نشر أكثر من 40 متدربًا في البيت الأبيض رسالةً تطالب الرئيس الأمريكي جو بايدن والمكتب التنفيذي للرئاسة بالدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال ناشرو الرسالة الذين لم يفصحوا عن هوياتهم الشخصية أنهم “لم يعودوا قادرين على مواصلة الصمت تجاه الإبادة الجماعية المستمرة للشعب الفلسطيني”.
وجاء في الرسالة ” نحث إدارة بايدن – هاريس على الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن، والإفراج عن جميع الرهائن بمن فيهم السجناء السياسيين الفلسطينيين، ودعم الحل الدبلوماسي الذي يضع حداً للاحتلال غير القانوني والفصل العنصري الإسرائيلي، بما يتوافق مع المعايير الدولية ووفقاً للقانون ومن أجل فلسطين حرة”.
ويقدم نشر الرسالة التي حملت عناوين المكاتب التي ينتظم فيها المتدربين إشاراتٍ جديدةً على تصاعد المعارضة في واشنطن بشأن دعم إدارة بايدن المستمر للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وأكد المتدربون أنهم يتوزعون على خلفيات مختلفة تضم “فلسطينيين ويهود وعرب ومسلمين ومسيحيين وسود وآسيويين ولاتينيين وبيض وأحرار الجنس”.
وعبّرت مجموعة “متدربو البيت الأبيض من أجل فلسطين” التي أصدرت الرسالة عن دعمها لعمل الإدارة الأمريكية “للدفاع عن مجتمعات الأقليات”، لكنها أكدت في ذات الوقت أن “من واجبنا الوقوف ضد الظلم والإبادة الجماعية، وضرورة الإشارة إلى الأخطاء التي ارتكبها قادتنا”.
وحث بيان أصدرته المجموعة الإدارة الأمريكية “على تغيير مسارها”، مؤكدةً أنها “لن تتوقف عن المحاولة”.
وأدان المتدربون الهجمات التي قادتها حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لكنها أكدت في المقابل أن “العنف المستمر الذي ترتكبه الحكومة الإسرائيلية، فضلاً عن الخطاب اللاإنساني المتواصل الذي يستهدف المسلمين والعرب، قد شجع على موجة من العنف والمآسي الهائلة”.
ورغم الاعتقاد بضآلة تأثير المتدربين في البيت الأبيض على المسائل السياسية، فإن انضمام العشرات إلى مبادرة الرسالة يحولهم إلى جزء من حركة المعارضة المتنامية والداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة من داخل إدارة بايدن والكونغرس.
وقالت مجموعة المتدربين أن رسالتهم بُعثت إلى بايدن عبر البريد والبريد الإلكتروني، علماً بأن وسائل إعلام أمريكية كبرى من بينها NBC News وصحيفة The Hill قامت بتغطية الخبر وتواصلت مع مسؤولين عن هذه الرسالة.
يذكر أن الإدارة الأمريكية واصلت تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل وتدفع بتعزيزات إلى منطقة الشرق الأوسط لمنع اتساع نطاق الصراع.
وقالت إدارة بايدن إنها نصحت إسرائيل بالعمل على تقليل الخسائر إلى الحد الأدنى في صفوف المدنيين، لكن الأخيرة قتلت 700 فلسطيني في القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية فقط، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وجاء في رسالة المتدربين: “نؤكد أن أي أمرٍ غير الوقف الكامل للمذبحة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة لن يكون كافياً”.
وكان الدعم الذي لم يقتصر على المال من إدارة بايدن لإسرائيل قد قوبل بقلق من قبل العديد من المدافعين عن حقوق الفلسطينيين الذين حذروا من أن ينتهي الأمر بالولايات المتحدة إلى التواطؤ في انتهاك القانون الدولي وقواعد الحرب.
وخلال الأسابيع القليلة الأولى من العدوان، استقال المسؤول عن الإشراف على عمليات نقل الأسلحة في إدارة بايدن بسبب نهج الأخير في الحرب، ثم توالى تسرب المزيد من الأصوات المعارضة من داخل الإدارة الأمريكية إلى الخارج.
“لن ننسى أبدًا كيف تم تجاهل نداءات الشعب الأمريكي حتى الآن”- متدربو البيت الأبيض من أجل فلسطين
ووفقاً لتقارير صحفية نشرت في تشرين الأول / أكتوبر فإن مسؤولين في وزارة الخارجية “يشعرون بالإحباط المتزايد من موقف بايدن بشأن الحرب”.
في 9 تشرين الثاني / نوفمبر، كتب أكثر من 500 من خريجي حملة بايدن الانتخابية رسالة تطالب بوقف إطلاق النار.
ومنذ 7 تشرين الأول / أكتوبر اتخذ الرأي العام في الولايات المتحدة موقفاً مؤيدًا لوقف إطلاق النار في غزة، كما أبدى الاستياء من أسلوب بايدن في التعامل مع الحرب.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/ إبسوس في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر أن غالبية الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون وقف إطلاق النار، في حين أظهر استطلاع أحدث نشر هذا الأسبوع أن 61% من المشاركين يؤيدون دعوة الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار.