بالنسبة لنا، نحن بحاجة إلى حل هذا الجزء”، دون تقديم المزيد من التفاصيل حول شروطه بالضبط.
وأكد ولي العهد السعودي أن الرياض ستعمل مع أي رئيس إسرائيلي، بمن فيهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وعندما سئل عن التنازلات التي يتوقع أن تقدمها إسرائيل للفلسطينيين أجاب:” هذا جزء من المفاوضات، أريد أن أرى حياة جيدة للفلسطينيين”.
أما في شأن السلاح النووي الإيراني فقال بن سلمان أن السعودية ستحصل على هذا السلاح في حال حصلت عليه إيران، وقال أن هذا يعود ” لأسباب أمنية، ولموازنة القوى في الشرق الأوسط، لكننا لا نريد ذلك”.
وأضاف:” نحن قلقون من حصول أي دولة على سلاح نووي، إنهم لا يحتاجون إلى هذا السلاح، لا يمكنهم استخدامه.”
وتابع:” لا يمكن للعالم أن يرى هيروشيما جديدة، إذا رأى العالم مقتل 100 ألف شخص، فهذا يعني أنك في حرب مع بقية العالم”.
وفي الشأن الإيراني أيضاً، رحب باتفاق تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران الموقع في آذار/ مارس بعد سبع سنوات من التوتر، وقال:” كانت لدينا معركة طويلة مع إيران منذ عام 1979، ولا نريد أن يستمر ذلك”.
أما في ما يتعلق باليمن، فقال بن سلمان أن السعودية تريد أن تبدأ بالاستثمار هناك، مضيفاً:” نحن الدولة التي تقدم أكبر قدر من المساعدات لليمن، كان ذلك في الماضي واليوم وسيكون في الغد أيضاً”.
وتابع:” حتى وإن كان هناك وقف لإطلاق النار، فإنه لا يوجد اتفاق سياسي بعد، لكننا نحاول يوماً بعد يوم الدفع بجميع الحلول إلى الأمام”.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية، والذي ضم الإمارات العربية المتحدة، قد بدأ حملة عسكرية في آذار/ مارس 2015 لصد الحوثيين المتحالفين مع إيران بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء.
وأسفرت غارات التحالف الجوية عن مقتل آلاف المدنيين، وفقا لتقارير الأمم المتحدة، في حين أطلق الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيار على البنية التحتية المدنية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وعلى المسرح العالمي، لم يخف محمد بن سلمان رغبته في الانضمام إلى مجموعة البريكس التي تضم الاقتصادات سريعة النمو، مؤكداً أنه لا يرى في ذلك هجوماً على التجمعات الأخرى.
وأوضح:” البريكس لا يتعلق بالتحالفات السياسية، والانضمام إليها ليس مناهضا للغرب”.
وأشار إلى أن الرياض سعت للانضمام إلى مجموعة السبع باعتبارها جزءاً من مجموعة العشرين، لكنها لم تتمكن من ذلك، مضيفاً أنه تحدث كثيرًا مع الزعيم الصيني شي جين بينغ ضمن تلك المجموعات.
وعبر بن سلمان عن رفضه للغزو الروسي لأوكرانيا، وقال:” ما يحدث هناك سيء ولا نريد أن نرى ذلك”.
واعتبر ولي العهد السعودي أن لدى الروس ” عذرهم بسبب توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن غزو بلد ما هو أمر سيء حقًا”.
ورغم إشارته إلى تصويت السعودية لصالح إدانة الغزو في الأمم المتحدة، إلا أنه أكد أن الرياض تحتفظ بعلاقات مع البلدين.
مقتل خاشقجي كان “خطأ”
وصف ولي العهد عملية قتل جمال خاشقجي، الكاتب في صحيفة ميدل إيست آي وصحيفة واشنطن بوست، بأنه “خطأ”.
وكان خاشقجي قد قُتل على يد عملاء سعوديين في قنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018، وخلصت وكالة المخابرات المركزية إلى أن ولي العهد وقع على العملية، وهو ادعاء تنفيه الرياض.
وفي وقت سابق من هذا العام، شوهد سعود القحطاني، أحد كبار المساعدين السابقين لولي العهد والمشتبه به الرئيسي في مقتل خاشقجي، علناً للمرة الأولى منذ الاغتيال، ويُزعم أن آخرين تتهمهم السلطات الأمريكية بالتورط في جرائم قتل يعيشون في “فيلات سبع نجوم”.
وتعقيباً على المطالبات بتأكيد التقارير التي تفيد بأن محمد الغامدي، وهو مدرس متقاعد، حُكم عليه بالإعدام بسبب تصريحات أدلى بها على تويتر ويوتيوب لعدد قليل من المتابعين، قال بن سلمان إنه “من العار أن هذا صحيح، هذا أمر لا أحبه”.
وأكد ولي العهد رغبته بتغيير بعض القوانين رغم طبيعة النظام الملكي مطلق الحكم في البلاد.
ولدى سؤاله عما إذا كان يتوقع إعدام الغامدي، قال ولي العهد إنه يأمل أن يكون القاضي “أكثر خبرة” وأن ينظر إلى الأمر “بطريقة مختلفة تماما”.
ورفض ولي العهد الانتقادات الموجهة لبلاده بشأن زيادة استثماراتها في الرياضة، والتي وصفها البعض بمحاولة توظيف الرياضة لتبييض سمعة البلاد.
وأشار أيضًا إلى أنه بدأ بلعب الجولف، قائلاً أنه من هواة التنزه سيرًا على الأقدام وممارسي رياضة الغوص كذلك، مؤكداً أنه استمتع بمتابعة فوز السعودية على الأرجنتين في كأس العالم العام الماضي مع عائلته.
وقال:” نحن الدولة الأسرع نمواً على هذا الكوكب، ولدينا المشاريع الأكثر طموحاً في جميع القطاعات، والأسرع في كل صناعة، ونحن الآن في المرتبة الأولى في الشرق الأوسط في مجال السياحة”.
وتساءل المذيع باير في نهاية المقابلة عن كيفية تفريغ ولي العهد السعودي غضبه، فأجاب على الفور:” بألعاب الفيديو، فمنذ أن كنت طفلاً، أحب هذه الألعاب لأنها تفصلني عن الواقع.”
ولفت إلى أنه يحب ممارسة الرياضة الإلكترونية ويعتبرها “واحدة من أهم الأشياء في العالم”.