بقلم كاثرين هيرست
ترجمة وتحرير مريم الحمد
لقد كان الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأمريكي مليئاً بالادعاءات المضللة حول حربه على غزة.
يذكر أن العشرات من المشرعين الأمريكيين قد قاطعوا الخطاب، في الوقت الذي احتل فيه آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أجزاء من مبنى الكابيتول الأمريكي للمطالبة باعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
في 22 يوليو الحالي، بدأ الجيش الإسرائيلي بقصف الأحياء الشرقية من مدينة خان يونس، وهي منطقة إنسانية تؤوي 400,000 فلسطيني، وذلك بعد دقائق فقط من إصدار أمر الإخلاء!
لقد كان خطاب نتنياهو، الذي وصفته رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي بأنه “الأسوأ” لشخصية أجنبية رفيعة في تاريخ الكونغرس، مليئاً بالتصريحات الكاذبة، حيث وجه العديد منها إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي طلب ممثلوها إصدار أوامر اعتقال بحق القادة الإسرائيليين في مايو الماضي، فما هي تلك الأكاذيب؟
“حماس تسرق مساعدات غزة”:
رفض نتنياهو اتهامات المحكمة الجنائية الدولية حول منع إسرائيل وصول المساعدات إلى غزة، مدعياً أن إسرائيل سهلت دخول أكثر من 40 ألف شاحنة مساعدات إلى القطاع، قائلاً: “إذا كان هناك فلسطينيون في غزة لا يحصلون على ما يكفي من الغذاء، فهذا ليس لأن إسرائيل تمنعهم بل لأن حماس تسرقه”.
وفقاً للأمم المتحدة، فقد دخلت 28,018 شاحنة مساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر، ولكن منذ استيلاء القوات الإسرائيلية على معبر رفح في مايو الماضي، فقد دخلت 2835 شاحنة مساعدات فقط إلى القطاع!
وفي مارس الماضي، حذر نظام الأمم المتحدة لمراقبة الجوع، المسمى “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، من أن غزة على وشك الوقوع في المجاعة بحلول مايو، كما خلص تقرير ثان نُشر في يونيو الماضي إلى أن خطر المجاعة الكبير لا يزال قائماً حيث يعاني نصف مليون فلسطيني منها الآن.
“إسرائيل اتخذت احتياطات لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين أكثر من أي جيش عبر التاريخ”
في خطابه، ادعى نتنياهو أن القوات الإسرائيلية بذلت قصارى جهدها لحماية المدنيين الفلسطينيين، وأنها وزعت “ملايين المنشورات وأرسلت ملايين الرسائل النصية وأجرت مئات الآلاف من المكالمات الهاتفية من أجل إبعاد المدنيين الفلسطينيين عن الأذى”.
تصدر القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء وتوزع أحياناً منشورات لتحذير الفلسطينيين عند مهاجمة منطقة ما، لكن هذه التدابير لا تفعل الكثير لمنع مقتل المدنيين، ففي 22 يوليو الحالي، بدأ الجيش الإسرائيلي بقصف الأحياء الشرقية من مدينة خان يونس، وهي منطقة إنسانية تؤوي 400,000 فلسطيني، وذلك بعد دقائق فقط من إصدار أمر الإخلاء!
من جانبها، قامت الأمم المتحدة من خلال تقرير صدر في يونيو الماضي، بتقييم 6 هجمات إسرائيلية تسببت في عدد كبير من القتلى، وخلصت إلى أن القوات الإسرائيلية فشلت في تقليل الأضرار التي لحقت بالمدنيين، كما أن أغلبية الضحايا المقدر عددهم 39,000 في غزة، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة ووزارة الصحة، هم من المدنيين.
“حماس حرقت الأطفال في 7 أكتوبر”
كرر نتنياهو ادعاءات غير صحيحة بأن حماس “أحرقت أطفالاً أحياء” خلال هجومها في 7 أكتوبر، كما روى قصة قيام مقاتلي حماس بقتل طفلين كانا مختبئين في علية منزل العائلة.
لقد كانت هذه الادعاءات من بين العديد من الشهادات التي أدلى بها أفراد إسرائيليون حول الهجوم، غير أن صحيفة هآرتس أشارت إلى أنها كاذبة، كما تضمنت المزاعم رواية جولان فاخ، رئيس خدمة البحث والإنقاذ العسكرية الإسرائيلية، الذي ادعى أنه رأى جثث الأطفال المحروقين، فيما أعلن الجيش لاحقاً أنه أخطأ في النطق بقوله أطفال عندما كان يقصد أن يقول شيئاً آخر.
وفي مقابلة أخرى، قال جندي إسرائيلي أن “الرضع والأطفال تم تعليقهم على حبل غسيل”، ولكن الجيش نفى ذلك قائلاً أنه جندي احتياطي ولا يتحدث بصفة رسمية.
نتنياهو نفسه كان قد أخبر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن الفلسطينيين “ربطوا عشرات الأطفال وأحرقوهم وأعدموهم”، مع أنه لا يوجد دليل يشير إلى العثور على مجموعات من الأطفال ميتين في نفس الموقع الذي يطابق الوصف الذي قدمه نتنياهو، بحسب صحيفة هآرتس!